لا عُتبى ولا أَسَفُ

 لا عُتبى ولا أَسَفُ
        

إلى أخي الشاعر الأستاذ الدكتور سعد مصلوح من وحي قصيدته:
طَالَ السُّرى وخُطاكَ تَرتجفُ  وأَراكَ لا تَلوي ولا تَقِفُ

يا أَيُّها المُزجي مَطِيَّتَهُ في كلِّ دربٍ رَوضُها أُنُفُ
المانحُ الحرفَ المُضيءَ فماً مِنْ وَمْضِهِ تتمزق السُّجُفُ
والباذلُ الأَغْلى بلا أَسَفٍ حاشاكَ أنْ يَنْتابَكَ الأَسَفُ
فَلأَنْتَ مَنذورٌ لِمكرمةٍ مِنْ حيثُ أنَّ النهرَ لا يقفُ
دَعْ للأُلى مِكيالُهم جَنَفُ ما طَفَّفوا يوماً وما اختطفوا
غَنموا من الأَشلاءِ أَبْخَسَها كالضَّبعِ خَيرُ طِرادِها الجِيَفُ
ولِكلِّ غَرْسٍ مِنْ أَرومَتِهِ نُسْغٌ بِهِ تَتَلَوَّنُ القُطُفُ
فَمِنَ الجَنى ما طابَ مِنْ ثَمَرٍ زَاهٍ ومِنْهُ الشَّريُ والحَشَفُ
يا أَيُّها المُغْضي عَلى وَجَعٍ دَعْ عَنك مَنْ هانوا ومَنْ ضَعفوا
لا يَحْزننَّكَ عصبةٌ حُيُفُ مَنْ هُمْ بِكُلِ نَقيصةٍ عُرِفوا
العاصرونَ ضَريعَ ما غَنِموا والتَّاركوه غَداةَ يُرْتَعَفُ
ما همَّهم فَلِكُلِّ حادثَةٍ قَولٌ. وكلُّ شَريعةٍ عَلَفُ
ولَرُبَّ مَرفوعٍ بِلا عَمَدٍ وبضاعتاهُ: الجهلُ والصَّلَفُ
مثل البِغالِ جُسومُها وَرَمٌ وحَلومُها مَهْزولةٌ عُجُفُ
والسالكونَ سبيلَ مَعْرفةٍ ما نالَهم مِنْ مَغْنَمٍ طَرَفُ
أَغْنَتْهُمُ أَحلامُهم فهُمُ مُتعففونُ وعيشُهم كفَفُ
يا صاحبي وبِكُلِّ مُنْعطفٍ في العُمْر مَهْواةٌ ومُنْعطفُ
وَمَزالقٌ شَتَّى, ومَرْحَمَةٌ أنّا على أَقدامِنا نَقِفُ
تَتْرى جموعٌ حَشو مِئْزَرِها الأَرذلانِ: الزَّيفُ والجَنَفُ
يَبقى لِعَرْفِ العُودِ ذائِعُهُ ويظلُّ حيثُ نجيعُهُ الشَّرَفُ
تأسى على السِّتين تَزْدَلِفُ تشقى بها الأقلامُ والصُحُفُ
ويضيقُ من زفراتِهِ حَزَناً قَلبٌ بِتيهِ سَرابِها دَنِفُ
أَعياهُ أنْ ينأى وليس لَهُ دَربٌ إلى ما ليسَ يَنكشِفُ
ستّونَ أم سبعونَ مَهْمَهَةٌ سِيّانِ مَنْ تَاهوا ومَنْ عَرَفوا
تَتبهرجُ الأضدادُ ناصبةً أَشراكَها وذَوو النُهى هَدَفُ
ولَرُبَّ مَخبوءٍ نجنُّ بِهِ ويَسوقُنا لسديمِهِ شَغَفُ
فإذا انجلى عُدنا بِلا ثَمَرٍ لا دُرَّ فيما يكتمُ الصَّدَفُ
تَعِبَت رواحِلُنا فهل تَقِفُ

الآنَ لا عُتبى ولا أَسَفُ



 

خليفة الوقيان   

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات