المفكرة الثقافية

المفكرة الثقافية
        

الكويت

صدور الكتاب الثاني لمنتدى المبدعين الشباب

          لم تنقطع أنشطة رابطة الأدباء الكويتية طوال موسم الصيف الفائت وواصل منتدى المبدعين - المخصص للأدباء الشباب - جدول أعماله الأسبوعي (كل يوم اثنين) والذي يبدأ بمناقشة إحدى القضايا المطروحة على الساحة المحلية أو الدولية. ثم تبدأ قراءات ما يستجد من الأعمال الإبداعية التي انتهجها أعضاء المنتدى شعرا أو قصة أو نصا. وأخيرا يختتم المنتدى أعماله بتقييم مستوى ما تم عرضه من أعمال الشباب.

          منسق أعمال منتدى المبدعين وعضو مجلس إدارة رابطة الأدباء الروائي حمد الحمد أكد لـ(العربي) أن إصرار الأدباء الشباب على العمل خلال الفترة التي جرى عرفا اعتبارها فترة إجازة هو ما شجعنا إلى مواصلة العمل بالوتيرة نفسها. وأستطيع الآن القول بعد مرور عامين تقريبا منذ الإعلان عن تأسيس المنتدى أن دوري الآن معهم هو كمراقب فقط, فهم مَن يختارون مواضيع النقاش الأسبوعي ويقومون بإجراء الترتيبات اللازمة لإقامة أي نشاط متعلق بمنتداهم.

          ومنتدى المبدعين تأسس في عام 2001 في رابطة الأدباء بهدف اكتشاف المواهب الأدبية الشابة ودعمها. بدأ بفكرة طرحها عضو الرابطة وليد المسلم ثم توافرت له عوامل النجاح التي ساعدته للخروج إلى النور من خلال المساعدة المباشرة من قبل رئيس الرابطة عبدالله خلف والدعم المالي السخي الذي قدمته الشيخة باسمة مبارك العبدالله الجابر الصباح, وأخيرا المجهود الكبير الذي بذله منسق المنتدى الروائي حمد الحمد الذي تفرّغ لمتابعة كل الأعمال الأدبية التي قام أعضاء المنتدى بإنتاجها.

          ومنذ الإعلان عن تأسيس منتدى المبدعين أقبلت عليه شرائح متنوعة من الناشئين واليافعين في المرحلتين الثانوية والجامعية, توزعت اهتماماتهم الأدبية على أغلب حقول الأدب, ومن أبرزها الشعر والقصص القصيرة.

          وعلى مدى جلسات طويلة ومعمّقة يقوم المخضرمون من أعضاء الرابطة بتقييم إنتاج الأدباء الشباب وإبداء الملاحظات الرئيسية عليها. كما قامت مجلة البيان لسان حال رابطة الأدباء الكويتية بنشر الأعمال الواعدة لتلك الأقلام الشابة, وبهدف صقل مواهب أولئك الشباب. من ناحية كيفية مواجهة الجمهور أقامت الرابطة أمسيات أدبية خصصت بالكامل لهم كما سمحت لبعض الشباب بإدارة ندوات الرابطة الأربعائية إمعانا في تأكيد جدارتهم على تحمل مثل تلك المسئوليات.

          (الطريق أمامهم طويل وشاق, وتحقيق الأحلام الكبيرة لا يتم في يوم واحد). هكذا يقول الحمد عن أعضاء المنتدى وقد نجح بعضهم في الفوز ببعض الجوائز المحلية كما أصبح البعض الآخر ضيفا دائما في الصفحات الثقافية التي بدأت جديا بنشر أعمالهم المختلفة. وهذه الأيام يستعد شباب المنتدى لإصدار الكتاب الثاني الصادر عن المنتدى وهو (إشراقات2).

إبراهيم المليفي

بيروت

لبنان يحتفل بذكرى المؤرخ الراحل د. أسد رستم

          قد يكون د. أسد رستم الذي احتفلت جامعة البلمند بشمال لبنان بمرور ثمانية وثلاثين عاما على وفاته, أول مؤرخ لبناني بالمعنى الدقيق للكلمة. فقبله, وفي زمانه, كانت كتابة التاريخ نوعا من سرد عاطفي أو حماسي غايته تمجيد الوطن لأبسط الحقائق التاريخية مهما كانت, أو لنقل إن كتابة التاريخ كانت نوعا من سرد فئوي أو طائفي أو مذهبي يحاول كل فريق من فرقاء الصراع في الداخل أن يرويه على هواه, أو حسب مصالحه. وكان من الطبيعي أن يفتقد هذا السرد إلى الحدّ الأدنى من العلمية والموضوعية والنزاهة. وفي ذلك قد لا يختلف (التاريخ) في لبنان مع أي تاريخ آخر في بلدان العالم الثالث.

          وعندما احتدم الجدل في الثلاثينيات اللبنانية حول تاريخ لبنان كتب أسد رستم (أن لا سبيل إلى وضع تاريخ البلاد الصحيح مالم تُعرف (الأصول) المدوّنة, فتُدرس نسخها, وتقابل رواياتها, وتُنشر النشر العلمي الأمين, وكأن أسد رستم أراد أن يحسم الجدل من وجهة منهجية وقد أخذ على كتّاب التاريخ أنهم في أي قضية (يخبطون في حلّها خبط عشواء), رافضا زعمهم القائل (إن كتابة التاريخ لا تتعدى نقل الرواية والإلمام بقواعد اللغة. ففي عرفهم أنك إذا أجدت الإنشاء وفهمت بعض النص, فقد هُيئت لك العدة لكتابة التاريخ, مذكرا هؤلاء (إن التاريخ هو علم أيضا يعوزه ما يعوز سائر العلوم الأخرى من طب وهندسة وفقه وغيرها, وإنه لابد لصاحبه من أن ينشأ نشأة علمية خالصة ليتربّى فيها على الشروط الفنية التي يقتضيها كل علم).

          وقد شارك نفر من الباحثين وأساتذة التاريخ اللبنانيين في إحياء ذكرى هذا المؤرخ الكبير الراحل (1897-1965) عبر ندوة دراسية عرضت لدوره وإنجازاته في حقل التاريخ. من هؤلاء الباحثين الدكاترة وجيه كوثراني ومنير إسماعيل ومحمود حداد وسامي مكارم وإلياس القطار وجان شرف وسعاد الحكيم, وهم من أساتذة التاريخ والفكر في الجامعات اللبنانية.

          درس أسد رستم التاريخ في جامعة بيروت الأمريكية وتخرج فيها عام 1916. وبعد إتقانه اللغة الإنجليزية نال من الجامعة المذكورة لقب أستاذ في التاريخ سنة 1919. وفي سنة 1922 رحل إلى الولايات المتحدة فنال من جامعة شيكاغو درجة الدكتوراه في التاريخ الشرقي وعاد إلى بيروت ليدرّس التاريخ في كلية الآداب بالجامعة الأمريكية, وفي الجامعة اللبنانية بعد ذلك وليكتب أبحاثه في مختلف جوانب تاريخ لبنان والمنطقة.

          لأسد رستم عدة كتب محققة عن تاريخ لبنان, منها كتاب (الغرر الحسان في أخبار أبناء الزمان) للأمير حيدر الشهابي, و(تاريخ الأمير فخر الدين المعني) للشيخ أحمد بن محمد الخالدي الصفدي.

          ونشر بعد ذلك سلسلة كتب عن (الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب). وصنّف كتابا أسماه (مصطلح التاريخ) لايزال رائدا في وضع الأسس لكتابة التاريخ, وقد قال عنه صاحبه: (هو بحث في نقد الأصول وتحري الحقائق التاريخية وإيضاحها وعرضها).

          وفي الندوة قال د. محمود حداد إن أسد رستم هو مؤرخ لبنان ومؤرخ المتصرفية ومؤرخ حقبة الأمير فخر الدين ومؤرخ بلاد الشام, ولكن أسد رستم جلس على مقعد الأستاذية التاريخية أول ما جلس عندما أرّخ للحقبة المصرية فدخل إلى أسرارها عندما بدأ عام 1929 بنشر ما بقي من الآثار المكتوبة للحكومة المصرية في بلاد الشام في مجموعة تحت عنوان (الأصول العربية لتاريخ سوريا في عهد محمد علي باشا) في خمسة مجلدات صارت ستة مع فهارسها. ثم استطاع أن يحرز سبقا كبيرا عندما دخل إلى المزيد من أسرار تلك الحقبة عبر استخدامه للمحفوظات الملكية المصرية نفسها في القاهرة فأصدر (بيان بوثائق الشام) في أربعة مجلدات. وكان قد أصدر قبلا كتابا عن حروب إبراهيم باشا المصري في سوريا والأناضول بين 1831 و1840 في جزأين صدرا بالقاهرة. هذا - طبعا - مع دراسات أخرى تتعلق بالحقبة المصرية أهمها كتاب (بشير بين السلطان والعزيز (1804-1841) في جزأين.

          وذكر د. منير إسماعيل في الندوة أن أسد رستم التزم خطا لم يحد عنه في معظم مؤلفاته وأبحاثه. لقد حافظ في نتاجه الغني على مستوى أكاديمي في مؤلفاته يستوي في قيمته مع ما هو متفق عليه عند المنهجيين المعاصرين, فكان المؤرخ (المحترف) الغني في الإنتاج بالمفهوم الأكاديمي.

          (إذا ضاعت الأصول ضاع التاريخ معها). كان شعارا أطلقه أسد رستم وقد عُرف به فكان له السبق والريادة في إرساء منهج البحث التاريخي الذي نهل منه جيل من الباحثين في لبنان والبلاد العربية.

          وقد علل د. رستم ذلك بقوله: (هذه قاعدة عامة لا موضع للجدال فيها, وذلك لأن التاريخ لا يقوم إلا على الآثار التي خلفتها عقول الآخرين). وكان أول من حاول الاعتماد على الأصول في كتابة أي مرحلة من مراحل التاريخ, ونعني بذلك الأصول/الوثائق.

