خالد أبوبكر أحمد وأشرف أبواليزيد

خالد أبوبكر أحمد وأشرف أبواليزيد

رئيس المجلس القومي الأمريكي للشباب المسلم
أسعى لإنشاء (لوبي إسلامي) في الولايات المتحدة

  • مطلوب دعم الشباب الأمريكي المسلم ليواجه الفتنة!
  • المهاجرون المسلمون للولايات المتحدة يصدرون مشكلاتهم الإقليمية للمجتمع
  • منظمة المؤتمر الإسلامي اجتمعت لتعريف (الإرهاب) وأخفقت

كانت هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 نقطة تحول جذرية في موقف الولايات المتحدة تجاه الحركات الإسلامية والتجمعات التي تنتمي للإسلام, مما جعل المسلمين هناك يمرون بأوقات عصيبة, يحاولون خلالها استعادة الصورة الحقيقية للإسلام دينا للسلام والتسامح والتراحم, وسط جماعات ضغط عرقية - يهودية على الأغلب - تسيء للإسلام ومعتنقيه.

من هنا تأتي أهمية (المجلس القومي الأمريكي للشباب المسلم) الذي يرأسه خالد أبو بكر أحمد وهو شاب أمريكي مسلم تتسع رؤيته - حين يتعلق الأمر بما يعانيه العالم الإسلامي من ضعف, وهو ما جعله يمزج بين اهتمامه بالسياسة وإيمانه بدور الاقتصاد, باحثا عن سبيل للخروج من ذلك النفق المظلم الذي وجد فيه أبناء أمته الإسلامية, وهو نفق ربما كانت بدايته مع أحداث سبتمبر, لكن نهايته لم تُعرف بعد.

ويلتقي ضيفَ (وجها لوجه) واحد من أسرة تحرير (العربي), هو الشاعر والناقد التشكيلي أشرف أبو اليزيد, الذي صدرت له أربعة دواوين: (وشوشة البحر) و(الأصداف) و(ذاكرة الصمت) و(فوق صراط الموت) وكتاب نقدي حول التجارب التشكيلية المعاصرة بعنوان (سيرة اللون).

  • لقد درست في مدرسة ابتدائية إسلامية في فيلادلفيا, قبل أن تنهي المرحلة الثانوية بتفوق, وتلتحق بجامعة القديس جوزيف, حيث بدأت ما يمكن تسميته رحلة الوعي بالجذور, فما دوافع ذلك, وكيف غيّرت من موقف الجامعة التي كانت تدعم النظام العنصري في جنوب إفريقيا?

- قد أعود بك إلى البدايات الأولى, إلى نصيحة والدي كليهما لي: انطلق وتقدم وكن قائدا, أو فلتفسح الطريق لسواك. آمنت بأن علي أن أفعل شيئا, تلك الفلسفة هي النبراس الذي أضاء طريقي, وهي أيضا التي رسخت فيّ الاهتمام بأمتي, وهم المسلمون, الأمريكيون من أصل إفريقي, وهو الاهتمام الذي تحول إلى التزام بدعم الأمريكيين السود اقتصاديا واجتماعيا وتعليميا, وإلى التزام مرافق تجاه الأمة الإسلامية, لذا خلصت إلى أن تكون مسيرتي مكرّسة لهاتين الجماعتين.

وكانت دراستي حتى نهاية المرحلة الثانوية في مدارس إسلامية, التحقت بعدها بكلية كاثوليكية, ولم يكن ثمة تغيير كبير, فلقد كان لدي دائما سواء بين الجيران أو رفقاء النادي أو زملاء الدراسة أصدقاء مسيحيون ويهود. ولم أقصر حياتي على معرفة المسلمين فحسب, وكنت أزور هؤلاء ويزورونني, آكل عندهم, ويأكلون عندي, حتى اليوم, وهي الحال نفسها مع أبويّ.

لقد أرادا لي أن ألتقي بالجميع, وأن أعيش مع الجميع, وألا يكون اهتمامي منصبّاً فحسب على من يشبهني شكلاً أو يماثلني إيمانا.

