حال الزجاج عدنان مصطفى

حال الزجاج

شعر

يا حَبيبيْ: عَادَنِي أمْسُ القمَرْ جَسَّ صَدْريْ: رَامَ تَشْخِيصَ الخَطَرْ (1)
حَارَ فِي تَفْسِيرَ إرْهَاصٍ غَشَيْ طائِرَ القلْبِ, فَأعْيَاهُ المَفَر ْ(2)
لمْ يَجِدْ في عُمْق رُوحِي بَارِقًا مِنْ سَنَا عَيْنيكَ, إذْ يَحْلُو السَهَرْ (3)
سَأَلَ الأنْجُمَ عَنْ حلْمٍ لَنَا فَبَكَتْ مِنْ قهْرِهَا حُكْمَ القدَرْ (4)
ثُمَّ تَاهَتْ ضِمْنَ كَوْنٍ مُظْلِمٍ مِثْلَمَآ قَلْبُكَ, بالشرِّ عَثُرْ! (5)
قالَ: (إنّي شَاهِدُ عَهْد الهَوَيْ, وَاجِبِي لَومُ الذي فِينَا غَدَرْ) (6)
قلْتُ: (لا تَحْزَنْ, أزلْ عَنِّي الضَجَرْ كان قلْبي مِنْ زُجاج وانْكَسَرْ) (7)
مِنْ عَهْدِ عِشْقِي صَارَ الشوْقُ يَحْكُمُنَا يا حادِيَ العِيس ماذا بَعْدُ تَنْتَظِرْ?


-------------------

1- تلازم وجودي مع تناوب حركة القمر التي جاء وصفها في علم الأفلاك (Astrology)), بأنها: نهج الأنغام (Rhythms) الناظم للتجاوب الذاتي للكون, ومعيار المحاكاة والاستجابة المستقل. علما بأن برج السرطان الذي وضعني القدر فيه ولادة, متلازم حقا مع القمر. لهذا فإنني لا أقوم بعمل قدري إلا بشهادة القمر, خصوصا وهو في حال كماله. وباعتباره شاهد أحداث مميزة في أشهر أيار (مايو) من حياتي, التزمت والقمر برعاية أقدارنا المشتركة المتلازمة, لهذا جاء لزيارة قلبي الحزين.

2- الإرهاص = stress, وهو ضغط البقاء الدنيوي على وجودي. الطائر = خير مخلوق توكل على الله, وطائر القلب = عمل الإنسان الذي قلده, فلا طير إلا طير الله ولا أمر إلا أمر الله, فأين المفر?

3- لقد مسح الفراق الظالم رؤية ومض عين المحبوب خصوصا عند سرور الأخير بحرارة اللقاء.

4- القدر = ما يقدره الله عز وجل, والفراق واللقاء هما من أحكام القدر, وفي الحديث النبوي الشريف: من جعل الهموم هما واحدا هم المعاد, كفاه الله سائر همومه, ومن تشعبت به الهموم لم يبال الله في أي أوديتها هلك).

5 و6- يريد الله اختبار النجوم بجعلها تتيه في ظلام الكون بين حين وآخر, وهي معرفة تتفق مع النظرية الموحدة العظمى لأخي في الإسلام والعلم المغفور له الأستاذ الدكتور محمد عبدالسلام, ولهذا جاء اختبار طرفي عهد الهوى المعقود بيننا, فوقع الطرف الآخر غيري في ظلام الخيانة والشر.

7- أعتقد أن جسم الإنسان من تراب, وتميز بنيان القلب من عنصر السيليكون المتاح في التراب عمومًا, والسيليكون هو رحم الزجاج, لهذا يجب ألا نستغرب من تبلور قلبه صفاء أن ينتابه الكسر بمطرقة خيانة الآخرين لعهده, كما حدث لي.

 

عدنان مصطفى