حقوق الطفل وواجبات محيطه

حقوق الطفل وواجبات محيطه
        

           كل طفل هو راشد صغير, بمعنى أنه مشروع راشد, وهذا المشروع لا ينمو إلاّ بالتفاعل الصحيح - حقوقاً وواجبات - بين الطفل ومحيطه, أسرةً, ومدرسة, ومجتمعاً.

           بادئ ذي بدء نشير إلى أن الصحة النفسية للأطفال تبقى من أهم المسئوليات الملقاة على عاتق الأهل كمربين. وهي حالة نسبية دائما وتتميز بتوافق الفرد مع نفسه ومع الآخرين, بحيث يبدو قادرا على مواجهة متطلبات الحياة فتتسم شخصيته, آنذاك, بتكامل يوصف بالسوائية, أما سلوكه الظاهري فيتميز كونه تكيفيا إذ يعيش الطفل بسلام ووئام مع أفراد مجتمعه.

           لكن, تجدر الإشارة إلى واقع مهم جدا, ويكمن بما يلاحظ عند الطفل من تغير في سلوكه تبعا لتغير تجهيزه المعرفي والخبراتي كلما تقدم بمراحل نموه وتطوره. والطفل القادر على التكيف مع محيطه يجتاز عموما هذه المراحل بسلام. ومع ذلك, يبقى احتمال أن يتعرض لمشكلات وأحداث معينة يمكن أن تشكل بحد ذاتها مثيرا لمآزم صراعية عنده ومصدر ضيق للأهل وللمربي بشكل عام مرتفعة. فمشكلات الطفولة تنشأ عموما نتيجة حدوث اضطرابات حيوية (فسيولوجية, نفسية, عاطفية, عقلية, اجتماعية), قد تطرأ عنده أثناء اجتيازه أيا من مراحل نموه: أثناء الحمل, الولادة, مراحل الطفولة, وأثناء مراحل البلوغ والمراهقة. وقد تكمن هذه الإشكاليات في الاستعدادات الوراثية أو العضوية التي يولد مزودا بها, ومع ذلك, يبقى دور العوامل النفسية والعاطفية, لا في تعزيز مثل هذه الاضطرابات فحسب بل أيضا في نشوئها, يبقى غاية في الأهمية.

           مسئولية الوسط والأهل تجاه الطفل هي, بالتالي, في غاية الأهمية خصوصا في ظل المدنية المعاصرة المتميزة بشدة التعقيد نظرا لما يدخل على نمط الحياة ضمن إطارها من عناصر دائمة التجدد من شأنها بث الشعور بعدم الاستقرار النفسي داخل الفرد المعاصر, فالطفل هو, كما قيل وعن حق, (أب الراشد) لأن السمات الأساسية لشخصية هذا الراشد تشكل امتدادا لتأثير الخبرات الطفلية المبكرة التي سبق له أن مرّ بها حتى أصبح ذلك الشخص القادر على أخذ مصيره بيده وتحمل المسئوليات الملقاة على عاتقه. لكن تحقيق الوسط والأهل لمسئوليتهم تجاه الطفل (عملية احتضانه) تقتضي معرفة حقوق الطفل على وسطه (وحدودها, أي: واجبات الطفل تجاهه), هذه الحقوق التي تتركز, مبدئيا, على صفته الأساسية كشخص له حق التمتع بالحياة كوليد وطفل ومراهق وراشد على حد سواء, وإن كان التعبير عن هذا الحق يتنوع بتنوع المراحل والأعمار التي يمر بها الإنسان منذ ولادته وحتى مماته.

حقوق الطفل

           أما أهم حقوق الطفل فيمكن اختصارها كالتالي: حقه في العناية والتربية وتأمين الغذاء اللازم لنموه وذلك بهدف إشباع حاجاته المادية والحياتية, حقه في تأمين الأمان والدفء العاطفي والحنان لإشباع حاجاته العاطفية - النفسية, حقه في أن يفهم وأن يعامل على أساس مميزات مراحل نموه كي لا يظلم بتحميله أكثر مما يستطيع أو يبخس قدره إذا ما كانت قدراته تتجاوز ما يطلب منه القيام به وذلك لإشباع حاجاته الذهنية والعقلية, حقه في المساعدة والتوجيه والتفهم أي حقه على وسطه بتأمين المساعدة التي تمكنه من التفتح ذهنيا وأخلاقيا واجتماعيا وعقليا ويرتبط ذلك بحقه في تلقي التربية والتعليم أقله في السنوات الاثنتي عشرة الأولى من حياته ليتم إشباع حاجاته في النمو واكتشاف العالم وتأكيد ذاته تدريجيا بهدف الوصول للاستقلالية والنضج: الحلم المرتجى تحقيقه من نمو أي كائن بشري.

           بالعودة إلى مسئولية تحقيق ذلك نقول, على الأهل بالدرجة الأولى, ومن ثم المحيط الذي ينتمي إليه الطفل توفير المتطلبات المتوجب تأمينها في هذا المضمار.

           بكلمة مختصرة نقول, من الضروري أن يشبع الوسط حاجات الطفل الحيوية والأساسية كالحاجة إلى الحب والوداد, الحاجة إلى الأمان والحاجة إلى إثبات الذات:

           بالنسبة لحاجة الطفل إلى الحب والوداد يمكن القول بأنها ترتوي حين يحاط بجو من الاستلطاف المتفهم والصداقة والثقة. فبقدر ما يعرف الأهل والوسط كيف يثيرون علاقات عاطفية وحارة معه كشخص له كيانه الخاص يبدي الطفل بدوره استعدادات للعطاء والحب إذ يشعر بأن هناك من يحترم وجوده ويشجعه فيحس باستعداد نفسي لبذل كل الجهود الممكنة قصد المشاركة بتوفير الأجواء الملائمة لتربيته الشخصية.

           أما حاجته إلى الأمان والطمأنينة فتفرض على الوسط, على الأهل بشكل خاص, أن يكونوا قادرين على إظهار التوازن: إن في السلوك أم في المفروضات والأوامر التي تفرض على الطفل, وأيضا اعتماد الحزم والصلابة كلما دعت الحاجة لذلك. يفرض على الوسط, أيضا, توفير الإطار الحياتي الذي يشمل لا القواعد والمبادئ والأصول فحسب, بل خصوصا, وجوب تلقينها للطفل ومساعدته على عيشها من خلال دعمه جسديا وعقليا ونفسيا وخلقيا, وذلك عبر تأمين ملجأ يشعره بأنه يقف على أرض صلبة راسخة لا على رمال متحركة وعبر تقديم أجوبة مقنعة ومطمئنة لوساوسه وتساؤلاته.

           وفيما يختص بحاجة الطفل إلى تأكيد ذاته فهي ترتبط بشكل وثيق بحاجته إلى اكتشاف العالم المحيط به وامتلاكه, كما ترتبط أيضا بحاجته إلى الإحساس بقوة تأثيره في الآخرين, بمقدار أهميته بالنسبة إليهم وبحاجات عديدة أخرى لا يستطيع هذا الطفل إشباعها إلا إذا تفهمه الوسط وأوحى له بالثقة وساعده على النقاش والحوار ورقابة الذات وضبطها كي يتمكن من تجاوزها فيما بعد.

الإمكانات الفطرية

           هذا, وتجدر الإشارة لامتلاك الطفل الإمكانات التي تخوله إشباع الحاجات الأساسية لتطوره, وهذا ما يسهل على الوسط المهمة الموكولة إليه في هذا المضمار, وأهم المظاهر النفسية المترجمة لهذه الحاجات تتمثل في حاجته إلى التمثل والتماهي التي تقوده للالتفات إلى نموذج معين يحاكيه ويتماثل به أو إلى صديق يكبره سنا أو إلى راشد بالغ. لا بد هنا من التوقف قليلا للإشارة إلى دور الوالدين في هذا المجال, بخاصة خلال المرحلة الأوديبية التي تتميز بتماهي الطفل بالقريب الذي هو من جنسه (يتخذه نموذجا له) محاولة منه لاكتساب صفاته كرجل أو امرأة ينافس بها هذا القريب على حب القريب من الجنس الآخر, وهذا التماهي يشكل المدماك الأساسي لاكتسابه, في المستقبل, صفات الرجولة أو الأنوثة ولتكوين هويته الشخصية.

           غني عن القول هنا بأن وجود مثل هذا النموذج بمتناول الطفل إنما ينمي في داخله الرغبة في أن يعيش حياة هذا النموذج: تفهم أهمية ذلك في ضوء واقع كون الإنسان لا يصبح إنسانا بالفعل إلا إذا ترعرع في بيئة اجتماعية بشرية تساهم في تنشئته وإلا بقي إنسانا بالقوة لا بالفعل, بتعبير آخر نقول: تبقى الإمكانات المزود بها كإنسان, منذ ولادته, غير قابلة للتبلور أي أنه يبقى مشروع إنسان لا إنسانا بالمعنى الفعلي للكلمة.

           ندرك, مما سبق ذكره, كم يتوجب على المحيط الاجتهاد لخلق إمكانات تفسح أمام الطفل مجال تحقيق التماهي, لكن, شرط ألا تشل هذه الإمكانات عملية نمو هذا الأخير كأن يساعده, مثلا, على الإسراف بالتعلق العاطفي أو أن يعيش مكانه الخبرات المؤلمة التي عليه هو عيشها ليتمكن من تجاوزها فتغنى بذلك شخصيته وتتبلور, الأمر الذي يساعده على تحقيق استقلاليته. نلفت الانتباه هنا لظاهرة خطيرة طالما لاحظناها في عالمنا العربي ونقصد بذلك واقع عدم تحقيق العديد من راشدينا استقلاليتهم وبقائهم مقيدين, بشكل متطرف وغير طبيعي, بأهلهم, ولقد تبين, في ضوء نتائج البحوث الميدانية, أن هذا الواقع يشكل أحد الأسباب الرئيسية المسئولة عن تفكك أوصال الكثير من عائلاتنا وهدمها بفعل تعلق الزوج (أو الزوجة) المفرط بأهله بعد الزواج (بالأم خصوصا), والتدخل المسرف لهؤلاء في حياة ثنائي الزوجين.

           وهذا التعلق الذي أقل ما يقال فيه أنه طفلي النزعة يعود بدوره لانعدام توافر الانسجام بين الزوجين والتكامل في أدوارهما ووظائفهما ضمن الأسرة: فالأب غير موجود معنويا (إن إلى جانب الأم أم إلى جانب الطفل) في معظم الأحيان, والأم تحس نفسها مهجورة من قبل زوجها ومتروكة وحدها أمام مسئولية تربية الأطفال ومسئوليتها الكاملة عن الشئون الداخلية للمنزل بالإضافة لعدم إحساسها بكيانها كإنسان إلا ضمن إطار الأمومة. كل ذلك يساهم بتقريبها من الطفل الذي هو جزء منها فتتعلق به وتعلقه بها, الأمر الذي يقف حاجزا منيعا دون وصول هذا الأخير لتحقيق استقلاليته الفردية كشخص.

