كولومبيا وفضاء إسرائيل

كولومبيا وفضاء إسرائيل
        

أيَّاً ما يكون مستقبل علاقة العرب بإسرائيل, فإن معرفة قدرات هذا الكيان تظل ضرورة عربية حيوية, وفي هذا المقال إشارة إلى القدرات الفضائية الإسرائيلية التي كان مكوك الفضاء الأمريكي المحترق يضم صفحة من صفحاتها المهمة, إذ كان بين أفراد طاقمه (إيلان رامون), أول رائد فضاء إسرائيلي!

          في ديسمبر 1995 وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في نهاية زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي شيمون بيريز للولايات المتحدة كشف الرئيس الأمريكي بيل كلينتون عن عرض أمريكي قدم لإسرائيل لتحليق رائد فضاء إسرائيلي, خلال واحدة من رحلات المكوك, في إطار التعاون بين البلدين في مجال الأنشطة الفضائية المتقدمة.

          وبرغم ما في العرض الأمريكي من فرص علمية ودعائية فقد لاقى (مقاومة شرسة) داخل الأوساط العلمية وأوساط مؤسسة الفضاء الإسرائيلية, بدعوى عدم ملكية مؤسسة الفضاء الإسرائيلية شيكلا واحدا لهذا الغرض, وذهب المعترضون إلى أنه حتى إذا كانت الولايات المتحدة ستتحمل تكاليف هذه الرحلة كاملة (تدفع أي دولة 300 مليون دولار لأمريكا لقاء مثل هذه الرحلة) فإن إسرائيل في أمس الحاجة لهذه الأموال (الأمريكية!) لإنفاقها في أغراض فضائية أكثر أهمية وحيوية فيما يخصها, ولأن فضائيا إسرائيليا لا يمكن أن يقوم برحلة لمجرد الدعاية, ولابد أن توكل إليه مهام متميزة. والطريف أن ذلك كله قد دار بينما كان هناك إسرائيليون يتلقون تدريبا, منذ زمن, في الولايات المتحدة للقيام برحلات فضائية!!

          وهذا المشهد المركب يعطينا مثالا لطريقة التفكير الإسرائيلية, وتقييمها الخاص بالأولويات الواجب الإنفاق عليها أو حتى قبول المعونات لتنفيذها. فهي لم ترفض العرض واستنفدت فرص التدريب, وضغطت لعدم تحمل أي أعباء مادية, ولكي تكون الرحلة ذات أهمية متميزة, واستنزفت المؤسسات الأمريكية المعنية سنوات في هذا الإطار.

          المهم أن عسكريا إسرائيليا - غير من كانوا يتدربون قبلا - هو الطيار إيلان رامون (47 سنة) المتخصص في الهندسة الإلكترونية قد بدأ تدريباته في وكالة الفضاء الأمريكية منذ 1988 وانطلق بالفعل على متن المكوك (كولمبيا) الذي تفجر محترقاً في الكارثة الفضائية الأمريكية الأخيرة.

الأقمار الصناعية يصنعها التلاميذ

          كانت البروفيسورة(!?) آليسا شنهار سفيرة إسرائيل في موسكو, تستعجل سائق السيارة أحد أيام 1995 حتى تلحق باللحظة الحاسمة لإطلاق قمر صناعي إسرائيلي من قاعدة إطلاق روسية, بينما كان المهندس أناتولي فولفوفسكي, الروسي الذي هاجر هو وأسرته إلى إسرائيل قبل سنوات, والذي عمل ما يقرب من ثلاث سنوات في بناء القمر الإسرائيلي, يعبر- للصحفيين- عن سعادته بالعودة للمرة الأولى إلى روسيا, وبصفته عالما إسرائيليا(?!), للمشاركة في إطلاق القمر الإسرائيلي, ويبين كيف قضى الليلة السابقة مع الرفاق الروس يغنون بالروسية والعبرية, وكيف أن علاقات التكامل بينهم تمضي بصورة ممتازة, وكيف أنه يحس برضاء عميق, بعد أن تكلل الجهد المتواصل الذي بذله في إسرائيل بالنجاح. ذلك بينما كان زميله الروسي الذي يشرف على استعدادات الإطلاق يعبر عن سعادته بالتعاون الرفيع المستوى مع الزملاء الإسرائيليين, وبتحويل الصاروخ الحربي الرهيب (إس إس 52), بمعاونة الأصدقاء إلى صاروخ يستخدم في الأغراض السلمية(?!), كإطلاق القمر الصناعي الإسرائيلي.