          وقد بشّر بهذه الوثائق في كتابه عن (المصطلح).

          وتحدث د. سامي مكارم عن المنهجية الصارمة عند أسد رستم في علم التاريخ: تحقيق النص تحقيقا تاريخيا ولغويا وأسلوبيا, دراسة مصنف النص دراسة دقيقة من حيث دقته ومدى موضوعيته, واطلاعه على موضوعه, ومن حيث غايته من كتابته. فالنص المحقق تحقيقا علميا ومقدمته النقدية الدقيقة متكاملان. كم هو ضروري أن يكون نشر النصوص التاريخية قائما على ذلك, وكم هو ضروري أن يعتمد الناشرون هذه الأصول فلا ينشرون من الكتب إلا ما تتوافر فيها هذه الشروط. إن بعض الناشرين في زماننا الراهن لا يهمون إلا بالربح السريع. وقد زادت من جراء ذلك المنافسة التجارية بين كثير من دور النشر على حساب العلم.

          وأشاد د. إلياس القطار بالمنهجية العلمية عند أسد رسم التي تبدّت في لغة البحث المترابط المتراص الموحّد البعيد عن الأهواء, والبعيد بصورة خاصة عن التقية الطائفية. ولي في كتابه عن أنطاكية, وكتابه الآخر عن العرب وعلاقهتم بالروم خير دليل على ذلك, من حيث هذه الموضوعية البليغة في دراسته لطوائف وديانات بعيدة عن دينه ووطنه.

جهاد فاضل

الإسكندرية

المؤتمر المصري الأول لنقد الفن التشكيلي:
إدخال النقد التشكيلي في مناهج التعليم

          أتيليه الإسكندريةـ الذي أسسه الفنان الراحل محمد ناجي في أكتوبر من عام 1934 في الثغر ـ تعاون مع الجمعية المصرية لنقاد الفن التشكيلي, في عقد أول مؤتمر مصري لنقد الفن التشكيلي, ترأسه د. محمد رفيق خليل, رئيس الأتيليه, وتولى أمانته الفنانان عصمت داوستاشي وعز الدين نجيب, نائب رئيس جمعية نقاد الفن التشكيلي. و على امتداد يومين دارت مناقشات ساخنة في العديد من القضايا التي تشغل مجتمع التشكيليين المصريين, بدءا من: ضرورة صدور مطبوعة خاصة بهم, واستمرار هذا المؤتمر سنويا وحتى إدخال النقد في المناهج التعليمية.

          وقد حرص د. محمد رفيق خليل على أن يوضح في الجلسة الافتتاحية أن فكرة هذا المؤتمر كانت ثمرة لقاء برئيس الجمعية السابق الناقد سمير غريب, وخلال ندوة تحضيرية أقيمت في شهر يونيو الماضي حول مدارس النقد التشكيلي, بدأ الإعداد لهذا المؤتمر الذي شارك فيه ألمع أساتذة ونقاد التشكيل في مصر, من خلال اثنين وأربعين بحثا محكما دارت فيه ثلاثة محاور: توثيق حركة النقد التشكيلي المصري التي يمكن أن تبدأ في عام 1922بكتاب (الفنون الجميلة قديما وحديثا) لأحمد يوسف, وعلاقة الناقد التشكيلي بالمجتمع مرورا بالتزام الفنان والتزام الناقد, و كذلك التواصل بين النقد و المجتمع, و إعداد الناقد التشكيلي المحترف, وكيف يمكن أن يستند إلى ثقافة تشكيلية عريضة, و خلفية معرفية شاملة.

          وقد اتسع اليوم الأول للمؤتمر لمائدة مستديرة و جلستين نقاشيتين.  حيث تناول مختار العطار, و نجوى العشري, و د. السيد القماش, ود. أحمد السطوحي, و أيسم عبد الوهاب, و د. صبري منصور, و صبرى أبو عجيلة, و جرجس بخيت, و نادية توفيق, و كمال شلتوت, ومحمد كمال, وأيمن حامد نبيه إعداد الناقد المحترف, وقد عقب عليهم الفنانون والنقاد: جمال قطب, إبراهيم عبد الملاك, د. أمل نصر, ومحمد حمزة, فيما اختار الفنان عز الدين نجيب لمشاركته عنوان (كوابح الخصوصية وركائز التكوين), و عرضت ليلى نعيم لمنهج المعهد العالى للنقد الفني في هذا المجال, بينما تصدت هويدا السباعي لإشكالية أزمة وجود الناقد التشكيلي, و تساءلت سحر درغام عن ماهية الناقد الحر, ورسمت ريم أحمد حسن ملامح الحركة النقدية بين الزيف والحقيقة, و تطرق عبد الصبور شاهين لقضية العولمة في علاقتها بالصيغ التحديثية, و انفردت د.أمل نصر بتوضيح دور الناقد في تغيير مفاهيم التلقي, كما تناول د. أحمد رأفت الناقد المحترف في علاقته بالبيئة المحلية.

          وفي اليوم الثاني أوضح الروائي إدوار الخراط أوجه التوازي بين حركتي النقد الأدبي والتشكيلي. بينما كشف الفنان عصمت داوستاشي عن ظاهرة محبطة ترتبط بمجلات الفن التشكيلي, و هي أنها قصيرة العمر, لا تلبث أن تختفي لأسباب كثيرة, أهمها: عدم توافر تمويل مادي لاستمرار مطبوعة لا يشتريها أحد! و أكد أن مثل هذه المجلات لابد أن تستند إلى دعم مادي يضمن لها الاستمرار, نظرا لطبيعتها المتخصصة, و لضيق دائرة المهتمين بها في مجتمع لا يعنى بالفنون الجميلة أصلا  وقد أرخ داوستاشي في ثنايا ورقته لمجلات الفن التشكيلي بدءا من (الظلال) التي صدرت في عام 1936, بين دفتي كتاب, و حتى (النشرة) التي أصدرها الفنان مصطفى حسين بعد أن أصبح نقيبا للتشكيليين في مصر, تمهيدا لإصدار مجلة النقابة.

          وفي ورقته تناول الناقد ناصر عراق المأزق من زاوية أخرى, عندما قال : شهد العقد الأخير من القرن الماضي ثورة واضحة في عالم الفنون الجميلة, حيث فقدت لوحة الحامل و التمثال كثيرا من قدسيتها, بسبب الميل الواضح والمدعوم من مؤسسات رسمية لتسييد ما يسمى بالأعمال المركبة. و في الوقت نفسه جاءت معظم هذه الأعمال خالية من فكرة لامعة أو تصميم باهر, مما أدى إلى انصراف الجمهور عن قاعات العرض بعد أن تعرض لحملة تشويش بصرى غير مسبوقة.

          كما توجه المؤتمر إلى د. فوزي فهمي رئيس أكاديمية الفنون مطالبا بضرورة دعم المعهد العالى للنقد الفني بما يكفل استمراره في مهمته في مد الساحة التشكيلية بالمتخصصين من النقاد. كما ناشد المؤتمرون د. جابر عصفور, الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة أن يخص الفن التشكيلي بنصيب لائق فيما يصدر عن المشروع القومي للترجمة. و توجهوا إلى شريف الشوباشي رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة لمواصلة ترجمة أهم الكتب المصرية التي تطرح قضايا الفن المصرى المعاصر إلى اللغات الأجنبية عبر سلسلة (بريزم).  كما لم تخل التوصيات من مطالبة وزير الثقافة بتبني تنظيم مسابقة متخصصة في مجال النقد التشكيلي, تشترك فيها جميع الأجيال, و مطالبة وزير التربية والتعليم بإدخال النقد التشكيلي ضمن مناهج التربية الفنية.

مصطفى عبد الله

مسقط

سقوط الأصنام في ملتقى الشباب للإبداع

          أقامت الهيئة العامة لأنشطة الشباب الرياضية والثقافية بسلطنة عمان ملتقى الشباب للابداع الذي تنظمه سنويا بمشاركة أكثر من أربعين مبدعا في مجالات الشعر الفصيح والشعر النبطي والقصة القصيرة. ملتقى هذا العام أقيم في ولاية البريمي بمنطقة الظاهرة على بعد 350 كيلومترا من العاصمة مسقط, وأقيم في هذه المنطقة للمرة الثانية منذ انطلاقة الملتقى في محافظة ظفار بالجنوب العماني عام 1995.

          وخلال ثمانية أيام من الفعاليات قدم المبدعون الشباب قراءاتهم الشعرية والقصصية بما يشبه ورشة العمل حيث يلتقي هؤلاء لسماع تجارب بعضهم البعض أمام لجنة التحكيم التي ضمت بعضا من الذين شاركوا في الملتقيات السابقة واصبح لهم حضورهم الثقافي على الساحتين المحلية والعربية, تكونت لجنة تحكيم المجالات الإبداعية الثلاثة من الشعراء هلال العامري ومحمد البريكي وياسر المشيفري إضافة الى الدكتور أيمن ميدان من جامعة السلطان قابوس وفي القصة شارك في اللجنة القاصان سالم الحميدي ومحمد بن سيف الرحبي.

          اختتم الملتقي بعد ثمانية أيام من الجلسات الصباحية والمسائية حيث قدمت قراءات ضمن المسابقة وأخرى كقراءات حرة من المشاركين في الملتقى ولجان التحكيم في سعي أرادته الهيئة المنظمة للملتقى ليكون عنصرا مهما في مسيرة الشباب الابداعية ومرتكزا في انطلاقتهم نحو مزيد من الحركة لرفد الثقافة المحلية بمزيد من الأسماء.

