سلامة البشرية في سلامة البيئة

نبات يبشر بالشفاء من سرطان الثدي!

درجت القردة في أحد أقاليم تانزانيا على تناول الفاكهة قبل طعام الإفطار، هذا ما لاحظه فريق من العلماء توجّه إلى تلك الدولة الإفريقية لإجراء أبحاث ترمي إلى العثور على نباتات طبية علاجية، تعرفها الحيوانات بالغريزة، وتعالج بها أمراضها وتشفي عللها بالفطرة. وتنّبه أولئك العلماء لبعض تلك القردة وقد شذت على قاعدة تناول الفاكهة مسبقا ومضت تسير وتسير وبدت وكأنها تبحث عن نبات معين بالذات. وبعد مضيّ (20) دقيقة وقفت القردة عند نبات اسمه (أسبيلين) (Aspilin ) وينتمي إلى أسرة دوار القمر (أو الشمس). وراحت القردة تلتهم أوراق ذلك النبات وهي مقطبة الجبين وكأنها مكرهة على تناول ورق الأسبيلين.

وما أسرع ما أُخضعت أوراق هذا النبات لشتى الفحوص والتحاليل، لا سيما الكيميائية العضوية.

وما لبث أن تبيّن أنها تحتوي على نسبة عالية من مادة فعالة هي (Thiarubrine - A ) .. وتتميز هذه المادة - وهي عبارة عن زيت أحمر اللون - بأنها لا تسمح لأي طفيليات أو فطريات أو فيروسات أن تعيش فيها.. وتوالت أبحاث العلماء وتجاربهم حتى تبين لهم أن أوراق الأسبيلين هذه تتميز أيضًا بفاعلية علاجية تضمن القضاء على خلايا الأورام السرطانية الصلبة، نقول الصلبة لأن المادة العلاجية السالفة الذكر لم يثبت تأثيرها في معالجة اللوكيميا وما إليها من أورام سرطانية غير صلبة.

ولكن هذا كلام خطير جداًّ، كما يشعر القارئ ولا ريب، فهو يبشر بالشفاء من شتى الأورام السرطانية الصلبة التي طالما فتكت بحياة الإنسان... ويبشر بالشفاء من أورام الثدي وذلك في منأى عن الجراحة التي طالما شوهت النساء وأفزعتهن. كل ذلك بالتداوي بالمستحضر الذي ستنتجه المصانع الصيدلانية الحديثة عما قريب.

غير أن جهود العلماء في تانزانيا لم تكن وليدة المصادفة، فقد عرف العلماء منذ زمن أن الحيوانات تعرف الكثير من النباتات الطبية العلاجية التي لا يعرفها الإنسان، والتي مسّت حاجته إليها في هذا القرن العشرين. فما دام الأمر كذلك، فلم لا يركز العلماء على تلك النباتات الطبية ويعملون على اكتشافها، لا بالمصادفة، وإنما بتعقّب الحيوانات المريضة والمعتلة على نحو ثابت منتظم، وهي تبحث في الإحراج والغابات، عن العلاج المناسب للعلة المناسبة، حتى إذا اهتدى إليه الحيوان، أفاد منه الإنسان، فانصرف العلماء إلى تحليله وعزل عناصره الفعّالة وصنع الأدوية الناجعة منه.