عولمة الأمن

  عزيزي العربي
        

تهنئة بجائـزة العويـس

           فرحت, ككل محبي (العربي), فرحاً طفولياً, عندما سمعت بفوز (العربي) بجائزة العويس الثقافية. وقد عاودتني البهجة, وأنا أقرأ المقال الذي تحــدث عـــن ذلك.. والصـور, ورواية البدايات الأولى لـ (العربي), في عدد مايو 2002.

           طالما نشرتم عن البدايات.. لمسئولين. وكُتّاب.. يعتزون بصحبة (العربي).. ويطرون مسيرتها.

           هناك مئات الألوف من قرائكم (الأغلبية الصامتة), الذين ينتظرون شوقاً إلى معانقة (العربي) تجدونهم قبل أيام من صدورها, يترددون على المكتبات, يسألون صباحا ومساء هل جاءت (العربي)؟ حتى يبادرهم صاحبهم (العربي.. يا سيدي) فيؤثرها محبها على أشيائه الأخرى, ويعود مسروراً, ولا تنام إلا بقربه القريب!

           هؤلاء المحبون, منهم من صحب (العربي) صبياً, وقد كان يشتريها من مصروفه اليومي, وهو بأمس الحاجة إليه, أو من أعطية عيد, ينتظرها منذ عام, فيؤثرها على حاجته الملحة. وعند لحظة الحقيقة (كل الحاجات في جوف العربي)!

           بدأت (العربي) طريقا صادقا مازالت تلتزمه, وهو الاعتزاز بالعروبة والإسلام, والحفاظ على التراث, وبعثه, فكراً ورموزاً, والتنمية السياسية بالحرية والديمقراطية, والاقتصادية والاجتماعية, واستنهاض روح الأمة الفاعلة, وعقلها الناضج, بعيدا عن الخلاف والتهاتر والتشنج!

           لقد أصبحت (العربي), مؤسسة ثقافية, منهجا وأسلوبا يحتذى في الموضوع والشكل. فاستحقت الثقة. لقد استطاعت أن تجد لها سبيلاً سائغا إلى الأرض العربية, وإلى قارئها في أرجاء الدنيا دون قيود من السدود القائمة, وفي هذا الجهد بعينه, مأثرة بعيدة عن الشطط, جامعة لا مفرقة, موحدة, باعثة لا مثبطة.. تستحقون الجوائز.. وأكاليل الغار!

           وإذا كانت الجائزة تاجا.. تفخر به (العربي) ويلمؤها بالغبطة والسرور, لأنها تقدير صادق للجهد.. وتكريم لحبات العرق الصبيب, فإن الجائزة, جاءت تسعى إلى من يستحقها, جاءت إلى المنارة التي أوقدت شعلة العلم والمعرفة..!

           نحن (الأغلبية الصامتة) من قراء (العربي), نشعر بالفخر والاعتزاز لأن جائزتها هي جائزتنا أيضا, ولأنها اعتراف صريح, بصدق التوجه, الذي يدفعنا دائما لاحتضان (العربي), والاحتفاظ بها ذخيرة للحاضر وللأجيال القادمة, تنهل منها, وتأخذ بأيديهم إلى رحاب العلم, ماضيه, وحاضره,ومستقبله.

مصطفى هديب
سكاكا - السعودية

الأخـدري فـي اليمـن

           شدني لمراسلة مجلة (العربي) ما قرأته في عددها (522) مايو 2002م الخاص بموضوع (الإنسان والبيئة) فيما يتعلق بالأخدري المنقرض, والذي يقول الكاتب فيه إن العلماء يبحثون عنه في السعودية وغيرها, حيث إنني من أبناء منطقة ريفية تبعد عن صنعاء حوالي (40) كيلومتراً شمالاً, ومن الشائع عندهم استخدام الحمير في حرث وزراعة الأرض وتوجد نفس هذه الفصيلة من الأخدري لدى المزارعين ويتناسل لديهم بشكل غريب, حيث تأتي الأبناء بنفس صفات الآباء, ومن صفاته الفريدة وجود خط أسود نهاية الرقبة, عرضه لا يتجاوز ثلاثة سم وينزل بشكل رأسي, ويقل عرضه كلما اتجه نحو الأسفل إلى أعلى القدمين, ولونه بني ولا يتجاوز ارتفاعه مترا ونصف المتر وطوله متران ولون شعر الرقبة أسود ويشبه تماما الصورة المنشورة في التقرير.

           لذلك شد انتباهي هذا الموضوع فقمت بالتواصل معكم كي أثبت وجوده في منطقتنا الواقعة شمال صنعاء في الجمهورية اليمنية.

عبدالعلي محمد علي الفقيه
صنعاء - اليمن

قـلاع السـاحـل السـوري

           أرجو التعقيب على ما ورد في استطلاع (القلاع والحصون في الساحل السوري) المنشور في العدد (515) والتعقيب عليه الذي نشر في العدد (522):

           فمن حيث التسمية لهذه المناطق بالنزارية فإن أول ما عرفت به هو تسمية جبال البهراء نسبة إلى القبائل العربية اليمنية المهاجرة إلى بلاد الشام. وعرفت أيضا بجبال اللكام وكذلك عرفت بجبال قلاع وحصون الدعوة, حيث سكنتها وتجذّرت فيها الجماعات الإسماعيلية منذ بدايات الانتشار الإسلامي في بلاد الشام, وأخذت المنحى المنظم منذ زمن الإمام محمد الباقر. وازدادت رسوخا في مرحلة الإمام الوفي أحمد الذي اكتملت على يديه موسوعة رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء. والمرحلة النزارية نسبة إلى الإمام نزار بن المستنصر بالله مرحلة متأخرة جدا عن البدايات الأولى.

           ولا يوجد أي علاقة بين التسمية بالنزارية والنصيرية لتحريفها, لا من حيث الجذر اللغوي ولا المدلول التاريخي. وتعود نسبة النصيرية إلى أبي شعيب محمد بن نصير النميري البصري.

           وفي المراحل المتتابعة وخاصة فيما بعد مرحلة سنان راشد الدين هاجرت إليها بعض العشائر النصيرية من العراق وإيران وآسيا الوسطى, حيث جلب الأمراء الإسماعيليون بعضهم للعمل في زراعة وفلاحة الأرض. وأما فيما يتعلق بكتاب المكزون السنجادي لحامد حسن وأسعد علي, فليس له أهمية كمرجع علمي أكاديمي تاريخي.

حامد حسين العلي
مصياف - سوريا

شخـصيـة الـخنسـاء

           في العدد (520) مارس 2002 قرأت موضوعا مفيدا للشاعر الرقيق فاروق شوشة, بعنوان (الشاعرة التي بكت أخويها, ولم تبك أبناءها الأربعة) قائلا: (ومما يثير الدهشة, ويتصف بالغرابة, صمت الخنساء أمام فاجعة مزلزلة من شأنها أن تمزق قلب أي أم وتفجر كوامن حزنها وشعورها بهول المصاب حين استشهد أولادها الأربعة في موقعة القادسية).ويأذن الشاعر الكبير لابنته الصغيرة بأن أوضح له رؤيتي الخاصة لهذا الموقف.

           من المعروف أن الواقعتين (موت أخويها وموت أبنائها) كانتا في حقبتين مختلفتين, فموت أخويها كان في العصر الجاهلي حيث شق الجيوب ولطم الخدود ودعوى الجاهلية ولأنها كانت لا تؤمن لا بيوم القيامة ولا بالبعث ولا بالجنة والنار, فقد كانت تعتقد أن مآثر أخيها صخر وخصاله الطيبة ذهبت سدى, وأنه لن يثاب عليها. فلذا كان بكاؤها الشعري حاراً, لكن الواقعة الثانية, وهي استشهاد أبنائها الأربعة, فقد كانت في عصر الإسلام عصر الهدى, ولقد أسلمت الخنساء عند رسول الله وحسن إسلامها, وكان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم معجبا بشعرها ورجاحة عقلها فآمنت بيوم القيامة وبالبعث والحساب والجنة التي بإذن الله سيدخلها أبناؤها.

           فهل تلاحظون كيف غير الإسلام شخصيتها وأثر فيها هذا التأثير الكبير؟!. وانظر معي كيف استقبلت نبأ استشهادهم حين قالت بصبر المؤمن المحتسب (الحمد لله الذي شرّفني بقتلهم وأرجو أن يجمعني بهم في مستقر رحمته). فلا تتعجبوا فالإيمان الخالص لله يصنع المعجزات.

