العدد (564) - اصدار (11-2005)
دأبت الأوساط الثقافية المصرية والعربية في السنوات الأخيرة ومع بداية القرن الجديد على الاحتفال بمرور قرن على مولد كبار الكتاب والمفكرين وقادة النهضة في القرن العشرين, الذين ولدوا في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات العشرين, وصنعوا ازدهار المرحلة الليبرالية في أول القرن في مصر على نحو خاص مثل, طه حسين وهيكل والحكيم والعقاد وغيرهم. ولكن جهة ما لم تتذكر (مي زيادة) معاصرة هؤلاء
منذ نحو 80 عامًا أثارت كتابات الأديبة مي زيادة بجريدة السياسة المصرية عواصف شتى, لعل إحداها عاصفة السفور, القضية التي لاتزال مطروحة حتى اليوم. لم تتردد الأديبة اللبنانية المعروفة (مي زيادة) موافقة رئيس تحرير جريدة (السياسة) الأسبوعية المصرية محمد حسين هيكل في قبول عرضه بتحرير القسم النسائي بالجريدة
بعد وفاة الأديبة مي زيادة تأثر الأديب الكبير عباس محمود العقاد بشدة لموت تلك الصديقة العزيزة التي كانت أوساط القاهرة الأدبية في زمنها تعرف بأن هناك (مودة خاصة) ربطت بين قلبيهما في يوم من الأيام. روى عباس محمود العقاد بنفسه في قصته (سارة) جوانب من هذه العلاقة عندما ميّز بين امرأتين لبنانيتين عرفهما في شبابه, الأولى هي أليس ابنة الصحافي اللبناني أسعد مفلح داغر التي ربطته بها علاقة عاطفية حارة
في عالم الطرب والغناء يمكننا أن نلتمس شعر شيخ الشعراء إسماعيل صبري الذي أبدعه بالفصحى وبالعامية, وتغنى به عظماء الطرب في زمانه, لا في ديوانه الصغير المتواضع. هذا الدوران وذيوع الصيت في عالم الطرب والغناء يفسّر الكثير من رقة هذا الشعر, وصفاء لغته, وسلاسة تركيبه, وجيشان إيقاعه. فوجد فيه الملحنون والمؤدون ما يبحثون عنه, في وقت غلبت فيه الصنعة على الموهبة, والتكلّف على الطبع والتلقائية