          الملتقى التاسع الذي اقيم هذا العام حفل بمجموعة جديدة من الاسماء المبدعة التي ستأخذ دورها في اثراء الساحة المحلية ورغم أن النصوص المقدمة لم تكن في مستوى تلك الأعمال التي كانت في الدورة السابقة, حيث إن هذه الدورة تميزت بتغير في الوجوه المشاركة حيث غابت أسماء كان لها حضورها الكبير على ساحة الملتقيات وانتقلت الى مراحل أخرى في حياتها الابداعية ومن بين تلك الاسماء الشاعرة بدرية الوهيبي والقاصان عبدالعزيز الفارسي وسمير العريمي وعدد آخر من المبدعين قدموا هذا العام ليشاركوا في جلسات القراءة الحرة.

          وللمرة الأولى توهج الشعر الفصيح بصورة اجمل ليسحب البساط من تحت الشعر النبطي الذي كان مدهشا في قدرته على تحريك الصور والاخيلة في الدورات السابقة وحاضرا ببهاء تلك الكوكبة من الشعراء المعروفين في الساحة الشعرية العمانية والخليجية.

          وتضمن الملتقى مجموعة من الجلسات الحوارية التقى فيها اعضاء لجنة التحكيم بالشباب المشارك كما قدمت قراءة نقدية في الاعمال الفائزة في المسابقة المحلية والملتقى الادبي لعام 2002, والتي صدرت في كتاب حمل عنوان قطوف ضمن سلسلة تصدرها الهيئة كل عام. وقدم مسرح الشباب بالظاهرة مسرحية بعنوان مرثية كتبها هلال البادي واخرجها حسين العلوي بمشاركة مجموعة من النجوم الشباب, العرض قدم ضمن فعاليات الملتقى وحضره عدد كبير من المشاركين ومحبي المسرح, وأخذت فكرتها من مرحلة سقوط تماثيل بغداد حيث إن النص كان عنوانه الاصلي مرثية اصنام, وتتناول مرحلة بناء التماثيل وتعظيمها ومن ثم مرحلة سقوطها والانهيال عليها ضربا لتستمر اللعبة بناء وسقوطا.

محمد بن سيف الرحبي

تونس

جوائز (كومار) للإبداع الروائي

          تزامن الإعلان عن جائزة (تأمينات كومار) للرواية في دورتها الثامنة 2003 مع السنة الوطنية للكتاب في تونس. واليوم العالمي للكتاب. ومعرض تونس الدولي للكتاب, إلى جانب الاحتفالات بمئوية المسرح البلدي الذي يقع في قلب العاصمة التونسية بشارع الحبيب بورقيبة. وقد شهد عملية إعادة ترميم وصيانة حفاظا على هذا المعلم الثقافي المهم). حيث تم بالمناسبة حفل توزيع جائزة كومار, تحت إشراف وزير الثقافة د.عبدالباقي المرماسي وبحضور حشد هائل من رجال الإبداع والثقافة والإعلام.

          وتجدر الإشارة إلى السُنّة التي درجت عليها بعض المؤسسات الاقتصادية في تونس. ألا وهي دعم الإبداع في مختلف القطاعات. ورعاية الشأن الثقافي. وتعد (مؤسسة كومار) من أبرز هذه المؤسسات التي حافظت على التزاماتها بدعم الإبداع الروائي والتعريف به, ولفت انتباه النقاد للأعمال الرائدة حيث تعقد إثر تسليم الجوائز لقاءات ومطارحات تجمع بين أعضاء لجنة التحكيم والنقاد والمثقفين وممثلي الصحافة الأدبية.

          ترصد مؤسسة (كومار) سنويا جوائز مالية للإبداعات الروائية باللسانين العربي والفرنسي تفوق قيمتها 20 ألف دينار تونسي.

          وقد شهد حصاد الجائزة لهذه الدورة تطورا ملحوظا من حيث الكمّ والكيف. حيث وصل عدد الروايات المرشحة للجائزة إلى 24 رواية باللسان العربي و10 روايات باللسان الفرنسي, مما يدل على أن الرواية العربية في تونس تعيش فترة من أخصب فتراتها, كتابة وقراءة.

          فقد كانت هذه الجوائز بمنزلة آلية تحفيز على الإبداع. بما جعل العديد من المبدعين يدفعون بأعمالهم لدور النشر ويتابعونها لإدراك موعد الجائزة. وقد يضطر البعض لانتظار الدورة المقبلة, بحكم تأخر صدور أعمالهم, إذ يمتد تاريخ الترشح من أواخر أبريل إلى 31 مارس من السنة المقبلة.

          وقد عهد بالأعمال المرشحة لجائزة الرواية باللسان العربي في دورتها الحالية للجنة التنسيق وممثلها محمد بن رجب. وللجنة التحكيم المكونة من الأساتذة: آدم فتحي (رئيسا) وألفة يوسف ومنصور قيسومة وسمير العيادي, وزهرة الجلاصي (أعضاء).

          وأفضت المداولات إلى إسناد الجوائز كالتالي:

          - جائزة (الكومار الذهبي) أسندت مناصفة لكل من إبراهيم الدرغوثي عن روايته (وراء السراب قليلا). و(مسعودة بوبكر) عن روايتها (وداعا حمورابي).

