إنذارات السكتة الدماغية
إنذارات السكتة الدماغية
عندما يتوقف الإمداد الدموي للمخ, أو تقل كمية ونوعية هذا الإمداد, فإن ذلك يعني وقوع إصابة ما بالأوعية الدموية, وهي حالة خطرة, أو منذرة بالخطر, والإحاطة ببعض حدودها يمكن أن توفر سُبلا للوقاية. لقد تطورت طرق تشخيص ومعالجة جلطة المخ في الآونة الأخيرة ولم يعد مرضا خطيرا في كثير من الحالات كما كان عليه في السابق شرط أن يسعف المريض بالسرعة الممكنة لأنه يمكن أن يتطور إلى الأحسن إذا شخصنا السبب وبدأنا في معالجته بسرعة, فكل دقيقة تضيع دون أن يسعف المريض تعرضه إلى الخطر وإلى تخريب قسم من دماغه, لاسيما أن الأطباء يملكون الآن الوسائل التشخيصية والإسعافية التي تمكنهم من تلافي المضاعفات الخطيرة أو التخفيف من حدة تأثيرها على الدماغ. كل سنة يصاب مئات الألوف من الأشخاص بهذا المرض بينهم 10% أقل من 45 سنة وهذه الحوادث الوعائية الدماغية تشكل ثالث سبب للوفاة بعد السرطان وأمراض القلب والسبب الأول في الإعاقة الجسدية والنفسية. خُمس الإصابات سببها النزف الدماغي 1 - النزيف الداخلي في الدماغ: نتيجة تمزق شريان صغير محدثاً شللاً خفيفاً, فقدان الوعي في الأغلب, تشنجات عامة أو موضعية, غثيان وتقيؤ يصحبهما هذيان, والعوامل المؤهبة: ارتفاع ضغط الدم, والمعالجة بمميعات الدم. 2 - النزيف تحت العنكبوتي: عادة نتيجة انفجار أم دم خلقية في أحد شرايين الدماغ (تشوه خلقي لجدار أحد شرايين المخ يتوسع مع تقدم السن ويزيد حجمه مشكلاً محفظة قد تنفجر يوماً ما) وينتج عن ذلك الانفجار صداع شديد تتبعه غيبوبة عابرة وقد يبقى بعض المرضى في سبات عميق مع تقيؤ ودوخة وتشنجات عضلية قد يرافقها اضطراب في النبض وفي التنفس, وأهم هذه العلامات: قساوة وتصلب في الرقبة (أي صعوبة في انحناء الرأس إلى الأمام وإلى تحت وإلى الوراء وإلى الجانبين بعد 24 ساعة تقريباً من بدء الانفجار) البذل القطني يعطي سائلا مخيا شوكيا مخضبا بالدم (في الحالات الطبيعية السائل طبيعي صاف ولا لون له). وفي الحالات الأخرى حتى قبل سن الـ 45 سنة يكون سببها احتشاء دماغي (سكتة دماغية):
وتختلف أعراض السكتة الدماغية حسب المنطقة المصابة في الدماغ إما في شكل شلل نصفي أو شلل شقي أيمن أو أيسر أو شلل عام قد يصاحبه فقدان النطق أو العمى أو فقدان الإحساس بالألم أو اضطراب في الذاكرة أو في الشخصية. علامات منذرة حيث إن الدم لا يجري في جزء من الدماغ مدة عدة دقائق محدثاً تنميلاً أو خدراً أو غياب الحس في الوجه أو اضطراب رؤية حادا في إحدى العينين أو صعوبة بالكلام أو في الفهم أو اضطرابا في المشي أو السقوط من دون سبب ومن دون سابق إنذار, وهذه العلامات المهمة هي علامات منذرة للحادث الوعائي الدماغي, في 30% من الحوادث الدماغية إذ إن إنذارا واحدا أو عدة إنذارات متكررة من نقص التروية الدماغية العابرة تسبق الحادث الوعائي الدماغي في 4% قبل شهر, 9% قبل 6 أشهر, 30% قبل خمس سنوات من الإصابة وفي هذه الحالة فإن استشارة الطبيب الأخصائي ضرورية بأسرع وقت ممكن ولو كانت هذه الأعراض خفيفة وعابرة. عناصر الخطورة