العدد (565) - اصدار (12-2005)

شعر جوزف حرب

أين عكازي أيْنَ عْكَّازي? فَقَدْ هَبَّتْ رِيَاحُ اللَّيْلِ, وازْدَادَ بَهذِي الأَشْهُرِ الصُّفْرِ الحَفيْفُ

شيء معتاد رضا صالح

قال له المحامى مهنئا: مبروك كسبنا القضية. بدا عليه الارتباك والتلعثم, شعر الأستاذ طنطاوي بأن المسألة ستزداد تعقيدا من هذه اللحظة, يالها من لحظة! استأنف المحامى كلامه مبتسما: يا أستاذ طنطاوي; لا تنس الحلاوة مع باقي الأتعاب! تأكد له أن جهنم سوف تفتح أبوابها بهذا الفوز الذى طال انتظاره, لا يدرى أيفرح حقا أم يحزن? ما حدث لا يترك أى فرصة للأفراح! اعتقد أن مصارعة دون كيشوت لطواحين الهواء أهون كثيرا من صراع هؤلاء الإخوة وجدلهم العقيم

أنا أحقّ بالجنون من قيس عبدالناصر عيسوي

هل ينتسِبُ العُذْرِيُّون إلَيَّ... وفيهم هذا المجنونُ.... يُقبِّلُ جُدْرَانَ حبيبتِه... يتمنَّى أنْ يتزوَّجَ لَيْلاَهْ?! ماذا لَوْ كنَّا زَوَّجنَاهْ? هل كان اسْتَوْحَشَ في الْفَلَواتِ...

فضل السلف على الخلف نزعة تقديس الماضي جابر عصفور

كان الحفاظ على التقاليد الأدبية, في معناها الجامد, هو الوجه الآخر من نزعة تقديس الماضي على المستوى الفكري, كانت النزعة الأخيرة ترد الفضل دائمًا إلى السلف, وتنفيه عن الخلف الذين ظلوا, دائمًا, في مرتبة أدنى من منظور هذه النزعة, التي رفعت من شأن القديم في الإبداع والفكر بالقياس إلى الحديث المتأخر في الوجود في المجالين. ولذلك كان انكسار الفكر العقلاني, في مجالات التأويل الديني والنظر الفلسفي

الشاعر والحياة عيسى درويش

أنا من حروف الأبجديّة مقطعٌ ومن الزمان هنيهة تنسابُ وعلى المكان أنا الظلال لصورةٍ ومن الحقيقة - نطفةٌ وترابُ وأنا النسيم إذا تضوّعَ عطرهُ

الإمبراطور العجوز (قصة مترجمة) إسماعيل كاداريه

كانت الزيارة الأولى التي يقوم بها الإمبراطور الإيطالي للأرض الألبانية, تلك الأرض لم تطأها قدماه من قبل, وقد ألحقت أخيرًا بإمبراطوريته الواسعة. لقد حدثوه عنها, إنها بلاد ساحرة, جبالها شامخة وأساطيرها عريقة, ورجالها أشداء, فلما شاهدها الإمبراطور أول مرة, تأكد في سره (أن ألبانيا ذات طبيعة ساحرة حقًا), وارتاحت عيناه وهو يسرح نظره من سيارته المكشوفة في امتداد الجبال في الأفق

3 قصص قصيرة (قصة × صفحة) هبة عصام الدين

يسرع الطريق, فلا أكاد أحصي البنايات, أعمدة الإنارة, وأشجار الزينة على جانبي العربة, لاشيء يغري الذاكرة بالتزحلق عبر وديانها سوى ذلك الثبات المتحرّك, كذلك هي العين فوق مقعد طائر, وكذلك أنا, جسد مقيد بالرزانة, ومزاجية مصابة بالتقلب الجوزائي, فلا يكاد يجمع بيني وبيني إلا غباء أفلاطون, وكأن خللاً مَسّ أوردتي, فحوّل خط البراءة لدائرة لا تنتهي