          الدلالة البليغة هنا أن القمر الصناعي المعني قام بصناعته, وبتكلفة بلغت ثلاثة ملايين ونصف مليون دولار, طلاب(!?) معهد من معاهد (تخنيوم) - أقدم الجامعات الإسرائيلية(!?) - بالاشتراك مع عشر من شركات التقنيات المتقدمة في إسرائيل, بدعم مالي كانت هناك استحالة لإكمال المشروع من دونه, من رجل الأعمال الأمريكي جوزيف جوروين, الذي حمل القمر (جوروين-1) إلى جوار اسمه رقم (1) اعتبارا لما هو آت(?!), وأن اللجوء للروس في إطلاق القمر لم يكن لعجز إسرائيلي عن فعل ذلك ذاتيا, وإنما في إطار مخطط عام لوراثة كل ما هو نافع من تراث الفضاء السوفييتي.

          وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده الوفد الإسرائيلي في مطار موسكو, بعد الإخفاق في إيصال القمر إلى مداره ليقوم بمهمته, ولعطب أصاب عمل الصاروخ, قال البروفيسور جورا شافيف رئيس (معهد أبحاث الفضاء) في أقدم الجامعات الإسرائيلية (تخنيوم): (سنحاول تحرير القمر الصناعي من بقايا الصاروخ). واستطرد البروفيسور زئيف تدمر رئيس وفد الجامعة: (وحتى إذا لم ننجح في ذلك فإننا لن نفقد سوى جسد القمر.. لقد حققنا أهدافنا الأكاديمية التعليمية فيما يخص إعداده وتجهيزه. وتصاميمه وخبرات صنعه باقية لم تضع معه, ويمكن أن ننخرط للتو في صناعة نموذج ثان له, بتكاليف أقل كثيرا, وعلى الروس تحمل تكاليف عملية إطلاق بديلة. والأكيد أن ما حدث لن يؤثر سلبيا على صناعة الأقمار الصناعية في إسرائيل), و...

          ولم يكذب الإسرائيليون خبرا وأعادوا صناعة قمر التلامذة وأطلقوا (جورين -2) إلى مداره بالفعل في يوليو 1998 من قاعدة (بايكانور) الفضائية الروسية.

          لكن يمكن أن يكمل خطوط الصورة السابقة أن إسرائيل لم تصبر في حينه على تأكيد أن الفشل لم يكن سوى فشل روسي, فقد أطلقت في الخامس من أبريل 1995 قمر التجسس (أفق-3) بصاروخ إسرائيلي طورته معتمدة على (علمائها) من الألف إلى الياء هو الصاروخ (شافيط), ومن قاعدة إطلاق إسرائيلية, وفي مسار من أصعب مسارات الإطلاق (عكس اتجاه دوران الأرض).

          وستبدو الصورة أكثر اكتمالا مع التصريحات التي أعقبت إطلاق القمر والتي أكد فيها أكثر من مسئول إسرائيلي كبير: (ان إسرائيل أصبحت تملك بشكل مستقل إمكان الحصول على المعلومات الاستراتيجية التي تحتاج إليها دون الاعتماد على بلدان أخرى), مشيرا إلى تجاوز تحكم الولايات المتحدة الأمريكية في هذه المعلومات أيام حرب 1973 وحرب الخليج.

          إن مجمل التفاصيل السابقة تكشف عما هو أخطر من امتلاك إسرائيل أداة لاستطلاع ما يجري في أرض الجيران, وهو امتلاك مخطط محكم للتعامل من موقع ريادي مع عصر الفضاء, تعززه قدرات غاية في التقدم أولاها قدرة على تصميم وتصنيع صواريخ تصعد بحمولات كبيرة, منها حمولات ذرية, وليس أقمارا صناعية فقط, إلى الفضاء الخارجي.