نصرة عبدالرحيم أبو خليف
قنا - مصر

كـنـوز حـضـارتـنـا

           شكراً وأطال الله عمر من ساهم ويساهم في إصدار مجلة (العربي) التي تزود القارئ عربيا كان أم أجنبيا بأثمن وأغنى المواضيع وتعطيه فكرة عن حضارتنا ماضيا وحاضرا. بالنسبة للماضي, فهناك الآثار وما تركه المفكرون والمبدعون في كل المجالات, أما حاضرا فأكتفي بالقول إنه عندما يقوم أحد المحققين بالكتابة عن مدينة أجنبية أو يزود استطلاعا بالصور فهو يتوخى الصدق دونما تحقير أو النيل منها.

           بالعودة إلى صفحة (إلى أن نلتقي) في العدد (522) مايو 2002, لا مجال للمديح بالنسبة للأستاذ منح الصلح فهو الغني عن ذلك ولكن لي مداخلة سريعة مع كل محبة وتقدير:

           في آخر المقال جملة بسيطة (ملأنا عيونهم بما في حضارتنا العربية الإسلامية والمسيحية من كنوز وروائع), لقد صدقت فقد ملأنا عيونهم ولكن ماذا نفعل بقلوبهم وما تفعله أيديهم مباشرة أو بالواسطة في فلسطين وكل بلاد العرب والمسلمين, وبكل هذه الخطط والمخططات التي يرسمونها ويدفعوننا جميعا إلى الهوة السحيقة وبكل الوسائل.

           ماذا نفعل نحن مع طلابنا الذين يحضرون الدراسات العليا ويقدمون المعلومات والخبرات مقابل منح لا يستطيع الأهل تأمينها في بلادهم ولا تؤمنها حكوماتهم, وفي النهاية (هات دراساتك ولك منا ورقة الدكتوراه) والله معك, ويعود إلى بلده يلهث على الأبواب ليحصل على معاش يقيه شر الزمان.

محمد أديب جركس
طرابلس - لبنان

إنـهـا أزمــة أخـلاقـيـة

           طالعت في مجلتنا الغراء (العربي) العدد (514) يناير 2002م الملف القيم المعنــون بـ (الإسلام والغرب.. متى تحين لحظة الحوار؟), وإذ أُعرب لكم عن بالغ إعجابي وامتناني لكم على اهتمامكم - كما هو العهد بكم - بقضايا العروبة والإسلام المصيرية, وسبقكم إلى الطرح والمناقشة الجريئة والصريحة بحيادية تامة, متقصين مختلف الآراء على طول الوطن العربي وعرضه, من أجل إثراء النقاش والوصول به إلى غايته المنشودة. أود هنا أن أعرب عن إعجابي الشديد بما طرحه المفكر البحريني الكبير محمد جابر الأنصاري, في موضوعه القيم والعميق جدا الذي حمل عنوان (نحن في علاقة مشوهة مع النفس) وأنا اتفق مع كل كلمة قالها في مقاله المذكور والذي شخص أزمتنا الحضارية والفكرية العربية تشخيصاً صادقاً وعميقاً. فنحن كما قال في علاقة مشوهة مع النفس يجب أولاً أن نصل إلى حل لجميع التناقضات التي تعتور مجتمعاتنا العربية والإسلامية لكي نصل فيما بعد إلى مرحلة تأهلنا للحوار مع الآخر والمنتمي إلى حضارة مختلفة عن حضارتنا.

           نعم, هذا هو المطلوب منا كعرب ومسلمين في هذا العصر الراهن, يجب علينا أولاً بناء الذات, ولكي يتم هذا البناء لابد من وقفة صادقة وصريحة مع الذات والاعتراف بأننا مخطئون في الكثير من سلوكيــــاتنا وأساليب تفكيرنا, هذا الاعتراف بالخطأ ومواجهــــة الذات بتــجرد تام هو الخــــطوة الأولى على طريــــق إعـادة بناء الذات المهزومة والمحطمة.

