الجديد في العلم والطب يوسف زعبلاوي

حب الهال.. ينافس طبيب الأسنان

يظن الكثيرون أن قيمة حب المذاقية.. فهو يضفي على شتى ألوان الطعام- ناهيك عن القهوة - تلك النكهة الزكية التي أصبحت من الضروريات التي لا غنى عنها في نظر الكثيرين... وليس أدلّ على هذه المزايا من اعتماد الهنود على حب الهال في صناعة مسحوق الكاري، تلك الصناعة الهندية الرائجة... ووصول هذا "التابل" إلى أقصى الشمال من أوربا، ليدخل في صناعة المعجنات الاسكندنافية الشهيرة ...

بيد أن التوابل بعامة، وحب الهال بخاصة، تتميز بخصائص طبية وعلاجية.. يجهلها البعض ويتجاهلها الكثيرون..

... ذلك أن العلم الحديث اكتشف أخيراً خصائص علاجية مهمة لحب الهال قد لا تقل أهمية عن الخصائص التي عرفت عنه منذ القدم.. وقد تزيد.. وحسبنا الإشارة إلى خاصية واحدة من خصائصه القديمة.. تلك هي فاعليته في طرد الغازات المعوية ومعالجة العلة الشائعة في بلادنا عامة.. علّة انتفاخ البطن أو تطبّله (flatulance) فهذه آفة مزعجة جدًا، لا لمن يعاني منها فحسب ولكن لكل من يقترب منه أيضاً. وقد درج الكثيرون على معالجتها بالكربون.. بلا طائل..

أما الخاصة التي اكتشفها العلماء مجدداً في حب الهال فهي فاعليته في معالجة نخر الأسنان وتسّوسها.. ناهيك عن الوقاية من هاتين الآفتين المتلازمتين في معظم الأحيان تقريباً...

وأما العلماء الذين قاموا بذلك الاكتشاف.. ففريق من علماء جامعة باركلي بكاليفورنيا في الولايات المتحدة.. فقد قرر هذا الفريق الذي يترأسه عالم الكيمياء البروفسور إساو كوبو.. قرر تحرّي مدى فاعلية حب الهال ضد نخر الأسنان وتسوسها.. وقد نسب إلى هذا التابل منذ القدم فوائد عديدة للفم والأسنان على غير تعيين..

ونجح العلماء في عزل (10) عشرة عناصر فعّالة يحتوي عليها زيت حب الهال.. ثم أخذوا يعرّضون هذه العناصر، الواحد تلو الآخر، للبكتريا التي تسبب نخر الأسنان وتسّوسها.. فماذا وجدوا..؟!

وجدوا أن تسعة من هذه العناصر كفيلة بالفتك بتلك البكتريا.. وكفيلة بالتالي بمعالجة الآفتين، نخر الأسنان وتسوسها، معالجة ناجحة حاسمة.. ناهيك عن الوقاية منها..

من هنا كانت السرعة التي انطلقت بها بعض الشركات الصناعية في أمريكا لاتخاذ حب الهال عامة يصنعون منها معجونا للأسنان ومحلول تنظيف لها.. ولا يخفى أن كلا من المعجون والمحلول يكسب الفم تلك الرائحة الزكية التي يتميز بها حب الهال..

بيض جديد.. خال من الكولسترول!

ظهر البيض الخالي، من صفاره سنة 1973، وقد راجت سوق هذا البيض بالرغم من أنه يفتقر إلى منافع البيض وطيب مذاقه، فهو إذن ليس بيضاً بالمعنى الدقيق.

وجاءت سنة 1989 وإذا بإحدى الشركات الأمريكية (مايكل فودز) .Michael Foods inc ، ومقرها مينا بوليس، تنجح في سحب الكولسترول من صفار البيض.. وتصنع بيضاً جديدًا قوامه ذلك الصفار السائل، وقد عزل عن بياض البيض من جهة.. وجُرِّد من محتويات الكولسترول من جهة ثانية ..