          فلدى إسرائيل صواريخ دفع يصل مداها إلى 1500 كيلومتر, منها صاروخ شافيط الذي تستخدمه في إطلاق أقمارها الصناعية, وهذا غير صواريخ (أريحا- 1), (أريحا- 2), (أريحا- 3). وغير الصواريخ المضادة للصواريخ بما في ذلك صاروخ (آرو) الذي أعد بمعونة فنية ومالية أمريكية في إطار مشروع مبادرة الدفاع الاستراتيجية (حرب النجوم), والذي أشيع عام 2002 أن إسرائيل تتفاهم مع أمريكا كي تبيع صفقات منه إلى الهند وغير الهند.

          ولدى إسرائيل أيضاً قدرة على تصميم وصنع أقمار صناعية مختلفة الأغراض تتناسب مع احتياجاتها. وقد أطلقت إسرائيل أول أقمارها الصناعية المتخصصة في التجسس (أفق -1) عام 1988, وتبعته بإطلاق (أفق - 2) في عام 1990, و(أفق -3) عام 1995. وحين أخفق إطلاق (أفق - 4) عام 1998, نتيجة فشل صاروخ الدفع, عملت إسرائيل على مد خدمة (أفق - 3) بعض الوقت, والمرجح أنه تم إسقاطه واحتراقه دون إعلان عام 2001, واعتمدت إسرائيل منذ ذلك الوقت على بعض الأقمار الإسرائيلية (مثل إيروس) الأقل تجهيزا وتطورا, وكان معنى نجاح (أفق- 5) في الوصول إلى مداره بصاروخ (شافيط) الإسرائيلي الصنع يوم 28 مايو 2002 تأكيد إسرائيل سلامة أداء صاروخ (شافيط) طويل المدى, القادر على حمل أسلحة نووية, ناهيك عن قيام القمر بالوظائف المنوطة به. والجدير بالذكر أن مداره يتيح له تغطية المنطقة العربية, إضافة إلى باكستان وأفغانستان وإيران والجزء الأكبر من تركيا, وتصوير ما يجري على أرض هذه المنطقة عدة مرات كل يوم.

          والإشارة السابقة إلى (إيروس وجوروين) تعني أن لإسرائيل أقمارا متعددة الأغراض, ليس آخرها ولا أقلها خطورة قمر الاتصالات (عاموس), الذي تطلق إسرائيل عليه فضائية تليفزيونية مفتوحة (غير مشفرة) ناطقة بالعربية, تراها أجزاء من دول الطوق دون هوائيات/أطباق, لا تستهدف المنطقة العربية وحدها, بل المهاجرين العرب في كل مكان, وتنطوي على برامج خاصة موجهة للأقليات العربية, وذلك كله يتم بالطبع في إطار تجميل وجه إسرائيل لدى الناطقين بالعربية, وإعادة كتابة وقائع الصراع العربي - الإسرائيلي بما يتواءم مع الأهداف الصهيونية, ورعاية بذور التجزئة العربية, لضرب وحدة الثقافة والتاريخ والوطن والمصير, وزيادة التشرذم ناهيك عن إعلاء قيم الفردية والاستهلاك والاستمتاع.

          وإضافة إلى كل ما سبق يأتي امتلاك إسرائيل ميداناً للتجارب والإطلاق, ومحطات أرضية لمتابعة الأقمار الصناعية والأجسام الفضائية.

مخطط واضح متكامل

          وربما كان الأهم من كل ما سبق امتلاك وعي فعال بمسار التقدم العلمي والتقني بإمكاناته الحالية وآفاقه المستقبلية, ووجود مؤسسة متخصصة لقيادة العمل في هذا المجال (مؤسسة الفضاء الإسرائيلية) لها استراتيجية محددة وأهداف واضحة, يساندها في أداء وظيفتها نظام تعليمي متخصص (معهد أبحاث الفضاء في (تخنيوم)), وتوزيع الجهد الصناعي على من يستطيع المشاركة (شركات ومؤسسات اقتصادية وعسكرية و...), وتعاون عالمي أقل ما يقال عنه أنه يجري على قدم المساواة مع المتقدمين, ومصادر تمويل سخية لهذا النشاط (ملايين الدولارات لتدريب التلامذة في تجربة حية!?), بالإضافة إلى منافذ وعلاقات وسياسات ناجعة لتسويق نتاج نشاطهم.

