عزيزي العربي

عزيزي العربي

العربي... وقضايا الشباب

أكتب لكم لأعبر عن إعجابي الشديد بهذه المجلة, والتي حقيقة لا تحتاج إلى إشادة مني ولا من غيري, فعمرها المديد, وتجربتها الغنية, خير دليل على تميزها.

بداية معرفتي بالمجلة, كانت عبر أعدادها القديمة, أيام الخمسينيات والستينيات, يوم كان والدي طالبا على مقاعد الدراسة, ومن المضحك المبكي, أنني عندما قرأت الأعداد القديمة, وجدت أننا العرب لانزال, نردد الخطب نفسها, ونحلم الأحلام نفسها, ونرفع الشعارات نفسها, من تلك الأيام!

المهم أن تلك الأعداد أعجبتني فذهبت أبحث عن أعدادها الجديدة, فأعجبت بالجديد كما أعجبت بالقديم. ومن يومها وأنا قارئة شبه منتظمة لها.

ومن أكثر الأبواب التي أثارت إعجابي, باب (استطلاع) المتميز جدا وبالأخص ذلك الذي كان عن (غوري... صخرة الأنين الملونة), لقد أبكاني بالفعل, وجعلني استغرق في تفكير عميق, حول الرق والعبودية, ومسئولية العالم الغربي المتحضر تجاه هذه الشعوب, التي استرق أجدادهم فعليا, ويحاول اليوم, وتحت غطاء متحضر مزعوم, أن يسترق الأحفاد, وفي الوقت نفسه ينظر بالكثير من الإعجاب لنفسه حين يقدم لهم منحة أو هبة لا تكون لوجه الله غالبا, متناسين أن هذا أقل ما يمكن أن يقدم. وكذلك الاستطلاع الذي كان عن مدينة جدة قبل عام تقريبا, وأتمنى أن تواصلوا القيام باستطلاعات عن مختلف المدن السعودية, وبخاصة عن مدائن صالح, والشمال, والجنوب السعودي.

باب آخر نال إعجابي وهو (معرض العربي), فما أجمل أن نتأمل ما سطرته أنامل الإبداع الإنساني, أن يشرح لنا متخصص خفايا هذه اللوحة, فيأخذنا عندها في متعة ثانية, بعد المتعة النظرية, وهي متعة الاستكشاف المعرفي. هذا الباب مميز لأنه نادر في المجلات والصحف العربية, وهكذا تكون العربي, ومَن غيرها رائدة فيه?!

وعلى قدر إعجابي الشديد بالمجلة, وبالوجبة الثقافية الدسمة التي تقدمها, فإنني لاحظت من حديثي مع زميلاتي في الجامعة, هنا في السعودية, وكذلك صديقاتي من الكويت, أن المجلة لا تتمتع بشعبية عند جيلنا من الشباب. فقد أكدت لي أكثر من صديقة أن والدها, أو شخصا آخر كبيرا في السن مقارنة بنا يتابعها لكن هي لا تكلف نفسها ذلك. وصديقتي الكويتية استخدمت عبارة (إنها مجلة النخبة المثقفة) في معرض ردها عن سؤالي عن رأيها في المجلة. والحقيقة أن هذا أمر مؤسف, فالمجلة متميزة فعلا, وتشكل مصدرا ثقافيا موثوقا, ومحترما, وفي الوقت نفسه فإن الشباب يشكّلون غالبية سكان الوطن العربي, والخليجي على وجه الخصوص, وألا تنتشر المجلة بين هذا الجيل, فهذا يعني أن هناك قصورا ما, مهما كانت أرقام التوزيع, ومهما بلغت الأرباح,. وقد لا يكون هذا الخلل بالضرورة من المجلة, بل من الجيل نفسه, الذي ضاع بين التطرف والانغلاق من جهة, والمخدرات والانفلات الأخلاقي من جهة ثانية, والتعلق بتفاهات الفضائيات والصرعات من جهة ثالثة.