أول عنصر من عناصر الخطر هو التقدم في السن فالاحتمال يتضاعف كل 10 سنوات وأغلب الحوادث الدماغية تحدث بعد سن الـ 71 سنة عند الرجل وبعد 74 سنة عند المرأة, و10% من الإصابات قبل سن الـ 45 سنة وخصوصاً عند الأشخاص قليلي الحركة أو الذين يشكون من ارتفاع في كوليسترول الدم أو عند ثقيلي الوزن. وأعداء القلب هي نفسها أعداء للدماغ كارتفاع الضغط الشرياني الذي يزيد من خطر الحادث الوعائي الدماغي 7 أضعاف, وقصور القلب بتسعة أضعاف وضخامة البطين الأيسر 10 أضعاف, والداء السكري 3 أضعاف, والتدخين بضعفين. التشخيص والعلاج في المرحلة الأولى: قياس ضغط الدم الذي يزداد غالبا بشكل مؤقت بعد السكتة وتحري وجود فرط سابق في ضغط الدم, صورة بسيطة للصدر, تخطيط قلب كهربائي لكشف الرجفان الأذيني ودلائل فرط ضغط الدم, تنظير قاع العين, التعداد الدموي الكامل لنفي فقر الدم, نقص الصفيحات, كثرة الكريات الحمر, سرعة تثقُّل الدم لتقصي وجود التهاب في الشرايين القحفية, مستوى السكر في الدم لنفي نقص سكر الدم, تحري داء الافرنجي أو السفلس: دراسات مصلية لنفيه, وبحالة لغط سباتي تصوير الأوعية السباتية (التي تمر في الرقبة صاعدة إلى المخ) والجراحة إذا كانت الحديثة في المنطقة نفسها. والأهم من ذلك هو تشخيص المرض: التصوير المحوري الطبقي للدماغ: لمعرفة السبب فيما إذا كان نزفاً أو انسداداً أو زرق مادة ظليلة مثل اليود في أوعية الدماغ للكشف عن أم دم (انتفاخ نتيجة لتمدد الوعاء الدموي) شريانية. الدوبلر: لمعرفة درجة إصابة الأوعية الدموية المتضيقة بالتصلب. التصوير بالرنين المغناطيسي: الذي يحدد مكان الاحتشاء الدماغي ويسمح بمعرفة درجة الخطورة ومدى امتداد نقص التروية أوالنزف أو الاحتشاء في الدماغ. في المرحلة الثانية: هي مرحلة الإسعافات العلاجية لتلافي الوذمة الدماغية وللمحافظة على الأكسجة الجيدة للدماغ وتلافي ارتفاع أو انخفاض الضغط الشرياني, إعطاء بعض المميعات للدم في حالة انسداد الأوعية كالأسبرين أو مضادات التخثر الأخرى لتلافي حدوث انسدادات في شرايين أخرى, المعالجة الفيزيائية والتأهيل الجيد ضروري, التوقف عن التدخين, ضبط ضغط الدم مع تجنب التخفيض المفرط للضغط لأنه ربما أدى إلى امتداد الاحتشاء في الدماغ. الإنجيوبلاستي أي توسيع الوعاء المتضيق بالبالون وبصورة موازية لمضادات التخثر ويجب أيضاً معالجة عناصر الخطر الأخرى للحادث الوعائي الدماغي والتصدي لها بسرعة كمعالجة ارتفاع الضغط الشرياني, وارتفاع كوليسترول الدم والقضاء على السمنة, والتدخين, ومعالجة الداء السكري وهذا ما يقلل من احتمال الانتكاس 30%. الجراحة وخصوصاً في حالة تشخيص أم دم شريانية دماغية بالتصوير الظليل وذلك قبل أن تنفجر ويصبح وضع المريض في غاية الخطورة. أما المعالجة المتطورة الآن في بعض بلدان الغرب فتتمثل في البحث عن الجينات الوراثية التي تنبئ بحدوث هذه المخاطر الصحية وذلك بدراسة مجموعات العائلات التي سبق أن أصيب بعض أفرادها بحادث وعائي دماغي والبحث عن الأشخاص الذين عندهم استعداد وراثي جيني للإصابة ومعالجتهم وقائيًا.
![]() |