عزيزي القاريء

عزيزي القاريء
        

أسئلة النهضة

          مع بداية عام دراسي جديد تدور عجلة الأسئلة حول جدية أنظمة التعليم وجدوى مؤسساته في بلادنا. تدور هذه العجلة ونحن نسأل أنفسنا: متى تدفعنا عربة التعليم إلى السير في مضمار القرن الواحد والعشرين? ومتى نتحول من تعليم (الكم) إلى تعليم (الكيف)? ومتى نعيد اكتشاف قصورنا في بناء الأجيال القادمة باكتشاف إنجازات الآخر, حتى لو كان ذلك الآخر هو العدو? وهي بعض من الأسئلة التي يسعى الدكتور سليمان العسكري في حديثه الشهري للإجابة عنها, حين يستقرئ ما حققه التعليم العلمي والتكنولوجي في إسرائيل; مستنهضا الذات بألم المقارنة مع كيان لا يزال يحتل أجزاء من الوطن العربي الذي يغرق جزؤه الأكبر تحت سطح الجهل والفقر!

          أسئلة النهضة تبدأ من كيفية اقتفاء خطى تنويريين كبار مثل عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين الذي يتذكر الدكتور سهيل إدريس لقاءه الأول معه بعد ثلاثين سنة على وفاته, وتبدأ الأسئلة أيضا بالبحث عن مجتمع التكنولوجيا كما ينادي الدكتور أحمد أبو زيد, أو استنهاض الخيال العلمي كما يقول شوقي جلال, أو البحث عن الديمقراطية كما حدث في انتخابات مجلس الأمة الكويتي التي تفرد لها (العربي) محورًا خاصا, أو حتى اكتساب العبرة من التاريخ كما يطالبنا مقال سليمان مظهر..

          والحق أننا ظللنا نحلم بالنهضة دون أن ننطلق لتحقيقها على الوجه الأكمل, وظل حلمها مجرد شعار ننطق به أو أغنية نرددها, فنؤمن في نهاية المطاف بما أنجزناه من (كلمات)!

          لكن الأحلام لم تعد تكفي للإجابة عن هذه الأسئلة, فتركيا التي يسافر إليها أشرف أبو اليزيد في استطلاع (العربي) هذا الشهر ظلت تحلم منذ قيام الجمهورية قبل 80 عامًا بأن تكون قطعة من أوربا, وهو حلم يشدو به رجال السياسة, ويتعجله أهل الاقتصاد, ولكن تبقى عتبة الاتحاد الأوربي في المخيلة التركية الحالمة مثل بوابة السراب في صحراء الحقيقة. فأسئلة النهضة تبحث عن إجابات, ولا تعترف بالأمنيات.

 

المحرر