ولكن بما أن المجلة تحمل على عاتقها, رسالة ثقافية سامية, فعليها أن تتحمل جزءا من عبء محاولة سد هذا الخلل, بأن تحاول أن تتقرب أكثر من جيل الشباب. فتفتح لهم أبوابها ليساهموا فيها, دون أن يخشوا عدم وجود حرف الدال أو الألقاب الكبيرة, مذيلة في أسفل مقالاتهم وإسهاماتهم, مع الاحتفاظ بالعلم لأهل العلم. كما أن عليها أن تناقش قضاياهم, وتأخذ آراءهم في هذه القضايا, علها بذلك تقترب شيئا فشيئا منهم, وتأخذ مكانها اللائق في مكتباتهم, بدلا من مجلات الفن, والإثارة, والشعر الشعبي, و(التابلويد) العربية. وأنا موقنة أن المجلة, وكتّابها الأفاضل, يعرفون أكثر مني كيف, وماذا يجب أن يعملوا ليقتربوا من جيلنا.

مرام مكاوي
جدة - المملكة العربية السعودية

تصويب

صدفة ومصادفة

جاء في العدد (528) لشهر نوفمبر 2002 في مقال د. عفيف البهنسي وعنوانه (الصدفة في الإبداع والدهشة في التلقي) خطأ في العنوان والصحيح المصادفة في الإبداع... لأن الصدفة من الصَدَفْ.

د. عدنان الرشيد
أستاذ جامعي وكاتب - السعودية

وردنا من قسم التصحيح والمراجعة بالمجلة هذا الرد: (تشيع في اللغة العصرية كلمتا: صدفة ومصادفة, بمعنى حدوث الشيء اتفاقا, والكلمتان لا توجدان بهذا الاستعمال العصري, غير أنهما عربيتان صحيحتان ويمكن تخريجهما على النحو التالي:

- (أما كلمة صدفة, فيمكن تخريجها على ألا تكون مصدرا مستحدثا لفعلها صدِف يصدِف صدفا على زنة فَرح يفرح فرحا, إذ نص سيبويه (1/224,222) على مجيء المصدر من فِعلَ يَفْعل على زنة (فُعْلة) مثل: شهب شُهْبة وقوي قوة, وكأنما استحدث الاستعمال العصري مصدرا ثانيا للفعل بجانب مصدره الأساسي, وهو الصدف, للدلالة على معنى المصدر الجديد.

- أشربَت اللغة العصرية فعل (صادف) الدال في المعاجم على لقاء شخصين فيقال صادف محمد عليا أي لقيه - معنى الاتفاق المتصل بإقبال إحدى ركبتي الشخص على الأخرى في المشي...

وبذلك تكون كلمتا صدفة ومصادفة بمعنى اتفاقا صحيحتين صياغة ودلالة, كذلك استخدام (صادف) و(يصادف) بمعنى الاتفاق دون إرادة, إذ هو استخدام مستحدث يسيغه التطور العام في مدلولات الكلمات العربية من عصر إلى عصر). من بحث د. شوقي ضيف عن صدفة ومصادفة الصادر عن مجمع اللغة العربية بالقاهرة في كتاب الألفاظ والأساليب الجزء الثاني, القرارات التي صدرت في الدورات من الثانية والأربعين إلى التاسعة والأربعين.

المحرر

رحلة

دعوة إلى طبرق

ما شهدته على صفحات مجلة (العربي) من تغطية كاملة لكل الأحداث وفي أي مكان من العالم يجعلني مدفوعا لكتابة هذه الرسالة التي أحببت أن أضمنها دعوة لكم لزيارة مدينة عايشت الحرب العالمية الثانية لإعداد تقرير منها, فقد كانت ساحة للحرب وتعتبر أولى المدن التي احتلها الايطاليون, وهذه المدينة هي مدينة طبرق التي تقع في شرق ليبيا وتطل على البحر المتوسط وتبلغ مساحتها 83860 كيلومترا مربعا حيث تحتوي على معالم تاريخية كثيرة منها قلعة جستنيان الامبراطور البيزنطي وغرفة عمليات الحرب العالمية الثانية بالإضافة إلى مقابر الجنود الذين سقطوا في الحرب ويبلغ عددهم أكثر من 60 ألف جندي, ومن هذه المقابر: الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية. بالإضافة إلى مخلفات الحرب من معدات وآليات وألغام مزروعة إلى يومنا هذا في أنحاء متعددة من هذه المدينة. كما أنها تحتوي على ميناء طبيعي قل أن يكون له نظير على البحر, ما للرياح عليه سبيل كأنه حوض منقور في حجر, وأيضا توجد بها القرية التي ولد وترعرع فيها المجاهد عمر المختار, وغيرها من المعالم والآثار.

عبدالناصر العبيدي
طبرق - ليبيا

مرايا

وقفة مع الذات

إن كانت الحكمة الشائعة تقول: (فاقد الشيء لا يعطيه), فهل يمكن لشعرائنا المعاصرين الخروج من عنق الزجاجة باستعمال الأظفار وإطلاق الشتائم والصراخ في وجه المجتمع وقرّائهم المثقفين, قبل أن ينظروا في المرآة إلى انفسهم وإلى ثقافتهم التي لا تتعدى قراءة بعض الكتب أو المجلدات ويصرخون في وجوههم كما فعل الحطيئة حين نظر إلى قاع البئر فرأى وجهه قائلا:

أرى لي وجها شوّه الله خلقه فقبّح من وجه وقبّح حامله


إذا كان ذلك الشاعر الفذ يرى نفسه هكذا فكيف يرى شعراؤنا الحاليون أنفسهم?!

وهل تعلم شاعرنا الشتم والصراخ من موليير وراسين أم ماذا?! أم أن المبيعات وأسعار الكتب وما شابه هذا وذاك لا تعتبر مقياسا على قلة القراء أو كثرتهم. إن شكسبير كان يكتب كل أشعاره, ولا يدري أنه في ساعة موته ستتحول كتاباته إلى روايات, وأشعار خالدة, بل ظن أن كتاباته ستموت مع موته.

وفي مقالة نشرت في مجلة العربي العدد (485) قام باحث في علم النفس الاجتماعي بتحليل مسألة مهمة وهي (الأغنية الشبابية) وقد أظهر البحث أن معظم الشباب غير مقتنعين بهذه الأغاني ويستمعون لها تحت تأثير مجاراة الجماعة. ولا يوجد اقتناع فردي, واختيار حر لهذه الأنواع من الأغاني, أما عن ارتباطهم بها فهو ارتباط لاشعوري سرعان ما يقل ويختفي مع تقدم السن.

وفي النهاية أضم صوتي إلى صوت ميخائيل نعيمة عندما قال: (دعونا جهالا إن لم يكن عندكم ما تقولون لنا سوى ما نحن أدرى به منكم. فنحن أضن بوقتنا من أن نصرفه معكم في النوح على بدوركم والرقص في أعراسكم وتقديم التسابيح لأصنامكم. نحن أرفع من أن نأكل كسرا تأتوننا بها من موائد الأغنياء. وقاعدتنا: الفقر ولا الاستعطاء والموت جوعاً ولا الاقتيات بجيف الحقول!

أما من كان عنده كسرة معجونة بدم القلب ومخبوزة بنار المحبة والإخلاص فليأتنا بها. من كان عنده قلم تهزه عاطفة شريفة حية ينثر شرارا لا تبرا فقلوبنا له قرطاس.

وبالاختصار من كان فيه ذرة من الإخلاص فكلنا آذان صاغية له).

مصطفى زينو/كلية الآداب
قسم اللغة العربية
حلب - سوريا

محاولات إبداعية

حصار

(1)

أحسبني رأيته رابضا أمام الباب. عيناه برّاقتان, بريقهما يومض في الظلمة, حادا مستفزا, ينذر بالويل, بينما تجسد هيكله سوادا, أشد كثافة من سواد الليل. توقفت - أظنني فعلت هذا - إثر زمجرة هزت الكون من حولي. تدافعت دقات قلبي, وتراجعت إلى الوراء, مغلقا الباب بعنف, بعدها ارتميت وراءه ألتقط أنفاسي.

لحظات ورأيتني أنظر من شق بالباب. أحدق وسط الظلمة, باحثا عنه, محاولا إيهام نفسي أن الأمر لم يكن أكثر من خداع بصر, وأنه ليس هناك شيء, غير أنني ومن خلال الشق رأيته كما رأيته من قبل, عيناه باتجاه الباب ينظر متحديا مستفزا, ينتظر فرصة لإظهار شراسته.

انطلق صفير حاد, استطال بضع ثوان, تحرك على أثره موغلا في الظلمة في أعماق الحارة, بين البيوت المتراصّة على الجانبين, متجها إلى مصدر الصوت.

(2)

أحسبني أدركت سبب نظرات الجيران التي أحاطتني, وأنا أقف فوق سطح البيت, بلغت به الجرأة ألا يحتمي بظلام الليل, وظل واقفا أمام الباب حتى أثناء النهار!! رمقته من أعلى السطح بعينين ناريتين.

