عزيزي العربي

عزيزي العربي

تعقيب

وغرناطة أثارت الغرب

بالإشارة إلى استطلاع مجلة (العربي) (شمس الله تنير غرناطة) المنشور في العدد (547) يونيو 2004, أقول إن النقلة الحضارية إلى أوربا تمت عن طريق الأندلس وصقلية, وليس عن طريق الحروب الصليبية في الشرق العربي, فقد هاجر بعض الأندلسيين إلى أوربا, فحملوا معهم صناعة النسيج والملابس والصناعات الجلدية والآلات الموسيقية والحرف المختلفة, ومنهاالصناعات الحربية والتي مهّدت لأوربا غزو العالم.

ومن الملابس التي انتقلت إلى أوربا القبعة, والجبة, والعباءة, وبنطال ركوب الخيل, والملابس النسائية المختلفة, ويوجد لها متحف في إشبيلية.

أما بالنسبة للطربوش والعمامة, فهناك بعض اللوحات الزيتية في الأندلس من تلك الفترة تشير إلى أن بعض الأندلسيين في شبه الجزيرة الايبيرية كانوا يرتدون العمامة حول الطربوش, كما هو في المشرق العربي. وفي بلسنية وسرقسطة كانوا يرتدون العمامة وفوقها طاقية القش منقولة عن أهلها في اليمن. وهذه المنطقة تسكنها قبائل يمنية حتى يومنا هذا.

ويشكّل العرب في شبه الجزيرة الايبيرية حوالي 70% من عدد السكان , والذين خرجوا إلى المغرب عاد معظمهم إلى وطنهم الأندلس بعد فترة قصيرة.

كما يوجد في شبه الجزيرة الايبيرية 94 قبيلة عربية, وهذا العدد لا يوجد في بلاد الشام أو مصر أو الشمال الإفريقي عامة.

وقد هاجرت أعداد كبيرة من الأندلس إلى أمريكا الشمالية والجنوبية, بأسماء إسبانية وهم المعروفون باسم الموريسكيون.

ومن الموريسكيين الذين خرجوا إلى تونس قبل عام 1609م بسنوات قلائل محمد بن عبدالرفيع الحسيني الأندلسي, وله كتاب (الأنوار النبوية في آباء خير البرية).

ومن أحفاده عبدالقادر الجزائري أمير وهران الذي قاوم الاحتلال الفرنسي خمسة عشر عامًا ثم خرج إلى سورية, وعيّنه السلطان العثماني واليًا على درعا, واسمه الحقيقي عبدالقادر بن محيي الدين الحسيني, ومن أحفاده مفتي فلسطين المرحوم الحاج محمد أمين الحسيني, كذلك شهيد معركة القسطل عبدالقادر الحسيني.

نبيل كيالي
الإسكندرية - مصر

الحاجة إلى الكيان

عرض د.أحمد أبو زيد في مقاله: (هل يمكن إلغاء الدولة من الوجود?) في العدد (543) فبراير 2004م أفكارًا حول إلغاء الدولة/الأم وإحالتها - مثل هذه المجتمعات الصغيرة في إفريقيا - إلى أحد كبار أصحاب مزارع تربية المواشي الأوربيين المقيمين هناك حتى يديرها بالطريقة نفسها التي يدير بها أعماله, وكانت هذه الفكرة قد ذكرها الكاتب/جيمس مرجان في أحد مقالاته, ويطرح المقال فكرة عقد مقارنة للأفضلية بين أن تتنازل هذه الحكومات عن سيادتها لشركات خاصة تديرها كالمشاريع أو أن تبقى على حالتها من البؤس والفقر والتخلف.

ولكن: هل تدخل الكيانات البشرية, بكل ما تحتاج إليه من أمن وتعليم وحفاظ على المقدسات والهوية وعناية صحية واجتماعية وغيرها من احتياجات الشعوب الإنسانية, ضمن نطاق إدارة مشروع اقتصادي? أعتقد أن الفارق شاسع والهوّة سحيقة.