لذا عندما نظمت مسيرة احتجاج في الجامعة - مع مجموعة من زملائي داخل مكتب رئيس الجامعة - استطعت مع هؤلاء أن نغير سياسة الجامعة التي كانت تستثمر أربعة ملايين ونصف المليون دولار في مشروعات ترعاها حكومة جنوب إفريقيا التي كانت تطبق سياسة التفرقة العنصرية, وقرر مجلس إدارة الجامعة - بعد عدة مناظرات - أن يتم تحويل الاستثمار إلى خارج جنوب إفريقيا في بلدان أخرى.

وفي الجامعة درست (الإنجيل) لاهتمامي بالدراسات اللاهوتية, وحينها تأكد لي كم هو عظيم وإيجابي ديننا, الإسلام, وكم هو بديع (القرآن الكريم) الذي لم ينله التغيير والتبديل اللذان حدثا للكتب السماوية التي سبقته. ولكن المثير أنك تستطيع أن تجعل من الإنجيل نافذة تدعو منها للإسلام.

  • كنت رئيسا لحزب الديمقراطيين الشباب في فيلادلفيا بين عامي 1986 و1989, بل كنت أيضا أول شاب يعين عضوا في لجنة ولاية بنسلفانيا للديمقراطيين. حدثنا عن هذه الفترة, وكيف تربط اهتمامك بالسياسة بعلاقتك بالدعوة?

- تعرف أن لجنة شباب الديمقراطيين كانت بمنزلة بذرة الإلهام للشباب وحثهم على العمل, حتى يصبح لهم دورهم السياسي في الحياة, فالمعرفة بهذه الأدوار تجعل من الشباب قوة فاعلة في الحزب الديمقراطي, وخاصة لاهتمامنا في الحزب بالدور الاجتماعي, وهو ما ننشده أيضا, باعتبارنا من الأقليات, أو المهاجرين, عكس الحزب الجمهوري الذي يعد حزبا للرجل الأبيض وحسب, حتى دون إشارة للمرأة البيضاء.

المهم أنني كنت في 1996 أول شاب مسلم يدخل البيت الأبيض (ضمن برنامج المتدربين)...

والحق أن الرئيس بيل كلينتون كان شخصا استثنائياً, ومازلت أكن له إعجابي الشديد, وأعده أفضل رؤساء الولايات المتحدة, بحسّه الذي يحافظ على التواصل مع الآخرين, وقدرته على تحقيق الموازنة المطلوبة, وحرصه على الانخراط - شخصيا - في الصراعات الدولية, وأن يكون له دور فيها, فضلا عن شخصيته الكاريزمية, التي لها أن تقود, وبغض النظر عن مشكلاته الشخصية, فإنه كان يضع بلاده على المضمار الصحيح, دعني أذكر لك حادثة طريفة مرت بي في البيت الأبيض, وقد علّمونا ألا نخاطب الرئيس إلا إذا خاطبنا, ومرّ بي كلينتون, وقرأ اسمي (خالد أحمد) المكتوب على شريط التعريف على سترتي, فبادأني بالتحية: السلام عليكم. ورددت عليه: أهلا, كيف حالك? فأجابني: ليس هذا ما تقولونه في العادة. وأدهشني... لم أستطع النطق... فقال: وعليكم السلام هو ما يجب قوله! فقلت له: وعليكم السلام.

  • سألت خالد أبو بكر الذي أراد التبحر في دينه - بعد الشهادة الجامعية - فحصل على منحة لدراسة الدين الإسلامي في جامعة الأزهر, وتركته يتحدث عن تلك الفترة, التي عدّها من فترات التحول:

- كان ذلك في العام 1991, بمنحة قدمتها رابطة العالم الإسلامي, في مكة, وحين وصلت للأزهر, قالوا لي: لقد اعتقدناك تتحدث باللغة العربية, ولم يكن لديهم برنامج خاص بي, لذا كنت أذهب يوميا إلى شيخ الأزهر - رحمة الله عليه - الشيخ جاد الحق, طلبا للعون.