أكيد هو رجل, وإن كان حجمه وهيئته لا يوحيان بهذا, لكن مَن وراءه?

على كل هناك منافذ أخرى للدار, يمكن أن أخرج منها. مضيت إلى شباك المندرة. دفعت دفتيه للخارج. انتفض رجل آخر مزمجرا, بعد أن كان جالسا بصدغيه العريضين تحت أشعة الشمس. أسرعت بإغلاق الشباك, وهرولت إلى حجرة الخزين في آخر الدار. هالني ما أرى, كان هناك رجل ثالث.

هرولت إلى السطح, صمت متوتر يسود الأنحاء, رأيت عيون الجيران المتلصصة من حولي, تنظر من خلف النوافذ والأبواب, أكيد تنتظر رد فعلي.

أدرت وجهي فيما حولي, أكيد هذه العيون تدرك أهمية خروجي, إن لم أخرج فسيظل المخبز مغلقا.

المخبز الوحيد في البلدة كلها لن يعمل, أكيد يدركون معنى هذا, منذ البارحة والمخبز معطل, كنت أعجن العجين ليلا, وأتركه يتخمّر, وحينما يؤذن الفجر أبدأ الخبيز, ليأتي المصلون بعد انتهاء الفريضة, يأخذون حاجاتهم, ويعودون إلى دورهم, أكيد الآن لن يجدوا شيئا, وسوف يأتون إليّ, حدث هذا من قبل حينما كان يدهمني المرض.

افترشت الأرض في هدوء.

أخذت أرقب السماء, بحثا عن بشرى لانبلاج الضياء.

(3)

الليل تسود ظلمته, تفترش الطرقات, وتحلق على أسطح الدور. بحثت عن القمر. المفروض أنه أتم استدارته الليلة. لم أجده, هاهي الليلة الثالثة تمر, دون أن يقترب أحد من الدار يسأل عني أو عن المخبز. واضح أنهم رأوا الرجال وخافوا منهم.

صرخت مفرجا عما في صدري, وقررت أن أتحرك, اندفعت أحمل سكين المطبخ, وأهرول نحو الباب, لكنني توقفت, إنها أقل من أن تفي بالغرض, تراجعت أحمل عجزي بين أضلعي.

لحظات واتجهت إلى عصا غليظة أتحسسها. ألحّ عليّ سؤال... هل تفيد مع هؤلاء? ألقيتها ساخطا. وقفت أفكر في هذا المأزق. ومضت في رأسي فكرة, هرولت على أثرها إلى غرفة النوم. سحبت بندقية والدي القديمة, في غلافها القماشي السميك من الدولاب. اختبرت حركتها, عمّرتها, ارتفع النبض في صدري, وتدفقت الدماء مزغردة في عروقي, ورجعت سريعا إلى السطح, تبسمت للقمر الذي شق حجب الغمام, واتجهت بعيني إلى الرجل الرابض أمام باب الدار, بدا تحت الضوء الفضي وحشا خرافيا, بجسده المدكوك, وصدغيه العريضين, وعينيه ناريتي النظرات. رفعت البندقية فوق كتفي, شعرت بالعيون المتلصصة, خلف النوافذ والأبواب تترقب. تنظر إلى فوهة البندقية بتلهف. شجعني هذا أن أحدد الهدف. الهدف الرأس الضخم تحفزت للضرب.

انطلق الصفير من جديد.

انزلقت البندقية عن كتفي بقنوط.

(4)

خلف برج الحمام وقفت. حاذرت أن يصدر عني صوت أو أن أبدو للعيون أخذ الصمت المقبض الذي يفترش المكان يخنقني. لم أشعر بالحاجة للضوضاء مثل الآن.

كان الرجل يقف عاقدا ذراعيه على صدره. عيناه متربصتان وقسماته الغليظه متحفزة.

جهزت البندقية, حددت الهدف, الهدف الرأس الغليظ, انطلقت الرصاصة تزفر الغضب في الهواء, أصابت الهدف, انتفض الجسد من مكانه, اهتزت الأرض تحت قدميه وهو يندفع بظهره إلى الجدار ويهوي إلى أدنى دون حراك.

امتلأ قلبي فرحا, سينفك الحصار, شعرت بمصاريع الأبواب والنوافذ تفتح وتطل من خلفها الوجوه حاملة أعينا تبرق مهللة.

اندفعت إلى الجهة الأخرى أريد الرجل الآخر المرابط خلف شباك غرفة الخزين.