           أضف إلى ذلك حاجة الطفل إلى أن يتعلم كيفية العيش في مناخ جماعي يحيي في نفسه ألوان الوعي الاجتماعي: مساعدته, مثلا, على الاندماج والانخراط في ألعاب تضمه مع عصبة من الرفاق, لكن طفلنا يعاني كثيراً في هذا المضمار, مع العلم بأنه يقضي أوقاتا طويلة خارج البيت, وذلك لأن الأهل يعتبرون هذه الألعاب مضيعة للوقت, وهذا ما حرمه من الاستفادة حتى حين يلعب مع رفاقه. والحقيقة تقال, للعب مع رفاق من عمره فوائد جمة (سنفرد لها مقالة خاصة نظرا لأهميتها), لكن, أيضا, مخاطر هائلة إن لم يضبطها الأهل ويشرفوا عليها: يكفي للاشارة إلى هذه الفوائد, معرفة أن الطفل يتعلم القواعد الاجتماعية وكيفية احترامها من خلال مشاركته عصبة الرفاق بالألعاب الجماعية التي تقوم بها, ثم إدخالها كجزء لا يتجزأ من شخصيته عبر احترامه لقواعد اللعبة.. مما يؤمن له, مستقبليا, إمكان احترام القواعد والقوانين التي يفرضها المجتمع على الأفراد الذين ينتمون إليه. هذا وتقود مساعدة الطفل على تحقيق الوعي الاجتماعي للقيام فيما بعد بعلاقات اجتماعية ناجحة إذ يساعده هذا الوعي على إدراك وجود قواعد جماعية مشتركة ينبغي على كل فرد احترامها لكن دون التضحية بحقوقه الشخصية, الأمر الذي يعزز إحساسه بفرادته كشخص له كيانه المستقل إنما القادر على التفاعل بشكل إيجابي مع الآخرين ومشاركتهم أحاسيسهم.

الوعي الاجتماعي والحس المشترك

           بالعودة إلى مختلف البحوث الميدانية المحققة داخل عالمنا العربي بالإضافة للملاحظة والممارسة العياديتين, نجد أن أكثر ما يفتقر إليه أفراده هو الوعي الاجتماعي والحس المشترك مع العلم بأنهما العاملان الأساسيان المسئولان عن التضامن والتكافل بين مختلف الأفراد ومن ثم, عن تقدم المجتمعات وتطورها.

           وبالعودة إلى أهمية مساعدة الطفل على كيفية العيش في مناخ جماعي - اجتماعي نضيف: بمقدار ما يزداد وعي الفرد لنفسه ولوضعه داخل الجماعة, يصبح شعوره بالمشاركة أشد رسوخا وإيجابية لأن الإنسان الواعي يستطيع التمييز بين نزعاته الخاصة وإغراءات العالم الخارجي غير المتكيفة مع الواقع والمتوجب مواجهتها بالرفض, كما يفهم معنى المسئولية ويمكنه القيام بالخيارات الصحيحة. والأهم يكمن في تفهم الفرد الواعي لواقع كون تقبل النظم الاجتماعية والتضحية من أجل الجماعة التي تشاركه وجوده يغني وجوده الفردي, إذ يتعلم, بفضل ذلك, كيفية تجاوز أناه الفردية التي هي بحد ذاتها تعبير صارخ عن الطفالة وعدم بلوغ النضج المتوجب توافره لدى اجتيازه مختلف مراحل نموه, كما يتعلم السعي لمثال مشترك يؤمن الحد الأدنى لتحقيق الانسجام والتفاهم بينه وبين أفراد مجتمعه. يغذي كل ذلك شعوره الواعي بكرامته كإنسان لا يخدع الآخرين لكن, وفي الوقت نفسه, لا يسمح لهم بخداعه أو إهانته أو إخضاعه لأي لون من ألوان المهانة والعبودية (خلقية كانت أم اجتماعية أم مادية).

           هذه لمحة سريعة عن أهم حقوق الطفل أو, بتعبير أصح, عن أهم الأسس التربوية التي إذا ما تم احترامها من قبل المربي (الوالدين, بشكل خاص), يساعد الطفل ومن ثم المراهق على البحث عن ذاته واكتشافها.

           هذا, ويتوجب إشراك الطفل مشاركة فعلية: ناشطة وفعالة من قبله كي يستمر تطور وعيه الاجتماعي (السابق ذكره), بمعنى آخر نقول, على المحيط مساعدة الطفل لأن يعيش المواقف التي بدأ يعيها تدريجيا إذ بمقدار ما يحياها تترسخ إرادته فتنضج بالتالي شخصيته. لذا, عليه أن يكابد هو نفسه, كما سبقت الإشارة, نتائج اختباراته وتوجهاته محزنة وخائبة كانت أم مفرحة ومثيرة للارتياح.