           نحن لم نعتد الاعتراف بالآخر والتعايش معه سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي. وإلا كيف نفسر رزوح مجتمعاتنا تحت سلطات فردية ديكتاتورية لا تؤمن بوجود أي صوت آخر بجانبها ولا تعترف لأي كان بحق قول رأيه أو حتى مجرد العيش بسلام.

           والملاحظ أيضاً أنه حتى الحركات ذات الطابع الديني تنطلق أيضا من منطلق ميتافيزيقي ضيق يكرس مبدأ التشرذم الطائفي والفكري والمذهبي على الصعيد الوطني فما بالنا لو اتسع المجال ليشمل الآخر المغاير ثقافيا ودينيا وحضاريا.

           هذا ماحاول مفكرنا الكبير توضيحه, من هنا نستطيع أن نفهم وندرك استحالة وجود أي حوار متكافئ مع الغرب ونحن نعيش هذه العلاقة (المشوهة) مع الذات. فكيف نستطيع إدارة حوار مع الغرب ونحن نضيق ذرعاً بأبناء جلدتنا ممن يشاركوننا العقائد والأهداف نفسها, هنا تبرز أزمة الفكر العربي الذي لم يتوصل بعد إلى نقطة انسجام مع نفسه.

           وباعتقادي أن الفكر العربي غير قادر على الوصول إلى هذا الانسجام على الأقل في المستقبل القريب نظرا لحالة التخبط والإحباط التي نعيشها والناتجة عن حالتنا الاقتصادية والاجتماعية المتردية. فكما يعرف الجميع أن الأوضاع الاقتصادية المزدهرة تولد بالضرورة حياة فكرية راقية مزدهرة والعكس صحيح أيضاً.

           وهنا نصل إلى النقطة التي يرد فيها السؤال الكبير والمحير: لماذا تقدمت الأمم من حولنا شرقا وغربا ونحن نراوح في نقطة الصفر؟

           إننا كعرب نمتلك كل مقومات النهوض والتطور من موقع جغرافي وثروات طبيعية وبشرية, ولكننا نفتقد الإرادة القوية, وروح المسئولية والواجب, والرؤية الشمولية التي تمكننا من التفاعل الإيجابي مع كل هذه المقومات المادية الجبارة التي بأيدينا لنصنع بها حضورنا الخاص التي يؤهلنا للفعل الإيجابي على الصعيد العالمي.

           إذن أزمتنا هي ببساطة أزمة أخلاقية - فكرية بالدرجة الأولى الكل يعمل بمقتضى المصلحة الشخصية بما يحقق نفعا فرديا آنيا ولو على حساب قضايا الوطن المصيرية.

           وبذلك أصبحنا مجتمعات دون كرامة أو قيمة, ومع ذلك نحمل الآخرين مسئولية ما اقترفته أيدينا أو نطالبه بإنجاز ما عجزنا عن إنجازه لأنفسنا.

صادق محمد الحلقي
إب - اليمن

وتريات

ثلاثة أبعاد لمشهد ذي خلفية واحدة

 وجه:

الوجه...

وجهي...

البلادُ الخضرُ

ليستْ موطني...

جاء النماءُ.... مزيفاً

وخِداعُ... رؤيتنا

يمارسُ... شوقَهُ

للظلِّ

في الضوءِ... الوحيدْ

فلتعرِضُوا...

أحلامكم... للبيعِ

في سوق... النيامِ

(خ خ خ خ خ خ خ)

وجاهرُوا

بالدمعِ...

في زمن البُكا...

وجع:

هذا المهرجُ

لوّنَ... الأوجاعَ... بالضحكاتِ

في وجه الجميعِ

وحينما

يبقى... ... و ح ى دا

لن يرى

دمْعَاتِهم

إن يُخْلَعَ الوجه القديمُ

وحلةُ

للقفزِ

في قلبِ البلادِ الضيقهْ

وجد:

ماذا... يضيرُكَ...

لو بلادُك أنكرتْكَ؟

أنت الذي

لفظتك

كلُّ دروبها...

جهِّزْ...

لنفسِك... مِقْعداً

بين الضيوفْ...

غلِّقْ مزاليجً الفؤادِ

على الطوى.

شعر: برهان علي محمد غنيم البحيرة - مصر