عالم المعرفة.. وفتح نوافذ الفكر المغلقة
عالم المعرفة.. وفتح نوافذ الفكر المغلقة
25 عاماً من عالم المعرفة ربع قرن من الزمن, 299 كتابا. عشرات المواضيع ومئات الأفكار. وألف زهرة تتفتّح أمام العقل العربي الذي يريد أن يستوعب ويلحق بثمار الفكر العالمي. هذا هو الدور الذي قامت به تلك السلسلة الجادّة والرصينة التي واصلت الكويت إصدارها منذ عام 1978 وحتى الآن تحت عنوان (عالم المعرفة). لقد احتلت مكانها بلا منازع فوق أرفف كل بيت يحتوي مكتبة في العالم العربي. وأحدثت موجة كبيرة من التأليف والترجمة جعلت العقل العربي يتنبه إلى مواطن للجدية كان يتجاهل وجودها. كشفت عن عيوبنا الفكرية واصطفت إلى جانب كل ما هو إيجابي في الفكر العربي. إن (العربي) وهي تحتفي بهذه السلسلة الرائدة تريد أن تبعث من خلالها التحية لكل القائمين عليها وكل مَن ساهموا في جعلها منارة تشع من الكويت وتصل إلى قلب كل بلد عربي. (العربي) في هذا الشهر يكتمل مرور ربع قرن من الزمن من عمر هذا المشروع الثقافي الجاد. ففي الأول من يناير عام 1978 صدر الكتاب الأول من (عالم المعرفة), تلك السلسلة من الكتب المتميزة التي لم تفقد رونقها ولا قوة زخمها على مدى هذه الأعوام الطويلة. كان الكتاب الأول بعنوان (الحضارة) للدكتور حسين مؤنس. وكان الاسم بالغ الدلالة على الرغبة الحارقة في نفوس الذين وقفوا خلف إصدار هذه السلسلة من أجل بعث وهج الحضارة من جديد في عروق الفكر العربي الشائخة, وذلك عن طريق تنشيط حركة التأليف والترجمة والبحث عن مناهل جديدة للمعرفة تعطي العقل العربي قوة دفع جديدة تجعله يطفو فوق مياه التخلف الفكري الراكدة. ومهما قلنا عن عدد الإصدارات التي تقوم المطابع العربية بالطنين حولها ليلا ونهارا فإن المكتبة العربية من أكثر مكتبات العالم فقرًا. ورغم ما نتباهى به من تراث فإن الواقع يؤكد أن ما تنتجه كل دور النشر العربية في عام واحد تقوم به دولة أوربية صغيرة مثل اليونان في الفترة نفسها. بل إن نوعية معظم الكتب التي تصدرها هذه المطابع متدنية في المستوى ومتخلفة فكريا, والكتب الأصيلة منها بالغة الندرة. لذا, فإن استمرار سلسلة مثل عالم المعرفة بكل ما قدمته من إصدارات وذلك المستوى الراقي الذي حافظت عليه سواء في الكتب المؤلفة أو المترجمة يعد معجزة حقيقية وسط هذا الواقع الثقافي العربي. إضافة إلى ذلك فقد دعمت سلسلة عالم المعرفة الحضور الكويتي في الوجدان الثقافي العربي. فقد تعود المثقف والقارئ العربي أن يتلقى الأضواء من هذه المنارة التي تقع على ضفاف الخليج والتي بدأت مشروعها بمجلة (العربي) حتى قبل إعلان استقلالها. كما أنها حددت هويتها القومية من خلال هذه المجلة حتى قبل أن ينضج هذا الفكر ويحفر مجراه وسط الأنواء السياسية والفكرية. ثم تأصلت صورة الكويت الثقافية من خلال مجلة عالم الفكر وهي مجلة تهتم بالأبحاث والدراسات وتخضع للشروط الأكاديمية المتعارف عليها. جاء هذا الوليد الجديد ليدل على أن للكويت مشروعها الثقافي الخاص الذي ينبع من أرضها ولكنه يفتح أذرعته لكل من يساهم فيه ثم ينشره في ربوع الوطن العربي. وتعود فكرة إصدار سلسلة عالم المعرفة إلى عام 1975, أي منذ وقت مبكر من إنشاء المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت, الذي صدر المرسوم الأميري بالموافقة على إنشائه في يناير 1973 وعلى الفور بدأت الاستعدادات لتحويل هذا المرسوم إلى واقع فعال. وكان الحلم في بناء صرح ثقافي ضخم يرعى الفنون ويذود عن الآداب. من أجل هذا عقدت أكثر من ندوة وقدم العديد من الاقتراحات وذلك قبل أن تبدأ انطلاقة المجلس في الواحد والعشرين من شهر يناير 1974. وبعد ذلك بعام واحد, ومن خلال المسح الثقافي الذي قام به المجلس لواقع النشر في البلاد العربية ذات الثقل الثقافي تبين مدى تهافت السلاسل الأدبية والفكرية التي تصدرها هذه الدول. كان بعضها قد توقف مثل سلسلة الألف كتاب التي كانت تصدر في مصر, وبعضها الآخر أصبح باهتا وقد فقد قوة الدفع الأولى التي كانت وراء ولادته وبخاصة السلاسل التي كانت تصدر في مصر ودمشق وبيروت. وكان الهدف الأساس من وراء التفكير في إصدار تلك السلسلة الجديدة هو إشباع حاجة القارئ العربي, بثقافة العصر الذي يعيش فيه مع عدم تجاهل تراثه وعناصر الأصالة في شخصيته. وبناء على تكليف من الأستاذ عبدالعزيز حسين الذي كان يشغل وقتها منصب رئيس المجلس تقدم المفكر العربي د.فؤاد زكريا والذي كان في ذلك الوقت رئيسا لقسم الفلسفة في جامعة الكويت بورقة عمل تتضمن الملامح الأولى لمشروع سلسلة عالم المعرفة. وكان أهم ما فيها أن المكتبة العربية لا تنقصها سلسلة من الكتب المبسطة ولكن تنقصها الكتب المخططة أي تلك التي لها خطة مسبقة تراعى فيها تلبية حاجات القارئ العربي غير المتخصص إلى الإلمام بثقافة العصر. كما أن هذا التخطيط سوف يساعد السلسلة على أن تظل محتفظة بمستوى علمي معقول. ومن الجدير بالذكر أن فؤاد زكريا هو الذي اختار أيضا اسم عالم المعرفة وقد برر ذلك بسببين. أولهما أن لفظ المعرفة شامل يجمع بين الإنسانيات والعلوم والآداب والفنون. وثانيهما أن هذا الاسم يتماشى مع اسم مجلة (عالم الفكر) التي كانت تصدرها وزارة الإعلام. وتدعيما لذلك, فقد شرحت ورقة العمل مجالات المعرفة التي سوف تهتم بها هذه السلسلة, وهي الدراسات الإنسانية والدراسات الأدبية واللغوية والدراسات الفنية وأخيرًا الدراسات العلمية. وأعتقد أن الإضافة الحقيقية لهذه السلسلة كانت الأخيرة منها. فلم تقم سلسلة عالم المعرفة بترجمة العديد من كتب الدراسات العلمية المهمة التي كتبها العلماء المعاصرون فقط ولكنها قامت بترجمة مصطلحات علمية لم تكن قد دخلت قبل ذلك إلى اللغة العربية. مثل مصطلحات علوم الكمبيوتر والطاقة والهندسة الوراثية وكلها علوم حديثة لم تستقر المجامع التقليدية على ترجمة لها بعد. لقد كانت هذه إضافة نوعية إلى لغتنا العربية سوف تظل هذه السلسلة رائدة من روادها. وكان من الأشياء المهمة التي ساعدت على إصدار السلسلة تعيين د.فؤاد زكريا مستشارًا لها, تعاونه هيئة تحرير استشارية تتألف من د.علي الراعي ود.محمود مكي ود.عبدالرزاق العدواني والأستاذ زهير الكرمي ود.شاكر مصطفى ود.محمد الرميحي. وانضم إليهم فيما بعد د.خليفة الوقيان ود.سليمان العسكري, ود.سليمان الشطي ود.أسامة الخولي. ويقول د.سليمان العسكري مشيدًا بدور فؤاد زكريا: (إنه عندما أنهى الدكتور فؤاد زكريا عمله كرئيس لقسم الفلسفة بجامعة الكويت قدم استقالته أيضا كمستشار للسلسلة. وكنت أعمل وقتها أمينًا عامًا مساعدًا للمجلس الوطني ومشرفًا على عالم الفكر. وقد وجدت أن تركه لها يعد خسارة كبيرة, وأنها يمكن ألا تحافظ على هذا المستوى الفكري المرتفع بعد أن يتركها. لذلك فقد اقترحت عليه أن يبقى مستشارًا من الخارج. أي أن يمارس عمله معنا بواسطة آلات الاتصال الحديثة من فاكس وتليفون, وأن يأتي إلى الكويت كل فترة من الوقت حتى نقوم بعقد الاجتماعات الضرورية لوضع خطة السلسلة. وأشهد أن هذا لم يؤثر في الدور الذي كان يقوم به. فقد كان يقرأ الكتاب أولاً في لغته الأصلية, ثم يقرؤه بعد الترجمة ويجري عليه التعديلات, ثم يعاود قراءته في صورته النهائية, وأعتقد أن هذا الأمر قد عطّله كثيرًا عن بقية أعماله الأخرى. المهم أن الدكتور فؤاد زكريا وافق على اقتراحي, وبناء على ذلك فقد أعددت عقدًا بينه وبين المجلس الوطني, وقد وضعت فيه مبلغًا ماليًآ اعتقدت أنه يمكن أن يكون مكافأة له نظير جهوده خاصة وقد أصبح على المعاش, وأصبح هذا الأمر هو دخله الوحيد. ولكن عندما حان وقت توقيع العقد فوجئت أن د. فؤاد قد قام بتخفيض هذا المبلغ إلى النصف مرة واحدة. وقال لي: يكفي أنني مازلت أشرف على عالم المعرفة, إنه نوع نادر من الرجال في التفاني والإخلاص. ويكفي أن أقول في ختام شهادتي هذه إن هذه السلسلة التي نشر فيها كل هذا العدد من الكتب كان يشرّفها أن تنشر كتابًا لفؤاد زكريا, ولكنه لم يفعل ذلك حتى لا يُقال إنه يستغل وجوده في منصبه. لقد نشر فيها كتابًا أوحد هو (التفكير العلمي). وهو من أهم كتب البحث العلمي في مكتبتنا العربية ولا يستغني عنه أي باحث أو طالب في الدراسات العليا, وقد أعيد طبعه أكثر من مرة...). بداية الغيث كان كتاب (الحضارة) في يناير من عام 1978 كما ذكرنا من قبل هو إعلان ميلاد سلسلة عالم المعرفة, وتجسيدًا لحصيلة ثلاثة أعوام من الإعداد لها. وقد صدره الأستاذ أحمد مشاري العدواني - رحمه الله - والذي كان أمينًا عامًا للمجلس الوطني في ذلك الوقت بكلمة وضع فيها أمام القارئ العربي هدف السلسلة كما يبغيها القائمون عليها (إن إصدار هذه السلسلة كان بوحي من شعور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بحاجة القارئ العربي إلى الكتاب الذي يجعله مواكبًا لأحدث التطوّرات في مجالات المعرفة, دون أن تفقده المواكبة انتماءه لحضارته وأمته...). كانت عالم المعرفة إذن تتوجه منذ كتابها الأول إلى قارئ يعيش على كل رقعة الأرض العربية وليس فقط داخل حدود الكويت. كما كانت تبحث عن ذلك التوازن الحرج بين روح العصر وروح الأمة العربية معًا. وكانت تهدف أيضا إلى الدفاع عن العقل العربي في مواجهة ثقافة غالبة ومتسلّطة تريد أن تقوم بغزوه. ولم يكن ذلك عن طريق حجب هذه الثقافة ولكن باستيعابها وسبر أغوارها. لقد حققت عالم المعرفة المعادلة الصعبة كما يقولون, فهي قد حافظت على صدورها المنتظم (12 عددًا في كل عام) وفي الوقت نفسه حافظت على مستواها المرتفع. كما أنها لم تنس القارئ النهم للمعرفة والمتواضع اقتصاديًا. فكان سعرها دائمًا أقل من تكلفتها الفعلية. وهو نوع من الدعم الثقافي لا أعتقد أن دولة عربية غير الكويت قد قامت به. ومَن يتأمل قائمة الإصدارات تذهله غزارة الموضوعات التي قدمتها والأفكار التي طرحتها للمرة الأولى على العقل العربي. ويقول الدكتور فؤاد زكريا إن