لماذا المخيم?!!!

 لماذا المخيم?!!!
        

مهداة إلى الصديق الشاعر المبدع عزّالدين المناصرة

(1)

لِماذا المخيَّم?
يظلّ السؤال يُلِحُّ,
ويُرسَمْ,
لِماذا المخيَّم?
فمنذ (البُريجِ),
وحَتى (شتيلا) و(صَبْرا),
وحتَّى (جنين) المُهدَّمْ
يُواجهُ هذا المخيَّمُ,
حرباً ضروساً ويُظلَمْ,
لِماذا المُخيَّمْ?
يَظَلُّ بأعْتى
السِّلاحِ المُحَرَّمْ...
يَظلُّ المُخَيَّمْ...
يُباحُ ويُرْجَمْ...
هوَ المَوْتُ
لَيْلاً, نَهاراً,
يجوبُ المُخيَّمْ
فَكَمْ فيهِ أُمٍّ تُرَمَّلُ
كَمْ فيهِ طِفْلٌ يُيَتَّمُ
لماذا المُخَيَّمْ?
يظل السؤال المُلِحُّ
المُلَعْثَمْ
لِماذا المُخَيَّمْ?

(2)

لأَنَّ المُخَيَّمَ
ليلاً, نَهَاراً,
بِكُلِّ فلسطين
يَشدو, ويَحْلُمْ
لأَنَّ المُخَيَّمَ
يَعْرِفُ أنَّ فلسطينَ
مِنْ كُلّ هذي العواصِمِ
أَغْلى, وأَعْظَمْ...
وأنَّ (بِيَافا) و (حَيفا)
و (عَكّا)
لَهُ وَطَنٌ واحدٌ,
لا يُقَسَّمْ...
لأَنْ المُخَيَّمَ,
يَعْلَمُ أَنَّ النَبِيَّ
الكريمَ, إلى القُدْسِ
أَسْرى
وصَلَّى وسلَّمَ...
وأنَّ فلسطينَ كَنعانَ,
أرْضُ النَّبيينَ
فيها تَرَعْرَعَ عِيسى ومَرْيَمْ...
لأنَّ المُخيَّمَ
ما حادَ يوماً,
عنِ الحَقِّ,
أو ذَلْ يوماً, وسلَّمْ.
لأَنَّ المخيَّمَ
أشْرَعَ في وجهِ
هَذا العدوِّ,
سِلاحَ الشَّهادةِ
لَبَّى تَقَحَّمْ
لأنَّ المُخيَّمَ
يُؤْمِنَُ أَن الشَّهادَةَ,
دربُ السَّماءِ,
إلى جنَّةِ الخُلْدِ,
أَسْمَى وأَكْرَمْ
لأَنَّ المُخَيَّمَ
في لَحْظَةِ الضِّيْقِ
صَلَّى وأَقْسَمَ
بأَنْ يَسْلُكَ الدَّرْبَ
دَربَ الفِدَاءِ,
يختارُ هذا الطريقَ المُلَغَّمْ
لأَنَّ المُخيَّمَ
يعلو بِصَرْخَتِهِ,
(عائِدون)
لِكُلّ فلسطينَ
أَنشَدَ هذا ورنَّمْ
لأَنَّ المخيَّم
أوّلُ مَنْ مدَّ خَطْواً,
إلى وطنِ المجدِ,
أوَّلُ مَنْ قالَ بِالثأْرِ, عَلْمْ
لأَنَّ المخيَّمَ
تُوْلَدُ فيه الحَميَّةُ
يَشمخُ فيه الإباءُ
وتعلو التكابيرُ
بالحقِّ تعلو تُعظَّمْ
لأَنَّ المُخيَّمَ
ما ذَلَّ يوماً لغازٍ
ولا أَيَ يومٍ
عن الثأرِ أحْجَمْ
لأَنَّ المخيَّمَ
يُولَدُ فيهِ الصِّغارُ
معَ الثأرِ,
يكبُرُ فيهِم ويُكْرَمْ
لأنَّ المخيَّمْ
ما طأطأَ الرأسَ
يوماً وسلّمْ
لأَنَّ المُخيَّمْ
هو الشَّاهِدُ الحقُّ
إمّآ تكلّمْ
لأَنَّ المُخَيَّمَ
رغمَ الأسى والعذابِ
ورغمَ السِّلاحِ المُحرَّمْ
تَحدَّى, وكافَحَ,
قاتلَ, قاومَ, أَقْدَمْ,
لأنَّ المُخيَّمَ
مَهْما دَجى لَيْلُهُ
واستَطالَ وأظْلَمْ,
يَرى الفجرَ آتٍ
وآتٍ معَ الفَجْرِ
نصْرٌ مُحتَّمْ

 

هارون هاشم رشيد   

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات