العدد (563) - اصدار (10-2005)

سهرة...! علي السبتي

أصوات اللّيل تؤرقني أتنقل بين كتاب وكتاب فتضيع عيوني في الصفحات! وأفتش في ذاكرتي; عن صُوَر تشغلني

موسم الهجرة إلى الشمال.. الرواية وتقنية التوازي جابر عصفور

تشبه رواية (موسم الهجرة إلى الشمال) للروائي السوداني الطيب صالح - من حيث البناء - لوحة كبيرة, يتصدرها عنصران تكوينيان أساسيان, يتوازيان رأسيًا في تعامدهما, ويكونان إيقاع اللوحة الذي يقوم على التوازي والتقابل والإكمال. وإذا كان التوازي يصل ما بين شخصيتي مصطفى سعيد والراوي التي تتجسد الحركات الأساسية للسرد على أساس من تضادهما, فإن التوازي يتحول إلى تشابه, يدني بطرفيه إلى حال من الاتحاد, خصوصًا في اللحظة الحاسمة التي يكتشف فيها الراوي

المصادر اليومية للقصيدة العربية فخري صالح

يبدو الشعر مسكونا بالتاريخ بصورة سرية, مصنوعا, في لحظاته الأكثر كثافة, من مادة هذا التاريخ, بالرغم من محاولة الشعر الدائمة التخلص من الاشتباك بنسيج اليومي, والعارض ليسمو في معارج الخيال. كانت هذه الرغبة تسكن كثيرا من شعر العرب في القرن العشرين, ما أنتج كثيرا من الشعر الأثيري وابتعد بالكتابة الشعرية عن مصادرها اليومية, وجعل هذه الكتابة تمرينا في تأمل العالم من نقطة بعيدة في برج الشاعر العاجي

عَبَرْتُ حدود المدارك فتحي فرغلي

أتأمّلُ هذا المسيرْ: فآنًا هو الصحو يعقُبُ حلمًا, وآنًا هو الحلم يعقب صحوا, وما كنتُ آبَهُ بالصحو, أو أتحمّسُ للحلمِ, حتى تشابه صحوي وحلمي فَأَمْسَيْتُ حُرًا كأنّي أطيرْ

صورة القطّة أحمد زياد محبك

أفك حزام الأمان, أرجع بالمقعد قليلاً إلى الوراء, أستلقي فيه, ألتفت إلى النافذة. هل يستطيع البلبل أن يحلق إلى هذا الارتفاع? ليته يستطيع, كيف سيتدبر أمر عيشه الآن وهو المعتاد على الدخن الناعم, من أين سيلتقطه? كيف سينام على الأغصان? أي تشرد هذا? وهو المعتاد على دفء الغرفة? ألن يقتله البرد? من سيؤنس وحشته, وهو المعتاد أن أكلّمه كل صباح? أغسل قفصه, أبدل الماء, أضع له دخناً جديداً, أقسم تفاحة جديدة

صورة القطّة أحمد زياد محبك

أفك حزام الأمان, أرجع بالمقعد قليلاً إلى الوراء, أستلقي فيه, ألتفت إلى النافذة. هل يستطيع البلبل أن يحلق إلى هذا الارتفاع? ليته يستطيع, كيف سيتدبر أمر عيشه الآن وهو المعتاد على الدخن الناعم, من أين سيلتقطه? كيف سينام على الأغصان? أي تشرد هذا? وهو المعتاد على دفء الغرفة? ألن يقتله البرد? من سيؤنس وحشته, وهو المعتاد أن أكلّمه كل صباح? أغسل قفصه, أبدل الماء, أضع له دخناً جديداً, أقسم تفاحة جديدة

الحِصَص حلمي سالم

كنتُ هنالكَ, حين ازدهرتْ حنجرةُ أبيكِ على المئذنةِ, مؤكّدةً أن الله هو الأكبرُ, كنتُ هنالكَ, حين تكوَّمْتِ على زنديْه أمامَ القِبْلةِ, وهو يربِّتُ بالكفّيْن المعروقَيْنِ على خدَّيْكِ المجروحَيْنِ

قصة من الأدب الإسباني (جوٌّ ريفي) خوسيه ماريا ميرينو

سلموه الشقة في أواخر السنة, وبدأ على الفور بتصميم ديكور لها. كان يرغب في أن يضفي على المسكن هوية تميزه عن مئات الشقق المحيطة بشقته, والمتراكمة أيضاً في عمارات هائلة مائلة إلى الحمرة. وكان يرغب في الوقت نفسه في أن يُشيع, ولو بالتصنع, حضوراً ريفياً, جبلياً; كذكرى من بلدته الأصلية, النائية والمنسية. قسم الصالة بألواح زجاجية شفافة كبيرة, تاركاً القسم الخارجي منها متصلاً مباشرة بالشرفة الصغيرة.

قصة من الأدب الإسباني (عقاب الله) ألبارو دي لاإجليسيا

لقد فتحتُ عينيّ للتو. حين رأيت أمامي شكل الكرسيين والطاولة المألوفة, رحت أتقافز فرحاً وسعادة. لقد قفزت مثل مجنون, إلى أن استنفدتُ قواي وصرت ألهث. وتباغتني الآن نوبة من الضحك, لا أعرف كم ستدوم. أبادر إلى القول إنني لستُ مجنوناً, وإن كنتُ أبدو كذلك للوهلة الأولى. وأتفهم أن يُفاجأ أي شخص وهو يرى ردود فعلي الصاخبة حيال وقائع عادية وتافهة, مثل فتح جفوني ورؤية بعض قطع الأثاث العادية جداً. ولكنني إذا ما أوضحت لهذا الشخص أسباب ردّ فعلي, فإن المفاجأة ستفارقه ليغمى عليه فوراً

حدائق الغبطة (قصة × صفحة) نجوى الزهار

شيء ما يذكرني بجذع شجرة الكباد, عندما لم تستطع خالتي أن تقطف الثمرة العالية جدًا. أمسكت بالغصن ثم بدأت بتحريكه في كل الاتجاهات, إلى أن جاءت جدتي مسرعة, طالبة منها أن تكفّ عن هذا, فأنين شجرة الكباد يملأ الأجواء كلها, ثم أعطتها عصا طويلة للمساعدة في التقاط الثمرة, يا إلهي! مَن يساعدني على التقاط المعنى الغائب عني. ما معنى النجوى? ولكي أداري عجزي قلت لمن سألني إنني أعرف معنى غدير وغدائر