العدد (562) - اصدار (9-2005)

صَخَب الشارع الشرقي في لوحات جان ليون جيروم عرفة عبده علي

حتى منتصف القرن التاسع عشر, كانت قد تشكلت منظومة فكرية - فنية متكاملة من روائع الأدب وفن التصوير, أسهمت في اكتشاف عالم الشرق ومعطياته الجمالية. فبلاد الشرق التي نهضت في أحضانها إبداعات فكرية وحضارية للعقل الإنساني, شكلت عالما متوهجا بروعة الإبداع وسحر الخلود.. فاجتذبت كثيرا من الأدباء والرحالة والفنانين, وكان من بين من عانقت فرشاتهم (ملامح الشرق) وثبتت لحظات زمنية من التاريخ والتراث وصخب الحياة

الفلسطينيون يقاومون حتى بالكتابة على الجدران تحسين يقين

لماذا يخشى الغزاة تلك الكلمات المكتوبة على الجدران? هل يدركون أن من يكتب اليوم سيقاتل غدًا? كنا أطفالاً حين مررنا في الطريق إلى المدرسة في بداية السبعينيات, وقد رأينا هدوء القرويين على غير العادة, وبعض الهمس والإشارات, كانت الجدران تعج بعبارات حمراء: سنقاوم, فلسطين عربية. أصحاب الجدران خافوا, ومنهم من مسح الشعارات خشية الجنود المحتلين

بيتر بروغل (ألعاب الأولاد) عبود طلعت عطية

إنها لوحة وموسوعة في آن واحد. والحديث عنها في مجلة يتضمن بعض المجازفة, لأن تصغير مقاساتها الأصلية (118 * 161 سم) يفقدها الكثير من تفاصيلها, حيث تكمن قوتها, لا بل محتواها بأسره. فهذه اللوحة التي رسمها الفلامنكي بيتر بروغل سنة 1560م, تتضمن تصويراً لأكثر من مائتي ولد يؤدون نحو تسعين لعبة مختلفة من ألعاب الأولاد!! وكل جزء وجانب منها يغري بحديث مطول عنه