وكانوا يهنئونني - قبل مجيئي للأزهر - على أنني سأصبح شيخ الإسلام, تلك هي الفكرة السائدة عن هذه الجامعة العتيقة, وبأنني سأعود إماما كبيرا, لكنني - والحق يقال - لم آت إلى الأزهر لأكون عالما في الدين, إنما جئت لأزيد من معارفي ومداركي حول الدين, كإنسان مسلم, وكيف أصبح شخصا أفضل حالا, وكيف أفهم تعاليم الله, وطاعته حتى أدخل الجنة. ولذا ذهبت إلى الأزهر الشريف.

وقد وفر لي شيخ الأزهر معلمين, كان أحدهما معي بصفة يومية, وقد قاما بمهمتهما على أكمل وجه.

أما أكثر ما أدهشني, فهو لقائي بمسلمي العالم كافة في ذلك الصرح الكبير, مسلمين من إفريقيا وآسيا خاصة, من عشرات البلدان, من الجمهوريات الإسلامية المستقلة عن الاتحاد السوفييتي, وغيرها, كانت تجربة لا تُنسى, تستمع فيها إلى أحوال المسلمين في بلدانهم, دينيا وثقافيا واقتصاديا.

أما الجانب السلبي, فإن جامعة الأزهر, لم تكن مجهزة بالشكل الكافي لاستقبال ثقافات غربية, على سبيل المثال, لم يسبق لي أن أكلت بيدي, وهذا جزء من ثقافتي التي نشأت عليها, وفي الكافتيريا لم تكن هناك أدوات طعام كالسكين والشوكة, بل أضف إلى ذلك: الحمامات التي كانت تمثل كابوسا لأنني لم أعتد على استخدام هذه الحمامات. يجب أن نلاحظ أن الإسلام موجه للغرب وللشرق معا. بل وأؤكد لك أن الإسلام يتزايد في الغرب وليس في العالم العربي, لذا نريد تعليما إسلاميا مؤهلا ومجهزا للثقافات الغربية.

  • زرت العديد من الدول الإسلامية, في إفريقيا وخارجها, قبل أن تنشئ (المجلس القومي للشباب الأمريكي المسلم) هل تعتقد أن هذا المجلس يمكن أن يمثل همزة وصل بين مسلمي العالم, أو أن بإمكانه أن يصبح قوة ضغط داخل الولايات المتحدة?

- المجلس قوامه الشباب مثلي, ونحن مجموعة صغيرة عددها 13 شخصا, ولدينا توجهان, الأول أن يتحدث الشباب إلى أقرانهم, ومن هم في مثل أعمارهم, والتوجه الثاني هو أن يتأكد لنا اهتمام هؤلاء الصغار بدينهم, وسط كل مظاهر الفتنة, والفتنة في الولايات المتحدة أشد مما هي في الشرق, والغرض الأساسي هو جعل اهتمامهم بدينهم دائما, سواء من خلال حلقات أو اجتماعات أو أي ممارسة أخرى, بسهولة, ويسر, نذكرهم بمبادئ الإسلام, فالكثير ممن يعتنقون الإسلام في الولايات المتحدة من الشباب يظل والداهما أو إخوتهما على دينهم, وهم يريدون ذلك الدعم الروحي, وهو ما نسعى لتوفيره, وعليه أيضا هو أن يتقبل بقاء عائلته على دينها لا أن يصارعها, وأن يكون نموذجا للمسلم الصحيح.

وربما لن يكون ذلك متاحا ما لم يتوافر ما ندعو إليه من وجود برنامج تبادلي, لدعوة مسلمين من الولايات المتحدة, إلى بلد مسلم, ليعيشوا تجربة وجودهم كمسلمين في بلد إسلامي. إن وجودهم في بلد مثل (الكويت) سيكون نموذجا هائلا.