          - جائزة لجنة التحكيم: لظافر ناجي عن روايته (صاحب المقام).

          - جائزة الرواية البكر: لآمنة الوسلاتي عن روايتها (جمر وماء).

          وقد واجهت لجنة التحكيم صعوبة في الحسم, نظرا لوفرة الأعمال الروائية الجيدة فضلا عن تنوع التجارب, وإلى جانب الروايات المحافظة على معمارها ورؤيتها الرصينة للواقع واعتدادها بوظيفة نقله نكتشف تجارب أخرى يحدو أصحابها هاجس الانضواء تحت لواء الحادثة. فأقبلوا على التجريب والتجديد, أما أبرز الأعمال الروائية التي لفتت انتباه لجنة التحكيم, فهي تلك التي توصلت لتحقيق ضرب من التواشج الجدلي بين قضايا الواقع في أبعادها الوطنية والقومية والعالمية, وأشكال الكتابة الروائية.

          فمن القضايا الحاضرة بقوة في الروايات الفائزة نذكر على سبيل المثال:

  • رواية (وراء السراب قليلا) لإبراهيم الدرغوثي حيث يسرد علينا الراوي أطوار قصة أجيال متعددة لأسرة من الجنوب التونسي. في مراوحة بين الواقع المعيش والتاريخ والأساطير والحكايات الشعبية, فالروائي لا يكتفي بتجريب أشكال التنامي الحكائي, بل يتخذ منها إطارا للرواية وحافزا لبناء وقائعها لغاية توصيل دلالات.
  • أما رواية (وداعاً حمورابي) لمسعودة بوبكر, فتدور وقائعها حول حرب تحرير الكويت 1991 كما عاشتها شخصيات تنتمي إلى قرية من أقصى الشمال التونسي. هذه الشخصيات تمثل شرائح اجتماعية متنوعة (مثقفين. وناس بسطاء وهامشيين) جميعهم كانوا مشدودين لهذه الحرب يتابعونها عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة, ورغم أنهم كانوا جميعا في موقع رد الفعل بحكم بعدهم عن أرض المعركة, فإن تفاعلهم المتصل أيقظ فيهم همومهم القومية. فأتت الرواية محملة بالخطابات الأيديولوجية. وبمواقف تتجه نحو جلد الذات العربية المأزومة والمهزومة.
  • وتجمع (رواية) حاجي المقام لـ(ظافر ناجي) بين هاجس التجريب حيث أفرد الكاتب حيّزا مهما من نصّه أدرج بالبنط الغليظ ليحدّثنا عن شأنه مع الراوي والشخصيات وبين الوقائع الحياتية, فهي تدور في مدينة قرية لا اسم لها ولا حدود جغرافية, ندرك أنها قرية / مدينة عربية, من خلال أوصافها المعمارية.

          وفيها تتجرد هذه المدينة/القرية. من قدرتها على امتلاك العلم والاختراعات. وينتزع منها تاريخها وذاكرتها. ويحكم عليها بالانشغال بالوهم والغيبيات, وينفرد الأجانب بسلطتها السياسية بما يخدم مصالحهم الاستراتيجية. ولم تخل رواية (صاحب المقام) من رموز وإشارات وبيانات أيديلوجية. تتصل بما طرأ على العالم بعد أحداث سبتمبر 2001. ولئن كانت أقرب ما يكون للرواية الذهنية.

  • ونكتشف في رواية (جمر وماء) لآمنة الوسلاتي تجربة روائية تصرّ مع سابقية الإضمار على تقديم صورة عن المرأة الشرقية التي تقود المتخيل فتروى لنا الراوية أطوار القصَر. كما تلقتها عن بطلاتها وجميعهن أودعنها أسرارهُنّ. منى وزهرة وزينب وعائشة وآمال, كل واحدة عرضت عليها قصتها على حدة بما أتاح تعدد الأصوات واختلاف وجهات النظر.

          والرواية هي بلا منازع رواية عن مأساة المرأة العربية أمام رياح الحداثة التي زعزعت كيانها وثوابتها القيمية, فدفعت ضريبة الحداثة, معاناة وشروخا دامية, لكن الأمل لم ينطفئ تماما, في زاوية ما من العتمة المطبقة على (آمال) في مهجرها الباريسي, بارقة أمل, تربطها بالوطن, بالأسرة, بجذورها العربية, إنها لم تفرط في شيء رغم العواصف والهزات.

د. زهرة الجلاصي

عمّان

(الإيسيسكو): سرقة الآثار العراقية كارثة حضارية

          اختتمت ندوة (دور المؤسسات والمنظمات الثقافية الإسلامية في معالجة الكارثة التي تعرضت لها المتاحف والآثار العراقية) أعمالها بتبني فكرة إنشاء صندوق بتمويل من الدول الأعضاء في منظمة الإيسيسكو - المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة - للمساهمة في ترميم الآثار العراقية التي تعرضت لضرر كبير جراء الحرب الأخيرة وجرّاء عمليات النهب.

