أعشاب صالحة للمضغ محمد سليمان

شعر

البنت تنادي
تدعك عينيها
تتدلى من شباك النوم
تمد يديها لمناديل الضوء وتحبو ..
تكتشف الغرفة
أحبو معها
أضحك لما أكتشف الصّدأ القابع في عينيّ
لماذا كنت أرى السجادة غارقة في الظلمةِ
والصحراء تلُفّ الحائط
والشُّباك يُطل على الأعداءِ
لماذا كان الباب حداراً
والشباك جداراً
والعصفور مجرد صوت مُختنقٍ
أرجوكم
سيروا فوق أصابعكم
البنتُ تمد يديها لفراشات النوم
تطيرُ
دعوها تتقلّب فوق العرشِ
تلُمّ يمامًا
وتطارد قططِ الغيم
تشد هلالاً من قرنيه وتبكي
فيؤرجحها
أو ترحل في الإيقاع
تعانق جهة تتلألأ فوق الموج
وتصحو ..
لتعلمّني المشْيَ
أريد أطالع وجهي في مرآة البحرِ
أكلم جاري
أُضْحِك طفلتَه
أزرع في عينيه الودّ
وقفت كثيرا
وعدَوْت كثيراً
لكني ما جرّبت المشيَ
وما جرّبتُ ملامَسَةَ الألوان
أريد أشاهد حَبْوَ اللغة على الشفتينِ
أمدّ يديّ لحرفٍ يهوي ثم يقومُ
يشُد وينْشد
يصير سياجاً
يوقف زحف النمل
وماءً للعائلة
أريد أُوَسِّع بابي
أمحو ما دوّنتُ
وأبدأ من لؤلؤةٍ
أرجوكم ..
لُمواحكمتكم وقنابلكم
من تحت سريري.