مباركٌ شَهركُمْ هذا.. وليلتُكم |
أنوارُها أخجلَتْ كلَّ
المصَابيحِ |
شهر المحبّةِ والإحْسانِ
طلعَتُهُ |
يمنٌ وَمَأْتاهُ تَرْويحٌ عن
الرُّوح |
نهارُه بَيْنَ تسبيحٍ ومخْمصَةٍ |
وليلُهُ في قيامٍ أوْ
تَراويح |
طُوبى لمن يكبحُ القلبَ الجموحَ
به |
وهو الذي في سواه غيرُ
مكبوح |
فكم مُراءٍ توارى فيه زلّتَهُ |
خلف (العُوينات) أو حول
المَسابيحِ? |
وكَمْ أَخي جَشِع رغم الصيامْ به |
ترَاهُ مُسْتَكْلباً مثْلَ
التَماسِيح? |
وكم مُطَفِّفِ ميزان ومُنْقِصِهِ |
صِيامُهُ فيه لم يظفَرْ
بترجيح? |
كلُّ الشياطين في الأغلال رازحةٌ |
تبكي بدمعٍ على الخدين
مَسْفوحِ |
إلا شياطينُ أهل الشّعر فهي كما |
أظُنّها ظفِرت فيه بتسريحِ |
من قال إنّ الهوى والشعر قد
مُنِعا |
في شهره.. وهو شهر القلب
والروح |
تصفو القلوبُ به من كلّ
مُوجَدَةٍ |
ولا تضنُّ بمَبْذُول
ومَمْنوحِ |
فمن تَصدَّقَ أوْ واسى أحبّته |
يفُزْ بأعظم مَرْدودٍ
وَمَرْبوح |
هِلالُهُ قد بدا في الأفْقِ
مؤتلقاً |
مُرَدّدا - قبْله - أحْلى
التّواشيح |
إن لم نُطهّرْ به الأرواح من
دَرَنٍ |
ونُلْجم الفم عن لغو وتجريح |
فقد جَنَحْنا كثيرا عن
مَحَجّتِهِ |
فالصَّومُ تأتى لتقويم
وتصحيح |
لكنَّ أهلَ الهوى مهما فعلت بهم |
لا بُدّ من هفوةٍ تسري مع
الرّيح |
فرُبَّ نظرةِ جفنٍ من محجّبةٍ |
نتاجُها ألفُ مطعون
ومَذْبوح |
تعرّضَتْ لي - ولم أشْعُرْ -
مُصادَفَةِ |
فكدْتُ أُفْضي إليها
بالتّباريح |
ما كان في البال أنّي قد
أقابِلُها |
وأن أعودَ سليماً غيرَ
مجروحِ |
فهل ترى قرأَتْ ما دار في خَلَدي |
وهل ألَمَّتْ بلميحي
وتَلْويحي? |
وِزْرِي عليها.. ولكني
سأحْمِلُهُ |
عنها وأكْتُمُ ما بي من
تباريحي |
أسَبّحُ اللّهَ في آيات
صنْعَتِهِ |
فيها.. فهل سَمِعَتْ بعض التسابيح
|