النجاة . . من مخالب القط تقي محمد البحارنه

شعر

ضقت بالسجن وحشة وانتظارا

وتحررت عنوة واقتدارا

أيها البلبل الموله بالحقل

هنيئا لك الخمائل دارا

سوف تبني غشا، وتنهل عذبا

وتعب الشذى، وتجني الثمارا

قد ملكت الفضاء- رغما- فحلق

فيه حرا وعانق الأطيارا

مذ ألفناك: منظرا يبهج العين

ولحنا تحرك الأوتارا

جل من أودع الجمال بعطفيك

اصفرارا يمازج الاخضرارا

نسج الحسن حول جسمك بردا

وعلى منكبيك ألقى إزارا

تطرق السمع للبلابل تشدو

وإذا أمسكت.. تتم الحوارا

تتنزى في السجن نزوة حر

ضيقت حوله القيود المزارا

لك عين سهرانة أتراها

حملت من لظى الجوى أسرارا

فألمت بها سحابة حزن

لأليف عن ناظريك توارى.

أم تراها رقيبة تتوقى

خطر النائبات.. والأقدارا

في مقام ضنك وسجن صغير

سوروه، وزينوا الأسوارا

قابع في العراء إن أقبل الليل

تمنى.. لو تستطيع الفرارا

هجرتك القلوب في وحشة السجن

وألقت من فوقك الأطمارا

وتخلى الصغار عنك فأمضوا

وطرا وابتغوا لهم أوطارا

وأشاعت مخالب القط رعبا

وعيون غضبى تشع احمرارا

فرقت ذيلك الجميل وسلت

ريشه واعتدت عليك جهارا

ما لشيء جنيته غير صوت

مطرب ينثر الهوى أشعارا

وجمال وخفة والتفات

أسعدت يافعا وسلت صغارا

قد لقيت الأذى لأنك حر

وعلى القيد لا تطيق اصطبارا

هو ظلم على الضعيف ولكن

سلطة القهر تملك الأعذارا

كم برئ سواك- قد لزه الظلم

وجار.. لم يرع فيه الجوارا

 

تقي محمد البحارنه