كما أن تنازل الحكومات عن بعض مسئولياتها لمؤسسات متخصصة, هذا يدور في فلك الاستثمار, وهو بدوره يؤدي لنتائج أفضل, ولكن هذا كله تحت إطار أمن وحماية الدولة ككل وليس استقلالاً تامًا عنها, فمازالت السيادة الأولى للحكومة الوطنية, وإن كان كثير من الدول يتجه الآن لتكوين تكتلات, فهذا لتكامل المصالح وتنمية قدرة الاستفادة من الآخر.

وإذا نظرنا - على سبيل ما ذكر الكاتب - فإننا نرى أن الاتحاد الأوربي هو تكتل غربي اتخذ مكانة لدوله أكبر من ذي قبل, ولعل أوضح مثال ارتفاع قيمة العملة لكل بلدان أوربا عن عملتها الأصلية, وهذا ما عاد على هذه البلدان من نفع التكتل وغيره في العديد من المجالات.ولكن يبقى السؤال عالقًا: هل كان هذا الاتحاد يحوي في طياته القضاء على سيادة الدولة/الأم لنفسها?!

أعتقد أن الإجابة لا تكون بنعم أو لا, وإنما بالنظر للواقع الحالي, فمازال كل شعب له ما يميزه من سمات شخصية وسيادة فعلية على أراضيه, ولكن اندماجه مع دول تكتله المنضم إليه أضاف إليه قوى جديدة عدة, جعلته في إطار كبير, ولكن بسماته المميزة الخاصة.

ولعل أوضح مثال على هذا أن هؤلاء الأفراد المهاجرين من بلادهم لايزالون يحتفظون بهويتهم الأصلية رغم تعايشهم في مجتمع مغاير.

أمل أحمد حسن
القاهرة - مصر

مداخلة

(فاوست) لمن?

لي مجرد تصويب وتعليق بسيط على ما نشر في باب (شعاع من التاريخ) العدد (547) يونيو 2004, من أن مسرحية (دكتور فاوست) (فويستس) (الرجل الذي باع روحه للشيطان), من تأليف الشاعر الألماني يوهان فون جوته. ولكن الكاتب الفعلي لهذه المسرحية هو الشاعر كريستوفر مارلو.

شفيق أحمد شفيق
المنصورة - مصر

المحرر: من المعروف أن شخصية (فاوست) تناولها الكاتبان المذكوران, لكن المسرحية التي كتبها جوته ظلت هي الأكثر شهرة.

فهارس (العربي)

لفت انتباهي رد للمحرر في الصفحة (205) من العدد (547) يونيو 2004 تحت عنوان (عتاب وتعقيب), ومن خلال هذا التعقيب خطرت لي فكرة حبذا لو تقوم بها مجلتنا العزيزة.

فأنا أعلم أن مجلة (العربي) تقوم في كل عام وفي الصفحات الأخيرة من العدد الأخير (ديسمبر) بوضع فهرس (مسرد) شامل لجميع عناوين المواضيع التي نُشرت في أعدادها الاثني عشر خلال عام كامل منصرم, وإضافة إلى ذلك, تقوم المجلة العزيزة بوضع عنوانها على شبكة الإنترنت www.alarabimag.net من خلال هذا العنوان يمكن الدخول إلى المجلة, أو بالأحرى إلى مكتبة المجلة, ولكن ليس بمقدور واستطاعة كل قارئ اقتناء الحاسوب, أضف إلى ذلك, وإن استطاع ذلك, لا يمكن لكل قارئ أن يشترك بالإنترنت نظرًا لظروف كل قارئ وإمكاناته المادية, لذلك أدعو إلى قيام مجلة (العربي) الرائدة بوضع فهارس شاملة لكل المواضيع المنشورة والمطروحة طوال أعوامها السابقة وإلى الآن, وتوزيع هذه الفهارس على أعداد عام أو عامين حسب الإمكان.

وبهذا تكون قد وضعت فهرسًا أو أرشيفًا كاملاُ لما نُشر في (العربي) خلال أعوامها الخمسين, وبهذا نحصل على مرجع عام يرجع إليه جميع القرّاء والدارسين والباحثين عندما يحتاجون إلى موضوع, وهذا الفهرس يكون خلال أعداد عام أو عامين, أو يمكن جعل هذا المشروع كله في كتاب واحد تصدره المجلة في عيدها الخمسين (الذهبي) عام 2007 مع العدد (578).

أحمد عبدالغني شوبك
حلب - سورية

  • المحرر: اقتراحك يحظى بالدراسة, فلك الشكر والتحية.

حول ذكاء النبات

مقالة (ذكاء النبات في الميزان) للدكتور إيهاب عبدالرحيم محمد في مجلة (العربي) عدد (546) مايو 2004 فتحت آفاقًا واسعة لفهم ما استعصى سابقًا شرحه مثل صوت العشار (أي الجمال فحملها عشرة أشهر) الذي صدر من جذع النخلة الذي كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يستند إليه قبل أن يصنع له المنبر لحنين ذلك الجذع (كتاب الجمعة من أحاديث صحيح البخاري).

وكوننا لا نستطيع معرفة مكان الذكاء في النبات, لا يبرر إنكاره, لأن لقاح الجدري قد استخدم قبل معرفة سببه, فالمجهر الإلكتروني لم يكن قد اكتشف حينئذ لرؤية الفيروسات التي لا تظهر في المجهر العادي لكونها أصغر من الجراثيم, وثبت أن التلقيح بجدري البقر يقي البشر من الجدري الإنساني. وكذلك نقوم بممارسة الوخز بالإبر الصينية بالرغم من عدم معرفتنا بمساراتها العصبية في علم التشريح لثبات فائدتها عند المرضى الذين لا يتحملون التخدير بغير وسيلة الوخز والقائمة طويلة.

يذكر كتاب (النبات يحب ويتألم) لمؤلفه راجي عنايت المعتمد على مصادر, منها كتاب (القوة النفسية للنباتات) لمؤلفه جون ويتمان من منشورات ستار بوكس, وكتاب (الحياة الخفية للنباتات) لمؤلفيه تومكنز وبيرد من منشورات بنجوين الحادثتين التاليتين:

- لقد أجرى باكستر بعض التجارب معتمدا على ستة من طلبته, كشفت عن قدرة النبات على تخزين المعلومات لفترة زمنية محددة, وأن النبات يتصرف في هذه المعلومات بطريقة (ذكية)...! كانت تجربته بسيطة للغاية. سأل ستة من طلبته أن يساعدوه على إثبات أن النبات يستطيع أن يتذكر خبراته السابقة. وكانت التجربة لا تتطلب أكثر من أن يعمد أحد هؤلاء الطلاب إلى تحطيم نبات أو قتله.

جرى اختيار الطالب الذي يقوم بهذه المهمة عن طريق الاقتراع السري, واتفقوا على أن يخفي الطالب الذي يسحب الورقة التي بها التكليف, أمر تكليفه عن الباقين, وحتى عن أستاذه باكستر, ثم كان عليه بعد ذلك أن يتسلل إلى حجرة يوجد بها نباتان, فيحطم أحد النباتين في وجود النبات الآخر.

في وقت لاحق سأل باكستر طلبته أن يدخلوا الحجرة, واحدا بعد الآخر, وذلك بعد أن أثبت جهاز البوليجراف (مؤشر الاهتزازات الدقيقة) على النبات الذي شهد الجريمة! توالى دخول الطلبة الأبرياء واحدا بعد الآخر دون أن يعطي النبات أي استجابة, لكن, عندما دخل الطالب المذنب الحجرة, أظهرت رسوم الجهاز أن النبات يمر بحال حادة من احتدام العواطف, لقد تحركت ريشة الجهاز على شريط الورق حركة محمومة!!

بهذا استطاع باكستر أن يحدد الطالب المذنب, الذي حطم وشوّه النبات الأول, عن طريق ما أبداه النبات الثاني كشاهد على الجريمة, أمر يثير الدهشة!

- تركزت أبحاث بوس على الجهاز العصبي للنبات, واستطاع أن يرصد نبضات النبات الناتجة عن تأثره بالمنبهات الخارجية, واستطاع أن يحدد الطرق المختلفة التي تستجيب بها أجزاء النبات إلى مختلف المنبهات الكهربائية واللمسية والكيميائية والحرارية, وكلما تعمّق بوس في أبحاثه, وجد تشابها بين عالم النبات وعالم الحيوان. لقد اكتشف أنه عندما يتم وخز جانب من نبات اللفت, يستجيب جانبه الآخر بالارتجاف والفزع. وهذا يؤكد أن النبات لم يشعر فقط بالوخز, بل نقل هذا الإحساس إلى باقي الأجزاء ثم قام بحقن النبات بمادة مثل الكحول والخمر والكلوروفورم, فوجد أن تأثير كل هذه المواد مماثل لتأثيرها على الإنسان. لقد ترنح النبات المحقون بالكحول تمامًا كترنح السكران (أي المخمور).

د.ظافر عطار
عضو سابق في
الهيئة التعليمية الفنية
بجامعة دمشق - سورية

على الطريق

خواطر

حاربت طموحي وأحلامي لأجلك
حتى أكون في سما فجرك
وأنت مشاعرك.... ملبدة
كأنك تمثال تحضنه الرياح
كأنك شجرة بصحراء جرداء
ستظل واقفة وفروعها يابسة
ماذا تريدين أكثر من ذلك
أن أصلب على.... قبرك
أو أكون رهن.... أمرك

أشرف عبدالعزيز يونس - مصر

مفهوم (الزمن)

كتب الأستاذ عادل شافعي الخطيب في باب (مُنتدى الحوار) من مجلة (العربي) عدد (546) مايو 2004 - ص 166-167 تعليقًا على مقالة الأستاذ سمير أبو زيد (حقيقة السفر في الزمان) التي نشرتها (العربي) في عدد يناير 2004, وكلام الأستاذ عادل في تعليقه بحاجة إلى مراجعة في إطار علميّ متين:

1- فهو - كما يظهر في حديثه عن (الزمن) - لايزال ينظر إليه نظرة نيوتنية - نسبة إلى العالم اسحق نيوتن, الذي يرى في (الزمن) مفهومًا مطلقًا, له استقلال في حد ذاته. (وقد عَرَض الأستاذ أبو زيد في مقالته لهذا المفهوم وبيّنه). وليس ذلك بحقّ. والحق أن (الزمن) مفهوم نسبي مجرّد إلى الغاية القصوى من النسبية والتجريد, إذ ما هو (الزمن)? إنه مجرد الحيز المفترض للحركات, أو كما عرّفه الأستاذ سمير في مقالته القيّمة: (الزمن هو التغيّر...ومقياس الزمن لجسم ما هو معدّل (تغيّره) منسوبًا لتغيّر جسم آخر منتظم, كدقّات الساعة مثلاً).

فالزمن تبعٌ للحركة, أي التطوّر - بمطلق مفهومه - من وضع إلى وضع آخر غيره لاحق به, ولا معنى للزمن, بل لا معنى لافتراضه بمعزل عن الحركات, ولتوضيح هذا الكلام بمثال:

هب هذا الكون عدمًا مطلقا ليس فيه من وجود لشيء من الأشياء, ثم هب فيه إلكترونًا واحدًا معلقًا في فضاء اللانهاية من العدم, فإن ذلك الإلكترون لا زمن له, أو لا زمن معه, إذ ليس ثمة شيء آخر غيره يتحرّك فتظهر بحركته حركة للإلكترون, ونفترض حيّزًا معنويًا تجري في إطاره هذه الحركات, هو الزمن.

ومن أجل ذلك قال الفلاسفة الدينيون - وحق ما قالوا - إن الزمن لم يكن له من وجود قبل أن يخلق الله تعالى العالم وما فيه من حركات.

وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الارتباط بين مفهوم (الزمن), والحركات, وأظهرها وأدأبُها حركة الأفلاك, والشمس والقمر منها خاصة, وذلك في قوله تعالى: هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب.... .

2- وعلى هذا الأساس المخطئ في فهم (الزمن) دار حديث الأستاذ الخطيب كلّه, ولاسيما حديثه عن (الحاضر), وأنه لاوجود له في الحقيقة, وفي كلامه هذا قدر من الصحة, ولكن ليس بالأسلوب الذي عبّر به الأستاذ, والأصوب مما قال أن يقال إن الحركات - التي افترضنا مفهوم (الزمن) ليحتويها ويقيسها - إنما هي: حركات مضت, وحركاتٌ تمضي - الآن, إذن فليس من داع للبحث عن مفهوم للحاضر, والحيرة في ضبط حدود له!

3- وتحدّث الكاتب عن إحساسنا بما أسماه (الزمن الكُلّي), (ولستُ أدري من أين أتى بهذا المفهوم, إذ إنه تفريعٌ على أصل هو - في حد ذاته - مجرّدٌ, غيرُ قابل تمامًا للضبط والتحديد) - وربط ذلك الإحساس بما أسماه الحاسّة السادسة, أو حاسّة الزمن, أو (الروح).

وفي هذا الكلام خلطٌ, وفيه خطأ, وأساس ذلك هو الخطأ الذي ذكرناه آنفًا في فهم (الزمن), فالحقّ أن حاسّة الزمن التي ذكرها الأستاذ عَرَضًا, إنما هي من حواسّ الإنسان التي بدأ العلم التجريبي - المادّي - بإقرارها, وهي إلى جانب حواس أخرى كحاسّة الاتجاه والحركة - من حواس الإنسان التي يضيفها العلم إلى الحواس الخمس المعروفة, وإن تكُ إضافتها على سبيل الظن والترجيح, الذي لم يبلغ بعد مبلغ الحقائق العلمية المعروفة والمقررة والمبرهن عليها, أو (المجرّبة) - بتعبير جامع -. (انظر موسوعة (بهجة المعرفة) - المجموعة الثانية - المجلد الأول - ص 74).

وهذه غير حاسّة الزمن التي ذكرها وجعلها مرادفة لما يسمّونه (الحاسّة السادسة).

4- ثمّ - وأخيرًا - فليس من معنى لربط الكلام عن (الزمن) بالروح في مثل هذا الموضوع الذي هو مجال خالص للعلم التجريبي (والنظري المؤسس له والمبنيّ عليه), إذ إن الروح - لاتزال - مفهومًا دينيًا, وليست بالمفهوم العلمي, فالعلم لا يثبتها ولا ينفيها, أو هو لا يعرفها بتعبير أدق. ولايزال الباحثون الماديّون في تاريخ الأديان يرون أن (الروح) خرافة صنعتها أوهام الإنسان في العصر النياندرتالي (عصر إنسان نياندرتال الذي انقضى من أربعين ألف سنة), حين رأى الإنسان لدواع ما أن كيانه مؤلف من شطرين: جسد مادّي, وروح أثيريّة غير محسوسة.

ولسنا ننكر وجود الروح, فهي عقيدة من عقائد الإسلام, ولكنها من الغيوب التي لا تدخل في نطاق العلم التجريبي, ومن ثم, فلا مجال لإقحامها في مثل موضوعنا هذا!

خالد أبو الهيجاء
إربد - الأردن

وتريات

في هوى نابلس

سأزرع رغمَ انحباسِ المطر ورودًا لذات الحلا والخفر
لفاتنةٍ قد سبى سحرها عقولَ الرجال وكلَّ البشر
وأروي بقلبي غراسَ الوفاء لأهديكِها يا أعزّ الحضر
غراسٌ ستبقى بمر السنين عواطفُ حرّى وحبٌ أحَرَ
إليك أصُرُ بقلبي المودةَ فمنه إليك الوداد يُصَرّ
لأن النبالةَ ترفل عليكِ وفيكِ الشهامةُ, منكِ العبر
وفيك الربوعَ التي تفتديها دماء الشهيدِ وطفل الحجر
ومنك المثال الذي نقتديه طول الأناةِ وحلو الصبر
لنابُلْس أبقى مُريدا إلى نهاية عمري الذي قد نَزَر
مدينة عمري التي قد نهلتُ بها كل خُلقٍ سويٍ عَطِر
سيأتي عليك زمان قريبٌ يعود إليك معاهُ الظفر
ويأتي معاه القويُّ الذي يُحطمُ قيدَكِ, هل ينكسر?
مؤكدْ سنكسرُ تلك القيودِ وإلا فلن يستقيم الأمر
لأن أسعفتني حروف القوافي سأبقى بمَدحِكِ طولَ العُمُر
أغني طريفَ الفخارِ الأبيِّ أغني التليدَ لمجدٍ عبر


د. جواد راضي المصري
عمان - الأردن