عاد الصفير من جديد!!

(5)

أخذ رجل جديد مكان الذي مات. لاحظت هذا وزاد محيط القلق في صدري. رأيته أضخم جثة وأكثر شراسة عن سابقه. بندقية واحدة لن تصد هذا العدد الذي زاد وبدأ يعلن عن نفسه من حولي بعواء يندفع مع الريح في ظلمة الليل.

صعدت إلى السطح, لو تحركت الأجساد المتراصّة خلف النوافذ والأبواب ومدت أياديها معي. صرخت بأعلى صوتي... أريدكم معي.

ظلت النوافذ والأبواب على حالها, ولم أر إلا صمتا قلقا يدور في الأركان.

عدت إلى الأجساد الغليظة المرابطة حول البيت. انتبهت إلى أنه توجد حركة استنفار بينهم, أصواتهم ارتفعت أكثر وحركتهم توترت أكثر وتقدمت أرجلهم ناحية باب الدار تريد اقتحامه. انطلق صوتي هادرا محاولا تحريك الأحداق المتحجرة داخل العيون المتلصصة خلف النوافذ والأبواب.

بندقية واحدة لن تكفي. تحركوا قبل فوات الأوان. لم أر حركة ما تدل على تجاوب, أو حتى سماع ما أقول.

شعرت ببابي يهتز. هرولت لأسفل حاملا بندقيتي. جهزتها للانطلاق ووقفت وسط القاعة مواجها للباب. عازما أن أظل ممسكا بها ما حييت.

محمد عباس علي
الاسكندرية - مصر

تنويه

نود الإشارة الى ان سعر بيع مجلة العربي في لبنان قد اصبح 2000 ليرة بدلا من 3000 ليرة.

وتريات

حوار مع الذاكرة

كل الحياض يصوغها الشعراءُ قزحية أطيافها أشلاءُ!
هي طفلة ضحكاتها تجري الجدا ول في العيون فتسعد الفقراء
إيه صبايا العيد يا سرر السنا هل دانت الألحاظ والشيماء?!
مري سلاما واعبريني إنني من مزنتي تساقط الشعراء
قد أحرق السعداء قبلك أحرفي يا قصة أبطالها شهداء
إني سألتك سندباد سفينة تهديكها الحورية الهيفاء
يا ليتني أوتيت أحلام الصبا إلياذة أبياتها إغواء!
الحب يورق في ربيع مشاعري متبرجا لتزفه العذراء
فانوستي لو تغسلين خطيئتي أكن الزوابع طلعها عنقاء
ولقد ذكرتك أرخبيل جوانحي لما توارت عن حروفي الحاء
إني نقوش مغارة حجرية إقرأ بها يا ليتنا غرباء
رحل الذين عشقتهم رحلوا معا وغدا يراعي أرضه بيداء
يا بائع الأحلام هذي قصتي هل مات قبلي بالهوى سعداء
ضمخ شفاهك واكتحل متباهيا لست الذي تغتاله الحسناءُ


عبدالحق أكوديان - المحمدية - ليبيا

دعوة

أعدي له ما استطعتِ

ولا تبخلي...

كوني له الغيث

بل كوني له الغدقا

وحيثما كان...

صبي - فيه - زقزقةً

وعلمي الكون...

أن الحب ما صدقا

وأينما كنت..

قولي... كان يعشقني...

وماأزل - أنا -

في عينه الحدقا...

ولايزال بصدري درب أمنيةٍ

أنى أرقتُ

تهادي ينزعُ الأرقا...

ما تقرأون...

لأجلي كان يكتبهُ

ولي حناياهُ...

لي ما فيه مُذْ عشقا

أنا التي قلتُ: كن مُضناً...

فكان شج...

أتلفتهُ في الهوى...

حتى استوى ورقا

زرعتُ - فيه - أنا..

بذر الهوى... وأنا

نسجتهُ أرقا

فاشتد... وانطلقا

وإنني - اليوم - أدعوهُ إلى فننٍ...

- فيه - العصافيرُ تشدو...

(أن دعوا الأرقا)

وسارعوا نحو ما لا ينتهي أبدا

وحطموا كُل قيدٍ...

يُنكئ الحدقا...

وأطعموا الشوق - فيكم - للقاء غدا

وحطموا معقل الخوف

لا تُبقوا له نسقا

محمد أحمد الجمالي
صنعاء - اليمن

 



أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات