العدد (561) - اصدار (8-2005)

هيروشيما 1945 - 2005 أشرف أبواليزيد

شَجَرَةُ النَّار التِي مَاتَتْ الحَياةُ في ظلـِّهَا قبلَ ستينَ سنةٍ لا يزالُ دخَّانُها يزكُمُ الأنوف, لا تزالُ الريحُ تنثرُ في الهواءِ بذورَهَا

ذكريات كتاب جابر عصفور

لا أظن أن كتابًا من الكتب التي ألفتها وأصدرتها للقراء يثير في داخلي من الذكريات ما يثيره كتاب (المرايا المتجاورة) الذي صدر منذ ربع قرن. وهو دراسة نقدية عن طه حسين الناقد الأدبي ودارس الأدب على السواء. والكتاب ينتسب إلى دائرة (النقد الشارح) أو (نقد النقد), وكلا المصطلحين يشير إلى المجال نفسه من الاهتمام, وهو الخطاب النقدي الذي يصدر عن ناقد الأدب, نظرًا وتطبيقًا, ويستحق المراجعة التي تضعه موضع المساءلة للكشف عن المبادئ المحركة له

ذكريات كتاب جابر عصفور

لا أظن أن كتابًا من الكتب التي ألفتها وأصدرتها للقراء يثير في داخلي من الذكريات ما يثيره كتاب (المرايا المتجاورة) الذي صدر منذ ربع قرن. وهو دراسة نقدية عن طه حسين الناقد الأدبي ودارس الأدب على السواء. والكتاب ينتسب إلى دائرة (النقد الشارح) أو (نقد النقد), وكلا المصطلحين يشير إلى المجال نفسه من الاهتمام, وهو الخطاب النقدي الذي يصدر عن ناقد الأدب, نظرًا وتطبيقًا, ويستحق المراجعة التي تضعه موضع المساءلة للكشف عن المبادئ المحركة له

بيروت في ذاكرة الرواية اللبنانية جورج دورليان

بيروت شاخصة في العديد من الروايات, إن لم يكن في كل الروايات اللبنانية, التي صدرت في الربع الأخير من القرن الماضي, و سمّيت بروايات مرحلة الحرب في لبنان. ومن مفارقات الواقع الأدبي اللبناني أن الرواية ازدهرت عندنا في غفلة من هذا الواقع المنشغل حينها بسجالات محورها الشعر أكثر من أي نوع آخر, وفي وقت كانت العاصمة بدأت تنهار وتتفكّك: انهيار عمران مديني مرجعي في مقابل تشكّل عمارة نوع أدبي يدّعي أكثر من غيره من الأنواع الأدبية محاكاة الواقع

الحلاق وعمه وليام سارويان

قالت الآنسة (جاما) لي: أنت في حاجة إلى حلاق. وقالت أمي: لابد أن نقص شعرك. وقال أخي أيضًا: (شعرك طويل جدًا), وأراد الناس جميعهم أن أذهب إلى الحلاق, وبدا رأسي كبيرًا جدًا بشعره الأسود الكثيف, وكل من يقابلني. يقول: متى تذهب إلى الحلاق? اعتاد أحد كبار رجال الأعمال في مدينتنا - واسمه السيد (هنتجدون) أن يشتري مني صحف المساء كل يوم, وكان رجلا ضخمًا يزن أكثر من مائتين وأربعين رطلاً, ويمتلك سيارتين من نوع (الكاديلاك)

أحبته عن بعد (قصة × صفحة) سلوى الجندي

كانت تقول: يطيب لي مصادقة حراس الحدائق, هؤلاء الذين يحملون هموم كل الزهور فوق أكتافهم, أما المقاعد التي يسكن الزوار فوق أضلاعها فتؤلمني حكاياهم التي يخبئونها تحت جلود المقاعد, وحراسة تلك الحكايات تتطلب الكثير من الحذر, لأنها تؤوي كل الأشياء التي يحرص عليها أولئك الزوار. حكايتها تلك التي أسمعتها لكل الحراس, ولكل الزهور ولكل الأوراق الخضراء باتت لغزًا محيرًا.

حكاية الميتة الحيّة يوسف الشاروني

نعم, سميحة بنت خالتي, أكبر مني بعشر سنين, ربما في الأربعين, سافرت مع زوجها إلى السعودية, قلنا لها أنا وزوجتي - لا يصح أن تتركا أنتما الاثنين أولادكما, واحد منكما فقط يسافر, مهما كانت قرابتنا فهي لا تساوي وجود الأب أو الأم, لا نقصد التخلي عن الأطفال, أولادهم في عيوننا, لكن تربية الأبناء في هذا الزمن صعبة, قالوا لنا إنهم سيرسلون لنا مصاريفهم وزيادة, المسألة ليست مسألة مصاريف فقط. المهم صممت سميحة وزوجها أبو الخيرات على السفر