ولعلك تسأل: كيف أمكن سحب الكولسترول من صفار البيض... السرّ في ذلك إنما يعود إلى أحد مشتقات نشا الذرة، بالتحديد مادة (Cyclosdextrin) أي (beta Cyclosdextrin).. فقد اكتشفوا فيها خاصة طبيعية فريدة، هي القابلية للاتحاد بالكولسترول الموجود في صفار البيض. ولم يصعب على العلماء العمل على فصل ذلك الصفار.. هو والكولسترول الذي اتحد به.. عن البياض ..

على أن الشركة الأمريكية ليست وحدها في الميدان.. فثمة شركة ألمانية (SKW Strestberg) ساهمت في ابتكار البيض الجديد وستساهم في إنتاجه على نطاق واسع. وتقدر قيمة ما سنشهده هذه السنة من إنتاج البيض الجديد بحوالي (200) مليون دولار!

وتؤكد الشركتان أن البيض الجديد، واسمه سمبلي إجز (Simply Eggss) يحتفظ بجميع فوائد البيض، وبطعمه، دون الضرر الذي كان يترتب على محتويات الكولسترول التي فيه.. وتؤكد الشركتان أيضاً أن محتويات الكولسترول هذه لا تسحب كلها من البيض.. وإنما أكثرها.. 80% فحسب.. أي أن البيض الجديد ليس خالياً من الكولسترول تماما، بل إنه يحتوي على 20% منه ... ولكنهما تجزمان أن في استطاعة المرء أن يتناول من البيض الجديد ما يعادل (20) بيضة في الأسبوع، دون أن يتجاوز المقادير الآمنة التي حددها اتحاد القلب الأمريكي.. ودون أن يتعرض لمخاطر الإصابة بالنوبة القلبية أو بأي من أمراض القلب الأخري ...

على أن البيض الجديد غالي الثمن وقد يبلغ ثمنه ثلاثة أضعاف ثمن البيض الطبيعي... ثم إن مادة (BCD) التي تضمن سحب معظم الكولسترول من البيض، لا مفر لها من أن تترك أثرا ما في طعم صفار البيض... ولعلها تتسبب في ضرر ما قد يكشف عنه المستقبل... ويضيف الناقدون إلى ذلك، أن البيض الجديد (Simply Eggs) لا يسمح بقلي البيض عيوناً صفراء على قاعدة بيضاء.. وهي الطريقة المحببة إلى الكثيرين.. لا سيما في الولايات المتحدة الأمريكية...

بشرى لمرضى ضغط الدم المرتفع

ساعة يد جديدة .. ولكنها عجيبة وقد صنعت لقياس ضغط الدم لا لتحديد الوقت والزمان فحسب، وما عليك إلا أن تضع إصبعين من أصابعك على المجسّ، وتنتظر (30) ثانية لتقرأ ضغط دمك بحدّيْه العالي والمنخفض، وتقرأ أيضاً سرعة نبضك. ويعجب المرء كيف تمكنوا من صنع ساعة صغيرة تؤدي وظائف أجهزة الضغط الزئبقية أو الإلكترونية، وكلها كبيرة، وتؤديها بمزيد من سرعة ودقة.

والأعجب من ذلك أن هذه الساعة الصغيرة تتسع أيضا لجهاز ذاكرة، يسجل لك ويحفظ قراءات أخرى سابقة - (30) قراءة بالتحديد - فأنت تستطيع استحضار ما كان عليه ضغط دمك ونبضك في أي من 30 مناسبة ماضية. وهي مزوّدة، فوق ذلك كله، بجهاز إنذار يخطرك بصوته المميز ويحذرك في الحالات التي يرتفع فيها ضغط دمك أو ينخفض، لدرجة غير سوية.

هذا وساعة اليد هذه ساعة لا تقصر في أداء مهمتها الأساسية، مهمة تحديد الوقت بالساعات والدقائق والثواني، وتقويم الزمن (تاريخ اليوم وموقعه من الشهر والسنة).

ثم لا تنس أن ساعة اليد هذه مقاومة للماء.

 

يوسف زعبلاوي