سر تنوّع السلسلة وارتفاع مستواها يعود لعاملين, العامل العلمي الذي يفرض على العاملين فيها أن يهبوها كل جهدهم, والعامل الأخلاقي الذي جعل السلسلة لا تخضع لأي نوع من المجاملات أو المحسوبيات. وعلى حد تعبير الدكتور شاكر مصطفى, فقد كانت هيئة تحرير السلسلة بمنزلة المصفاة التي رفضت أضعاف أضعاف ما نشرته من كتب. كما يضيف الدكتور محمد حسن عبدالله, إن مَن يتأمل أسماء مؤلفي كتب السلسلة سوف يجد أن (التخصص الدقيق) صفة أساسية فضلاً عن نزاهة الفكر والتمرّس في التأليف واستقرار المنهج والقدرة على إفهام عامة المثقفين أفكار خاصتهم. وبالطبع كانت (عالم المعرفة) شأنها في ذلك شأن العديد من المؤسسات الكويتية إحدى ضحايا الغزو العراقي الذي اجتاح الكويت في أغسطس عام 1990. لقد اضطرت السلسلة إلى التوقف لمدة عام كامل. وهكذا أطبق الظلام على السلسلة التي سعت دومًا إلى تنوير العقل العربي أمام الجحافل التي كان يقودها نظام عربي لا يعترف لا بالعقل ولا الأخوّة. ومن المدهش أنه مع أول أنفاس الحرية وقبل أن تتم الكويت إطفاء آبار النفط المحترقة بها بدأت تفكر في تحويل هذا اللهب القاسي إلى ضوء ساطع. وكانت من أولى المبادرات تلك التي تقدم بها الدكتور سليمان العسكري الذي كان وقتها يشغل منصب الأمين العام المساعد للمجلس الوطني في مذكرة قدمها إلى مجلس الوزراء الكويتي, الذي كان لايزال في الطائف, أي خارج وطنه يطالب فيها بإعادة إصدار السلسلة. كأن في هذه المبادرة نوعا من الإصرار على إعادة الدور الثقافي للكويت كاملاً غير منقوص, وإحساسا كبيرا بالمسئولية عن تأدية العمل الثقافي. وقد وافق مجلس الوزراء بالفعل, وباشر الدكتور سليمان بمعاونة حفنة قليلة جداً من الذين آمنوا بالدور التنويري لهذه السلسلة إعادة إصدارها, وصدر منها في القاهرة سبعة أعداد ووزعت في العالم العربي كله بنفس صورتها وصيغتها المتطورة, ثم عادت إلى الصدور من الكويت في أبريل 1992 عندما عادت الحياة إلى طبيعتها في الكويت. طموحات للمستقبل ولكن ماذا عن احتمالات المستقبل بالنسبة لعالم المعرفة? في مقابلة مع السيد بدر الرفاعي الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب, أدهشني مدى حرصه على هذه السلسلة لا من ناحية استمرارها فحسب ولكن من أجل تطويرها وجعلها تقتحم آفاقًا جديدة وتصل إلى قارئ لم تكن تصل إليه, يقول السيد بدر الرفاعي: إن المجلس يقوم بالعديد من الإصدارات, بعضها انتقل إليه من وزارة الإعلام وبعضها قام المجلس بإنشائه مثل عالم المعرفة التي تعتبر الآن أنشط ما يصدره المجلس من إصدارات. وقد دام إصدارها طويلاً على المستوى نفسه, لأن الذين أنشأوها كان لديهم فكر عميق ومدروس. فرغم هذه المدة, فهي من السلاسل العربية النادرة التي يتزايد توزيعها, ويتكاثر الطلب عليها. ونحن نسعى من المحافظة على هذه السلسلة وغيرها من إصدارات المجلس إلى أن تكون الكويت واحدة من نوافذ التنوير في العالم العربي. ويضيف بدر الرفاعي: إن عالم المعرفة هي خليط عربي - تأليفًا وترجمة وإعدادًا. وكل شيء يتم فيها وفق معايير صارمة. لذلك فإن العديد من الكتب التي أصدرتها كانت مؤثرة. بل وأحدثت ضجّة أيضًا, وعلى سبيل المثال: كتب المرايا المحدبة وفخ العولمة والطاغية والطريق إلى المعلوماتية