           من هنا وجوب توجيهه, ومنذ سن مبكرة, لتنظيم حياته وعمله وأوقات فراغه, وموازنة نشاطاته وتدبير معاشه تدبيرا حسنا بخاصة أن التربية هي عملية شاقة جدا تبدأ منذ الولادة وتستمر طيلة حياة الإنسان. كما أن أهم مبادئها يكمن في توفيرها في الوقت المناسب: لا قبل إذ تبقى فائدتها زهيدة جدا بالمقارنة مع الأتعاب والجهود التي ترافقها, ولا بعد (أي متأخرة) إذ يكون الأوان قد فات في معظم الأحيان لأن لكل عمر أسسه التربوية الخاصة به.

           نذكّر هنا بما سبق قوله: يجب دمج الطفل ومنذ سن مبكرة في المجتمع البشري, وهذا الدمج يتم بأشكال متنوعة تختلف باختلاف مراحل نموه وتطوره, كما يتطلب مساعدته على القيام بنفسه بأعمال ومسئوليات معينة يجب أن تتناسب, حتما, مع مميزات السن التي يمر بها وتوجيهه لعيش مواقف تتطلب منه التضحية من أجل المصلحة العامة وللمشاركة في التنظيم المعنوي والمادي الخاص بحياة الجماعة التي ينتمي إليها.

           وهذه المشاركة المزدوجة: بالفعل والوعي معا تغتني دائما بمشاركة وجدانية - انفعالية من قبل الطفل فتكتسب قوتها بمؤازرة الوعي الذي تحققه.

الحب ركيزة تربوية

           باختصار نقول: تغني قدرة الطفل على الحب وإحساسه بوجود حالة من الانسجام والوداد تسود علاقته بمحيطه, بالإضافة لنمو نزعة التضحية والاستجابة العاطفية للثقة التي يمنحه إياها هذا الوسط, تغني شخصيته بشكل فريد. أكثر من ذلك نقول إنه حتى المعرفة الفكرية (الاكتساب المعرفي, الأكاديمي,...) لا يمكن أن تتحقق من دون إحساس الطفل بوجود الحب والاستلطاف والتفهم بينه وبين محيطه: فالثقة المتبادلة بين الاثنين تشكل الركيزة الأساسية لكل تربية (هذا واقع أكدته نتائج مختلف البحوث الميدانية, وكذلك التطبيقات العلاجية, حيث بدا الفشل المدرسي عند العديد من الأطفال على ارتباط وثيق بالقصور العاطفي الذي يعانونه).

           خلاصة القول, وبالعودة إلى منطلق الحديث يبدو واضحا أن واجبات الطفل تجاه محيطه إنما ترتبط ارتباطا وثيقا بحقوقه عليه, إذ بمقدار ما يعي هذا الوسط (الوالدان بالدرجة الأولى) واجباته تجاهه (أي تجاه الطفل) يصبح هذا الأخير قادرا على وعي واجباته والقيام بها, والعكس صحيح. ذلك واقع حياتي لا بد من التقيد به إذ يولد الإنسان, كما سبقت الإشارة, مزودا باستعدادات كامنة بالقوة عنده: استعدادات لا تتطور أو تتبلور خارج إطار التنشئة الاجتماعية التي ترعى نموه وإلا, أي إذا لم تجد هذه الاستعدادات الأرض الخصبة لتبلورها, فإنّها تضمر وتموت. هنا تكمن أهميّة البيئة الاجتماعية في نمو الطفل, فهي لا تخلق عنده الطاقات والقدرات (إذ لا يمكن للبيئة خلق إنسان فذ ولد مزوّدا بطاقات محدودة جدا) إنّما بإمكانها تأمين الأرض الخصبة لتبلور هذه الطاقات فتعطي أفضل ما عندها

 

كريستين نصار