صَمْتُ القُبَّرَات

 صَمْتُ القُبَّرَات
        

صَمْتُ القُبَّرَات

تلك بيداءُ يصهرُها الوقتُ..
تركض فيها تباريحُ ريحٍ..
.. تناوحُ في شجرٍ من خيالْ
تلك أقدامُ بعض السعالي..
هشيمٌ تناثر عبر بكاء الرمالْ
وها أنتَ تسبق طوفان نوحٍ
فترسلُ بعض الإشاراتِ..
في الأغنِياتِ وما من سفينٍ
تُقلِّكَ, تبقى على جمرةٍ من سؤالْ
لماذا تخلَّفتَ إلى أن أدركوكَ,
وهذي الخرائبُ تفغر نحوكَ..
كل المهاوي.. تلاحق خطوكَ
ترشُق ضوءَكَ كل الظلالْ
صحارى إلى آخر القيظِ
نارٌ إلى آخر القلبِ..
صمت تمدَّدَ في صخرِ هذى..
.. الليالي الطوالْ
تنامُ على وعدِ حلمٍ تبدَّدَ في قعقعات..
..الصباحِ ولا شيء إلا الغزاةُ
على البابِ.. موتٌ على صهواتِ
الجياد.. وأعداؤك الخالدون..
أمامك..
جيشُ همومٍ يوَدُّ القتالْ
قناع من الغيم فوق حدائقَ..
من شوكِ هذا الطريقِ
سهامٌ تراوِدُ قلبكَ..
.. هذي فخاخ النِّبال
تصيبك باللعناتِ وبالطعنات..
التي خبأتها المقادير لا تَرْتَجي
في الجنوب النجاة ولا يَرْتَجيك الشَّمالْ
جلستَ على جانبٍ مهملٍ..
من طريق الرجوعِ إلى حيث لا شيءَ
تأمل في عدمٍ قادمٍ..
من مساءٍ قريبِ المنالْ
خشيتَ من الركضَ خلف النجوم
التي ناشدتكَ القيامَ - الدخولَ
إلى خدرها فالتفتَّ
إلى همهمات الهواجس..
والبدرُ يشرق في قَسَمات الجَمَالْ
يناديك لا تخش هذي
الذئابَ التي طال منها العواء..
.. وراءَ التلالْ
تعال إلى حيث تدنو سماءٌ من الوردِ
فوق الجبالْ
تعالَ لينتفض الوعدُ حيًّا
فها هو ظلم الليالي استطالْ
تعالَ, ولم تأتِ جاءَ المغولُ
وباتَ الذي كنتَ أمَّلْتَهُ..
.. في اصفرارِ الزوالْ
وها أنتَ وحدكَ..
تَحْتَدُّ تصرخُ في جَنَبَاتِ الليالْ
تطاردُ أشباحَ هذي السنينَ
التي لم تدعْ لكَ
إلا بكاءَ الثكالى
وهذا الكلاَلْ
يُمضُّكَ هذا العناءُ
فلا ترتجي.. غير قبرٍ بعيدٍ..
على شاطئٍ من أغاني الرعاةِ
ليرقدَ حلمٌ تلألأَ في شرفاتِ المُحالْ
وتصمتَ في عُشِّها
القبَّرَاتُ..
وتذوِي الحدائقُ مَيِّتَةً في السلالْ

 

محمد إبراهيم أبوسنة   

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات