فصل "كُنتُ.."
شعر
كنتُ أفتش عن روحي، وهي
تراوغني
كانتُ روحي لا كالأرواحِ، وكنتُ أمني نفسي بلقاها
قلتُ تعود مع
الليلِ، وقلت تعود مع الشمسِ،
توالت أيامُ الليل وأيام الشمس. وما
عادت!!،
لكن كنتُ دخلتُ إلى مملكتي ورأيتُ تخوم
الوطن الغائب:
هذا
أولهُ..، هذا آخره..، هذا ما بينهما..،
وهنا منفاي.. ومنفاها..
***
صرتُ
أناديها: يا روحي.. عودي يا روحي..
سمعتني ريحٌ كانت عائدة من
غزوتها..،
فأرادت أن تأخذني ضمن سباياها
ورآني ليلٌ كان يحوم .. فأضمر
أمرًا..
ثم رآني الخوف ألملمُ أعضائي
فعرفت بأني لن أنجو إلا أن أتفسخ
خوفاً..
لكن حين تصنعتُ رآني الناسُ فقلت:
"افتضح الأمرُ
وكشفوا عن عورة
حزني.. لا نامت أعينهم..،
بل لا نامت أعين هذا الخوف المتحفز في
القلب..،
وهذا الصمتُ الغائر بين حشاها..."
كنتُ قريبًا منها - ذات زمانٍ -
لا قرب الشيء من الشيء،
ولكن قرباً نعرفه إذ ننأى عن كل مسافات الناسِ،
فهل
تهربُ روحي مني؟ أم أني من يهربُ..؟
أتخفى في عتمةِ لغةٍ للعتمةِ .. وكأني
أتحاشى
أنوار محياها..
ولقد كنتُ جواداً يركضُ في حلبة أعراسٍ..
حتى
أدركني الليلُ.. فأدركتُ مكاني..
وعرفت بأن السفر طويلٌ، والزاد
قليلٌ،
ورأيتُ النفس التواقة لا ترتاح،
ولا تفرغ من خوف الزمن الذاهب
والآتي،
قلتُ: "الزمن الذاهب.. لا يذهب، والآتي ..
لا يأتي،
وأنا لا أقدر
أن أخرج من كلمات المعجم،
فلأنذرْ روحي للغة المخبوءةِ في روحي،
ولو أني لا
أظفر إلا بكليماتٍ لا تنبي عن معناها..".