والثقافة العربية في عصر المعلوماتية والعديد من الكتب. وقد اهتمت السلسلة بالثورات الجديدة في العلم مثل الطاقة والهندسة الوراثية وعلوم الكمبيوتر, وهي تنشر ما يسمى بكتب (العلوم الشعبية) وهي كتب يكتبها علماء متخصصون للقارئ غير المتخصص. وتقوم بتبسيط نظريات العلم, وتقريبها منه. وهذه الكتب نادرة في المكتبة العربية لذلك تسعى السلسلة لنشر المزيد منها, وسوف أضرب لك مثالاً على ذلك كتاب الجينوم وكتاب العالم في قشرة جوز الذي كتبه عالم الفيزياء الشهير هوبكنز, كان هذان الكتابان من أكثر الكتب رواجًا في لغتهما الأصلية. أي أننا نقوم بترجمة الكتاب العميق والواسع الانتشار أيضاً. إن من مهام عالم المعرفة التي أعتبرها أساسية محاربة الخرافات, ومحاربة كتب السحر والشعوذة, لذلك فإننا نهتم إلى حد كبير بنشر كتب العلوم لأنها الوحيدة القادرة على فتح باب التقدم. ولا أخفي عليك أن مستوى نشر الكتب في العالم العربي ضعيف جدًا. ففي الوقت الذي تصل فيها نسخ الكتاب الواحد في أمريكا إلى مليون نسخة أحيانًا, لا يتجاوز عدد النسخ المطبوعة في العالم العربي الألف أو الألفين. وعالم المعرفة هو الكتاب الوحيد الذي يطبع شهريًا حوالي 45 ألف نسخة ولا تزيد نسبة المرتجع منه عن 5% ونحن نضطر إلى طبع العديد من الكتب طبعة ثانية نظرًا لازدياد الطلب عليها. ويؤكد السيد بدر الرفاعي قائلا: إن مستشار السلسلة الدكتور فؤاد زكريا هو واحد من أشهر المفكرين العرب, ووجوده كل هذه المدة أعطى دعمًا كبيرًا للسلسلة, وقد استحدثنا أخيرًا منصب نائب له وهو واحد من علماء الاجتماع العرب المرموقين وهو الدكتور خلدون النقيب. إضافة لذلك هناك هيئة المستشارين ونعتقد أننا بذلك قد أعطينا دعمًا فكريًا يقوّي من ظهر هذه السلسلة. إن هناك أفكارًا جديدة يقوم المجلس بدراستها الآن, ومنها على سبيل المثال إصدار سلسلة عالم المعرفة للشباب. فهذا الجيل يريد أن يعرف هو أيضًا حقائق العلم والفكر من حوله بطريقة أكثر تبسيطًا. ويكون في الكتاب نوع من الجذب بحيث يمزج الصورة بالمعلومة. ونحن نسعى للاتصال بعلماء التربية من جهة, والمتخصصين في صناعة الكتاب من جهة أخرى حتى يصبح الموضوع متكاملاً. عالم المعرفة الإلكترونية ويخص السيد بدر الرفاعي مجلة (العربي) بخبر جديد ينشره لأول مرة حين يقول: إن المشروع الذي اكتمل بالفعل وسوف يطرح في الأسواق قريبًا هو وضع سلسلة عالم المعرفة منذ العدد الأول لصدورها وحتى العام 2001 على أقراص مدمجة. لقد تم وضع أكثر من160 كتابًا في عدة أقراص لن تحتل إلا حيّزًا ضئيلاً في أي مكتبة, ومع ذلك فهي تحتوي على كمّ هائل من المعرفة لا يقدّر بثمن. لقد كانت عملية شاقّة. واستلزم الأمر منا أن نعيد صفّ وتجهيز العديد من الكتب القديمة التي لم يعد الحرف الذي طبعت به متوافراً. كما وضع في هذه الأقراص نظام بحث منهجي يستطيع أن يساعد أي باحث على إيجاد الموضوع الذي يبحث عنه. بل وأن يجد الكلمة التي يريدها في أي موقع من كل الكتب. كما أن هذه السلسلة سوف يتم وضعها على الإنترنت حتى يمكن أن يطلع عليها أيّ باحث في أيّ بلد بعيد. إن تفكيرنا في تطوير هذه السلسلة لم يتوقف, وسوف نظل ندعمها لأننا نعتبرها واحدة من أهم الانجازات الثقافية التي قدمتها الكويت للعالم العربي.
|