          وترجع أهمية ذلك كله إلى أن أنشطة وتكنولوجيا الفضاء نوع من التكنولوجيات الشاملة لا تقتصر مجالاتها على التجسس العسكري, بل تمتد- كما بات واضحا للجميع اليوم- إلى الاستطلاع المدني والطقسي, والاتصالات, ونقل أحداث الدنيا والتأثير في وعي الناس ناهيك عن الرأي العام.

          وقد لا يكون واضحا بالقدر نفسه أن تكنولوجيا الفضاء تنطوي على حلول للمشاكل الملحة في الزراعة والغذاء, بالاستعانة بقدراتها على الاستشعار عن بعد والتنبؤ بالطقس والآفات, والمساهمة في زيادة الإنتاج الزراعي وتعمير الصحارى والحفاظ على الثروات الطبيعية.

          وإن كانت هذه التكنولوجيا تتمتع بمثل هذه القدرات فيما يخص نشاطا تقليديا كالزراعة, فهي تتيح تقدماً أكثر وأخطر من ذلك بما لا يقاس في مجالات الصناعات التقليدية والصناعات الإلكترونية والاتصالات والتجارة و... . أو خدمة لأهداف التقدم الاقتصادي والاجتماعي عامة, وبالتالي نمو ورفاهية التجمعات البشرية.

          إنها باختصار تكنولوجيا تترك أثرها على كل نشاط بشري, بل وتعيد صياغة رؤية الإنسان وموقفه بالنسبة لمجتمعه وبيئته وإقليمه وعالمه والكون المحيط به. صحيح أن الخطوات الأولى في عالمها تستفيد ابتداء من احتياجات الأمن والدفاع العسكري, لكن سرعان ما يصبح للأمن القومي الأولوية في الأمر, إذا أخذنا بعين الاعتبار أن مفهوم هذا الأمن قد تغير واتسعت ضفافه لتشمل ما هو سياسي وثقافي واقتصادي واجتماعي و...

          ولا يمكن إنهاء هذا الحديث عن الفضاء دون إشارة إلى أن إسرائيل ورثت جل التراث العلمي السوفييتي, والتعاون العلمي الصناعي العسكري كان محور العلاقة مع بلدان الاتحاد السوفييتي القديم وفي مقدمتها روسيا وأوكرانيا, خاصة, وقطاع من صفوة العلماء السوفييت ذهبوا إلى إسرائيل ويعملون فيها, وقد استحوذت إسرائيل على بعض مهمات تحديث المكونات الأرقى (الإلكترونيات) في أسلحة عدد من هذه البلدان.

          ولا يقتصر الأمر على بلدان الاتحاد السوفييتي القديم, ولا على بلدان المعسكر الاشتراكي القديم, فقد سبق التعاون على مستوى لم يتحقق لأحد مع الولايات المتحدة وأوربا من قبلها, ومنذ تأسيس البريطاني سيدني جولدستين لقسم هندسة الطيران في معهد تخنيوم عام 1958, وفي أرقى مجالات العلم والتسلح والتقنية, ونكتفي هنا بالإشارة إلى تطوير أول صواريخها التي يعتد بها مع شركة (مارسيل داسو) الفرنسية, وتطوير الصاروخ (حيتس أو آرو) (السهم) بالاستعانة بالتمويل والخبرة الأمريكيتين في إطار مشروع حرب النجوم(!?). ومازال التعاون يجري على قدم وساق مع فرنسا وهولندا وأوكرانيا والهند التي تعمل معها إسرائيل في برنامج مشترك لإطلاق الأقمار الصناعية من المقرر أن يطلق أولها قبل عام 2005. هذا كما أعلنت الصين عن مخططات لبناء واد للتكنولوجيا المتقدمة بالتعاون مع إسرائيل.

وراثة أقوى مؤسسة علمية!

          لقد ظلت المؤسسة الفضائية السوفييتية حتى منتصف الثمانينيات - وإن انطوت على عيوب قاتلة - مؤسسة جبارة بالفعل, فهي التي مكنت من أكثف وأشمل برنامج لغزو الفضاء, بل ومن كل ما لايمكن أن ينفصل عن مثل هذا البرنامج من أنشطة مثل عمليات الاستطلاع الاستراتيجي بالأقمار الصناعية, بالإضافة إلى صنع وإطلاق ومتابعة أضخم سلسلة من الأقمار الصناعية المتعددة الأغراض, ذلك إلى جوار صنع مختلف أنواع الصواريخ وبينها الصاروخ (إنيرجيا) أكبر صاروخ في العالم, الذي تفوق قوة دفعه أكبر الصواريخ الأمريكية - صاروخ المكوك - بنسبة 25%, وذلك علاوة على الصواريخ العابرة للقارات والصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى التي تحمل رءوسا نووية, وغير ذلك من مختلف أنواع الطائرات والأسلحة التقليدية وغير التقليدية, التي كانت توازن ما تملكه الولايات المتحدة الأمريكية مع حلف الأطلنطي. وقد ظلت (المؤسسة العلمية السوفييتية) معبأة على نحو خاص لتكون مكتفية بنفسها ذاتيا, مما جعلها لا تغفل أي مجال أو تخصص علمي, ولتهتم ليس فقط بالمجالات الطليعية في دنيا العلوم, بل وبالجانب التسليحي لها على وجه الخصوص.

          ولعل الأهم من نتاج هذه المؤسسة جيش العاملين الذي شيد الترسانة الحربية والعلمية المتقدمة, والذي كان يعد وفق التقديرات الأمريكية أكبر قوة عمل علمي مدربة في العالم كله. وقد أدت ظروف عاصرناها جميعا إلى انهيار هذه المؤسسة, وبات الباب الإسرائيلي أوسع الأبواب التي استوعبت مهاجري الاتحاد السوفييتي. حيث ذهب إليها ما يقرب من مليون نسمة, والأرقام العامة تشير إلى أن 40% منهم كانوا من الباحثين العلميين والمهندسين والأطباء.. ويلفت النظر في هذا الصدد أن الأمر لم يحدث بصورة عشوائية أو عفو الخاطر, فقد أولت إسرائيل اهتماما استثنائيا لنوعية المهاجرين ونسجت علاقات وثيقة مع المؤسسات العلمية في دول الاتحاد السوفييتي سابقا, حتى قبل قيام علاقات رسمية بين البلدين منذ عام 1986, وتم تقنين هذه العلاقات في إطار اتفاقية عقدت بين إسرائيل والاتحاد السوفييتي عام 1990, كانت أولى الاتفاقيات للتعاون بين البلدين, ووقعها آنئذ قبل إعادة العلاقات الدبلوماسية(!!), يوري مارشاك رئيس أكاديمية العلوم السوفييتية, ويوفال نعمان وزير البحث العلمي والتكنولوجيا في إسرائيل في حينه. ومما أعطى أهمية خاصة لجيش العلماء المهاجرين إلى إسرائيل أن هذه الصفوة المدربة لم تبدأ شيئا في موقعها الجديد من الصفر, إذ كان هناك برنامج فضائي إسرائيلي شامل ومدروس, كما فصلنا, علاوة على أنه تم تخليصها من العيوب القاتلة (التقنية والاجتماعية والنفسية) التي كانت تحيط بها في الظروف السوفييتية.

          المهم أنه نتيجة لامتلاك مخططات واضحة, إضافة إلى العون الذي قدمه الجميع, باتت إسرائيل تصمم وتطور وتصنع وتبيع كثيرا من معدات (عصر المعلومات والفضاء) حتى للبلدان المتقدمة نفسها(?!). بينما لا يسمح للعرب حتى بتطوير قدراتهم الذاتية, بل ويجري التشهير بأي إنجاز أو شبه إنجاز عربي يتم تحقيقه في هذا الصدد.. فهل من مخطط للخروج من هذا المأزق?!

 

محمد فتحي   

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




رائد الفضاء الإسرائيلي إيلان رامون





رائد الفضاء الاسرائيلي اثناء اعداده للرحلة





إحدى تجارب إطلاق صاروخ (آرو) الإسرائيلي المضاد للصواريخ





رائد الفضاء الإسرائيلي مع طاقم رحلة المكوك كولومبيا





صورة عامة عن أنشطة الفضاء الإسرائيلية: (تتسم بالتنوع والطموح وخدمة الأهداف الاستراتيجية الإسرائيلية)





أفق- 1 أول أقمار الاستطلاع الإسرائيلية





أفق- 5 آخر أقمار الاستطلاع الإسرائيلية