          كانت الندوة الدولية لدراسة ما تعرضت له الآثار العراقية بعد الحرب, قد نظمتها دائرة الآثار العامة الأردنية بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) بهدف وضع تقديرات أولية للأضرار التي لحقت بالمتاحف والمواقع الأثرية العراقية خلال الحرب الأخيرة, إلى جانب تسليط الضوء على الإجراءات التي تمت في الدول المجاورة للعراق لإفشال محاولات تهريب القطع الأثرية العراقية التي تمثل تاريخا حضاريا عالميا.

          كما وجهت المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم دعوة عالمية على لسان الدكتور عبدالعزيز صلاح الذي قال: (إذا كان العالم قد استنكر هدم تماثيل بوذا في أفغانستان, فإنه مدعو اليوم للوقوف بحزم أمام ما يحدث الآن في العراق, ولهذا اتخذت المنظمة مجموعة من الإجراءات لحماية حوالي 25 ألف موقع أثري عراقي).

          إن ما تعرضت له المتاحف الأثرية في العراق, يشكل سرقة لتاريخ وحضارة العالم, فمن بين المسروقات, تمثال ضخم من النحاس والعاج, يمثل أسدا يهاجم نوبيا يعود تاريخه إلى عام 850 قبل الميلاد, إلى جانب قطعتين أثريتين سومريتين يزيد عمر الواحدة منهما عن خمسة آلاف سنة, تمثل القطعة الأولى رأسا رخاميا لامرأة, وقد يكون أول تمثال منحوت لشخص حي, والقطعة الثانية (مزهرية) جيرية طويلة زنتها 35 كيلوجراما.

          وتحدث د.جابر إبراهيم - مدير هيئة الآثار والمتاحف العراقية - عن أربع عشرة مدينة أثرية تعرضت للتدمير والخراب والتي تم نقل بعض آثارها الثمينة خارج العراق ومنها مدن سومرية وآشورية وبابلية قديمة.

          استعادة المسروقات الأثرية العراقية شكلت جزءا مهما من أهداف الندوة.

          ووجه المشاركون في ختام المؤتمر دعوة لكل المتاحف في أنحاء العالم وصالات المزادات لمنع بيع أو شراء الآثار العراقية المسروقة وفقاً للقوانين والمعاهدات الدولية, ولتحقيق هذا الأمر, ستقوم (الإيسيسكو) بحصر شامل للتحف والآثار العراقية المسروقة من خلال خبراء مختصين في علم الآثار, وسيعرض هؤلاء ما توصلوا إليه من خلال موقع (الإيسيسكو) على الإنترنت لتيسير إعادتها إلى العراق.

مؤتمر الأطفال العرب:
نموذج للثقافة المشتركة

          تحت شعار (الحق في حياة كريمة) انطلقت فعاليات مؤتمر الأطفال العرب الثالث والعشرين الذي دأب على تنظيمه كل عام مركز الفنون الأدائية بمؤسسة نور الحسين, بهدف ترسيخ القناعة لدى الأطفال والشباب العربي بحقيقة انتمائهم إلى ثقافة عربية مشتركة وتسليط الضوء على الجهود المبذولة لتطوير ورعاية الطفولة في الوطن العربي.

          يأتي المؤتمر هذا العام, ليبحث دور الجهات الرسمية والأهلية في تطوير وتنمية النواحي التعليمية والاقتصادية والثقافية للأطفال, كما ركز المؤتمر على دور المؤسسات الحكومية والخاصة في رعاية الأطفال والشباب بعد الحروب وحمايتهم من الصراعات المسلحة, وآثارها السلبية, إلى جانب توفير كل المتطلبات اللازمة لحياة كريمة.

          هذا وشمل المؤتمر تقديم عرض مسرحي بعنوان (أزيز الرياح) تناول فيه المؤلف ناجح أبو الزين محطات الحياة الإنسانية ابتداء من مرحلة الطفولة الحالمة إلى الانتقال نحو الحياة العملية, وواقعها المرير, بما فيها من حروب وويلات ومجاعات يذهب ضحيتها الأطفال بشكل أساسي, وبرؤية إخراجية متميزة للفنانة لينا التل جسّدت المسرحية هدفا ساميا عبر السعي لبعث الأمل عند الأطفال والشباب العرب, من خلال استعادة مقولة (إنه مازال على هذه الأرض ما يستحق الحياة).

          كما في كل عام, شهد الأطفال المشاركون الذين يمثلون خمس عشرة دولة عربية, مجموعة من ورشات العمل في مجالات الرسم والموسيقى والرقص والدراما. وعلى هامش المؤتمر التقى الأطفال بوزير التربية والتعليم الأردني د.خالد طوقان الذي أكد على أهمية الفلسفة التعليمية الحاسوبية بوصفها السبيل لرقي المجتمعات, وفي هذا السياق أعرب طوقان عن أمله في أن يصبح الكمبيوتر وسيلة التعليم الأساسية في كل مدارس المملكة مع بداية عام 2008.

          كما شهد المؤتمر حضور الملكة نور الحسين التي قامت بدورها بتكريم الفنان السوري جمال سليمان بصفته سفير الأمم المتحدة للنوايا الحسنة, والمذيعة الأردنية منتهى الرمحي.