كما أنني أحاول منذ 1996 توفير برنامج لتدريب الأئمة, المختارين من قبل المسلمين الأمريكيين, وهو عكس ما يتم الآن, حيث يقوم أحد مسلمي الولايات المتحدة باتخاذ مكان للمسجد ثم يبدأ هو بالقيام بدور الإمام, هكذا دون تدريب أو ممارسة, وليست هنا (في الولايات المتحدة) مدرسة لتخريج الأئمة! فليأتوا إلى هنا - الكويت - مثلا, ليدرسوا عدة شهور, وباللغة الإنجليزية, كل ما يهم المسلم: الطلاق, الزواج, فقه الأقليات, قواعد الإسلام, الميراث. هل تعرف ذلك الشاب صغير السن الذي انضم لطالبان, لاشك أنه اعتنق الإسلام حبّا في هذا الدين الحنيف, لكنه لم يجد من يوجهه, وكان من الممكن أن أكون أنا مكانه, لكن الله أنقذني, لقد سلك هذا الصبي الطريق الخطأ, لأنه لم يوجد في الولايات المتحدة إمام, يشرح له الإسلام الحقيقي, لقد وقع في الأيدي الخطأ, وأصبح ضحية طالبان. التحدي الكبير أمام مسلمي العالم - وخاصة داخل الولايات المتحدة - هو إظهار تسامح الإسلام ودعوته للسلام. وسماحته مع الأديان الأخرى, لقد لاحظنا أنه على مدار سنوات كان المسيحيون يذهبون إلى البيت الأبيض لإضاءة شموع شجرة عيد الميلاد, كما كان اليهود يذهبون في عيد الفصح, وتعجّبنا لم لا يذهب أطفال المسلمين في عيدهم للبيت الأبيض? كتبنا أكثر من مرة للمسئولين حتى كفّوا عن رفضهم, وقالوا: نعم. وذهبنا مع مجموعة من المسلمين الشباب, وقدمنا هدية بديعة للسيدة هيلاري كلينتون خلال عيد الفطر عبارة عن ترجمة لمعاني القرآن الكريم, في حافظة فاخرة.

إن مانسعى إليه أيضا هو أن يكون هناك بين شباب الولايات المتحدة حوار, بين المسلمين والمسيحيين واليهود, وألا يناقش هذا الحوار السياسة أو الدين, بل الحياة ومشكلاتها, والقضايا التي تهم الشباب في أمريكا, وحين ندعو الشباب غير المسلم لزيارتنا, نجعلهم يشاهدوننا كيف نمارس عقائدنا: الوضوء, الصلاة, وفلسفتنا هي الحوار, وأن نكون جيرانا مميزين في تعاملنا مع الآخرين, وأن نتبادل آراءنا معهم.

  • وإلى من تتوجهون بدعوتكم?

- إلى طلاب المدارس الثانوية, وقد استطعنا - بالاتصال بالمدارس الحكومية - أن نحفظ للمسلمين في تلك المدارس حقوقهم الدستورية في ممارسة العبادة, وأن تخصص 15 دقيقة يوميا للصلاة, كما حققت لنا المدارس الأمريكية المختلطة رغبتنا في السماح للبنات بارتداء الزي الإسلامي خلال دروس اللياقة البدنية, هذه كلها حقوق كفلها لنا القانون الأمريكي, هذا القانون نفسه يسمح لي بالصلاة في أي مكان, حتى أمام البيت الأبيض.

  • تصر في معظم المحاور التي تتناولها من خلال محاضراتك ومداخلاتك في وسائل الإعلام على أهمية وجود بنك إسلامي في الولايات المتحدة, هل تعتقد أن وجود مثل ذلك الهيكل المصرفي قادر على التغيير الذي تنشده?

- هنا أتحدث عن الدعم المطلوب, دعم المسلمين الموجودين في أقوى دولة في العالم, هذا الدعم سيجعل للمسلمين صوتا قويا, داخل الكونجرس, وفي المؤسسات الأخرى, وذلك لن يكون إلا من خلال إقامة مؤسسات مالية, دون شرط الانصياع للعالم العربي, فالإسلام ليس ديانة عربية, إنما هو دين عالمي, ونحن كمسلمين في الولايات المتحدة, نريد أن نتعلم, وأن نحظى بتعليم ديني إسلامي أيضا, وأن نصبح مستقلين اقتصاديا. ومن هنا تبرز أهمية وجود بنك إسلامي في الولايات المتحدة, يقام على أسس قانونية سليمة, وهو أمر متاح ومشروع.

  • هذا مشروع تحبطه ردود الفعل ضد المسلمين بعد أحداث 11 سبتمبر?!

- هذا حدث مرّ عليه ثلاثة أعوام, ولكن قبل ذلك لم يكن هناك أي مشروع مماثل, ولم يوجد حتى فرع لبنك إسلامي. والعالم الإسلامي يستطيع الكثير, فلو وفرت كل دولة من الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي (وعددها 57 دولة) 100 ألف دولار سنويا لإقامة هذا المصرف, فتخيل حجم التمويل الذي يستطيعه هذا البنك. وهو مبلغ مساهمة ضئيل إذا قيس بالنفقات المبذولة هنا وهناك.

  • وهل من شأن ذلك منح الفرصة لخلق جماعة ضغط إسلامية داخل الولايات المتحدة, أم أن هناك مشكلات أخرى تستعصي على الحل?

- نعم, مشكلة أخرى مهمة وهي أن المسلمين الآتين إلى الولايات المتحدة, يصحبون مشكلاتهم معهم: يتحدث العرب في خطبة يوم الجمعة عن فلسطين, والهنود والباكستانيون عن كشمير, وهكذا, كلُ استورد مشكلاته وراح يتحدث عنها في مجتمع لا يهتم إلا بمكافحة المخدرات ومعالجة البطالة وغيرهما من المشكلات المحلية.

بل إن المثير أن سلوك المسلم - الذي قد يفتتح محلا تجاريا صغيرا - يتعارض مع تعاليم دينه, ففي حين يعلق الآيات القرآنية في المحل, ويطلق عليه اسما إسلاميا, نجده يبيع لحوم الخنزير والخمور, وهو هنا يفقد دينه المصداقية من قبل الآخر.

القضية الفلسطينية أكثر من مهمة للعرب وللمسلمين, وأنا أعتقد أن دبلوماسية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط لن تتغير في دعمها لإسرائيل, بغض النظر عمن سيكون رئيسا للولايات المتحدة, ولذلك, فإن الناخب الأمريكي حين يختار رئيسه, أو نائبه لا يغيب ذلك عن ذهنه. لقد أعطى غالبية العرب أصواتهم لبوش, وأعطيت صوتي لكل من آل جور, وليبرمان, مثلي كالأفارقة المسلمين, لأن آل جور - الذي يعلن دعمه لإسرائيل - كان سيكمل سياسات كلينتون في زيادة الأجور ودعم الجالية الإفريقية ويفتح أبواب العمل وساحات الاقتصاد.

والولايات المتحدة لن توقف مسيرة وجود دعم ولوبي إسلامي بها. بل ولن تمنع وجود قناة إعلامية بالإنجليزية تخاطب الشعب الأمريكي, فقط المال هو المطلوب, ولدينا الموارد.

تعرف أنني زرت ماليزيا لمؤتمر دعت إليه منظمة المؤتمر الإسلامي, يناقش تعريف (الإرهاب), وكم أحزنني ما حدث في هذا المؤتمر, فبعد أيام من الخطب الرنانة لم يصل المجتمعون لتعريف محدد للإرهاب, خلال ثلاثة أيام من الكلام والكلام, انتهى الأمر بترك تعريف الإرهاب للأمم المتحدة, ولم يقرر 57 عضوا بالمنظمة تعريف الإرهاب!

  • في العام 2010 سترتفع نسبة مسلمي الولايات المتحدة من 0.4% إلى 4.1%, وهي نسبة تفوق نسبة اليهود حينئذ, فهل يمكن الاستفادة من هذه النقلة الديموجرافية في إعادة صياغة للسياسة الأمريكية داخليا وخارجيا?

- شاع الدين الإسلامي بين المسلمين من أصل إفريقي لأنهم وجدوا فيه دواءهم. تعرف أنتم في (العربي) نشرتم مقالا عن تجارة العبيد التي راح ضحيتها أفارقة - كثيرهم مسلمون - والأمريكي من أصل إفريقي يجد العودة للإسلام, عودة إلى جذوره أيضا. فالإسلام يمنح الأمل في المستقبل بالنسبة لهم, وهم الذين يعانون اجتماعيا واقتصاديا. الإسلام له هذه القوة السحرية الجاذبة. إنه إجابة لذلك الحنين للجذور, ودعاء بالأمل. تعرف أن كثيرا ممن يواظبون على الذهاب للكنيسة السوداء, يتحولون للإسلام!

وهناك ندوات تقيمها هذه الكنائس تحاول الإجابة عن سؤال: كيف نوقف تحول هؤلاء المسيحيين السود إلى الإسلام?

ويتعجبون سائلين: ما الذي يتحدث عنه محمد (صلى الله عليه وسلم) ولا يقوله عيسى (عليه السلام)? والواقع كما نعرف نحن كمسلمين أنهما عليهما الصلاة والسلام يتحدثان عن الشيء ذاته والتعاليم ذاتها.

وعلينا أن نتخذ نقاط انطلاق ليكون المسلمون في كل وظائف المجتمع: قضاة ومحامين وسياسيين. وهم يستطيعون أن يغيروا السياسة الأمريكية, وسيغيرونها حين يتحدثون عن القضايا الأمريكية, وحين يتحدثون إلى المجتمع الأمريكي.

  • ما مدى تعاونكم مع الهيئات الأكاديمية والمؤسسات الأخرى, مثل الجامعة الإسلامية الأمريكية, ومؤسسة الحوار بين العرب والولايات المتحدة?

- أعتقد أن تجربتنا في الحوار مع غير المسلمين كانت أكثر جدوى, ولدينا في واشنطن عدة منظمات تعنى بالشأن السياسي, مثل المهاجرين, وهؤلاء ليسوا على قائمة السياسيين, فالسياسي يعنى بأعضاء المجتمع, فيما هؤلاء من بينهم من وصل البلاد منذ أيام, وتشي بذلك لكنته في السوبر ماركت وفي الشارع, إنهم ليسوا أرقاما في قائمة السياسي, الباحث عن الأصوات ومانحيها فالأمر كله لا يعدو كونه لعبة, لعبة أرقام: كم صوتا ستمنحني, وكم ستدفع لتمويل حملتي الانتخابية. وأعتقد أن الشعب الذي يقبل بأن ينتخب يهوديا, يمكنه تقبل انتخاب (عبدالرحمن) أو (عبدالله) أو أي مسلم آخر. المهم ما هي أجندته.

وعودة إلى الإسلام في الولايات المتحدة, فأنا لا أعتقد بوجود (ثقافة إسلامية) واحدة, بل عدة ثقافات إسلامية,ولا توجد أنشطة إسلامية ثقافية تجمع المسلمين داخل الولايات المتحدة في إهابها.

  • وماذا عن الدوريات, والإصدارات الأخرى?

- توجد دوريات, لكن معظمها ينحصر تأثيره داخل المجتمع المسلم. ولا تؤسس لتأثير خارجي, حتى أن هناك عدة مواقع على الإنترنت, لكنها لاتزال محدودة, لأنها لا تنشئ نشاطا ثقافيا. وما نحاول تحقيقه هو إنشاء (متحف إسلامي) في واشنطن العاصمة, يعرض المخطوطات التاريخية, ونسخ القرآن الكريم الشاهدة على عصور التدوين المختلفة, ففي الولايات المتحدة متحف يهودي, ومتحف لذكرى الهولوكوست, ولكن ليس هناك متحف إسلامي.

ويمكن أن تمنحنا الحكومة الأمريكية الأرض لإقامته, ولكن عندما ندعو العالم الإسلامي لتمويله سيكتفي الجميع بالتمني: إن شاء الله. وهذا مثال حي, فوجود متحف إسلامي في عاصمة أقوى دول العالم, فرصة نادرة.

  • هذا هو حلمكم الوحيد.. أم أنه بداية الأحلام الكبرى?

- لعله البداية, لكن الأهم أن يحصل الأمريكي المسلم على استقلاله المالي, وعندها سينطلق ليحقق كل أحلامه.





 





 





جامع واشنطن





الرئيس الامريكي يشارك المسلمين الامريكيين أحد الأعياد





مسلمون يتظاهرون في بروكلين ضد الارهاب





مسلمون من أعراق مختلفة على الارض الامريكية





ينوي خالد أبو بكر دخول الكونجرس الأمريكي , ليكون - إذا انتخب - أول مسلم به, وحينها ربما يحقق أمنياته في إبراز بعض القضايا التي تعني العالم الإسلامي, والأقليات الأمريكية الأخرى