بـئـس الـعـثـرة

بـئـس الـعـثـرة

يا أُمَّ عليّ

من فضلِكِ لا تُصغِي لأقاويلَ

يردِّدُها أهلُ الحيّ

هي محضُ أَبَاطيلَ

فلا تثِقي - أرجوكِ -

بما قد قيلَ

وما سوف يُقالُ..

أنا ما كنتُ ضعيفاً في ذاكَ اليومِ

حرامٌ أن أُغْبَنَ!

ما كنتُ - كما تدرينَ - لأَجبُنَ...

كم جاهرتُ برأيي

لكن ماذا كان عساهُ يُفيدُ الرأيْ?!

وتظاهرتُ...

وحرَّضتُ زميلي في العملِ...وجارِي

وجعلتُ شِعارِي:

فَلْيسقُطْ عهدُ الجهلِ...

ليسقطْ عهدُ الذِّلةِ والبغْيْ

لكني فوجئتُ بخَصْمٍ مُقتدَرٍ

وقويّ

وتكالبَ حشدٌ من كلِّ مكانٍ في القُطْرِ

... عليّ

فأخذتُ أُقاومُ...

حتى خذَلتْنِي ساقايَ..

وماذا كنتُ لأفعلَ هذا اليومَ

لساقيّ?!

لا شيءَ..

سوى أني رحتُ أردِّدُ:

بئسَ العثرةُ

ثم جعلتُ أُواسِي نفسي, وأقولُ:

أنا لستُ بأولِ من غلبْتهُ الكثرةُ,

ثم عزمتُ على أن أقتلَ نفسي

قلتُ: فما دامَ هو الموتُ..

إذنْ بيديّ!

لكنْ... سَبقْتني أيدِى الحُرّاسِ إليّ

قَادوني في التَّوِّ...

إلى أن وقفوا بي عند كبيرٍ لهمُو

في أقصى البهْوِ

وقالوا: اركعْ

قالوا: امشِ على أربعْ

قالوا: قُل أغواني الشيطانُ...

ولكنّي الآنَ ندمتُ... وتبتُ

فقاومتُ... ولم أخضعْ

قالوا: قل يَحيا السلطانُ

.. فلم أصنعْ

قلتُ لهم: كيفَ?

وهذى نُذُرُ الطوفانِ

... تلوحُ لعينيّ!

قالوا: لكنَّكَ لو لم تَقُلِ الآنَ..

سملْنا عينيْكَ

وأفقَدْناكَ الوعيْ

ثم مضينا..

وتركناك هنا: نسيّاً مَنسِياً!

وكذلِك يا أمَّ عليّ

تجدينَ الآنَ أمامَكِ

شخصاً آخرَ:

أَعْمَى... وعَيِيّ

من فضلِكِ..

هاتي قلمِي ودواتِي

أتمنَّى لو أمليتُ الآنَ عليكِ:

خلاصةَ مأْساتِي

أعلمُ أن اللفظةَ هيِّنةٌ

والشِّعرَ عصِيّ

لكني سأحاولُ...

مَن يدرِي!

فلعلِّي أنجحُ...

لو أن ملائكةَ الشعرِ أعانتْنِي

وعسايَ سأُفلِحُ...

إن فتحَ اللهُ عليَّ!

 

حسن طلب