          وفي ختام المؤتمر رفع الأطفال العرب توصياتهم إلى منظمة اليونيسف وهيئة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية, حيث قدّم الأطفال توصيات عدة كان أبرزها الدعوة لحماية الأطفال من خطر الحروب والمجاعات والتركيز على مفهوم الرعاية التعليمية والثقافية.

توفيق أبوبكر

لندن

الذاكرة الوطنية في مؤتمر دولي:
العولمة وإفريقيا والشرق

          عقد بكلية الدراسات الشرقية والإفريقية بلندن مؤتمر (إعادة صياغة نظريات السرد والأمة) خلال الصيف الماضي في سلسلة أيام مشابهة نظمتها الكلية وذلك تحت عنوان (سرد وتصوير الأمة) وهو المشروع الذي تولى التنسيق له د.صبري حافظ. وتناوله في أربع ورش عمل. ويهدف هذا المشروع إلى البحث في قضايا الأمة والخطاب القومي في علاقته بالنظريات العربية وذلك عبر النظر في الخطاب الأدبي المقارن أو عبر التركيز على أدب بلد معين.

          ركز (سرد وتصوير الأمة) على التناقض الحادث بين خطاب وتأثير العولمة وبين الحس المتنامي بالذات الوطنية. فقد أثر هذا التناقض على المنتج القومي حيث إنه تاريخيا كان هناك تلازم بين التوجه الوطني وتطور الدولة الحديثة, ومن أجل الوصول إلى فهم أعمق لأيديولوجيا الخطاب الوطني لابد من البحث في كيفية صياغة هذا الخطاب للعالم الغربي, وذلك من خلال دراسة التلازم بين صعود الرأسمالية والاستعمار. وبالإضافة إلى هذا, فقد ارتأى المؤتمر وجوب البحث في ديناميكيات ما بعد الكولونيالية التي عقدت العلاقة بين رأس المال والدولة والأمة. في ضوء كل هذا ركز المؤتمر على البحث في خصوصية الخطاب الوطني في النظام العالمي الجديد وذلك عبر طرح المحاور التالية:

          - هل مازال المفهوم التقليدي للخطاب الوطني يتحكم في العلاقات الدولية? أم أن العولمة ونظريات ما بعد الكولونيالية أدت إلى ظهور الخطاب المابعد وطني? Post nationalism.

          - هل يعد إلى الأذهان خطاب العولمة المشروع الإمبريالي القديم? كيف أعادت العولمة صياغة الأمة? هل أعادت صياغة نظريات الجندر (الجنسوية) والطبقة والجنس? أم أن التحالفات القائمة على أساس الجندر والطبقة والجنس شكلت أسسا للمقاومة?

          - كيف يمكن إعادة تقييم التحالفات الحادثة داخل حدود (الأمة)? ما الدلالات التي يقدمها التفكيك المتعارف عليه للأمة تحت ضغط العولمة للذات subject? هل أدى ذلك إلى ظهور مفاهيم جديدة للانتماء الثقافي?

          - هل يمكن للتهجين hyliridity (الكتابة بلغة أخرى) والترجمة أن يتغلبا على قصور الخطاب الوطني وأن يقوما بحل مشكلة الانفصال بين العالمي والمحلي?

          ولأن المؤتمر اعتمد في منهج التناول على تداخل المجالات inter...disciplinary, فقد تناول المشاركون والمشاركات هذه المحاور عبر البحث في الموسيقى مثل البحث الذي قدمه فيديريكو سبنتي عن الموسيقى في طاجكستان بعنوان (موسيقى مَن? الأصوات العالمية والمحلية في ديناميكية بناء الهوية في طاجكستان), وكذلك السينما حيث قدمت أكوسو أوستور بحثا بعنوان (نظريات السرد في سينما جنوب آسيا وغرب إفريقيا). بالطبع كان للأدب نصيب كبير وبالتحديد الأدب الإفريقي والهندي إذ يظهر فيهما تجليات الصراع بين المحلي والعالمي بالإضافة إلى كل تبعات الاستعمار وبالتالي خطاب ما بعد الكولونيالية.

          وكان لافتا للنظر الورقة التي قدمتها بانيتا باري أحد أهم المنظرات في مجال نظريات ما بعد الكولونيالية. فقد تناولت دور المثقف في النظام العالمي الجديد والإشكاليات التي يواجهها في معارضته للنظام القائم داخل وطنه والنظام العالمي, واعتمدت في ذلك على آراء مفكرين عدة منهم أنطونيو نجري وإدوارد سعيد

د.شيرين أبو النجا

 

   

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




الدكتورة سعاد سليم تتوسط الدكتورة لميا شحادة والدكتور وجيه كوثراني





صورة تذكارية للمشاركين أمام أتيليه الإسكندرية





الجائزة وروايتان فائزتان





الجائزة وروايتان فائزتان





الجائزة وروايتان فائزتان





صورة من مؤتمر اليونيسيف