العدد (560) - اصدار (7-2005)

الإصلاح الديني.. والحداثة وحقوق الإنسان الحبيب الجنحاني

من يطرح هذا السؤال في الفضاء العربي الإسلامي فإنه ينتسب غالبا إلى فئة نخبوية تتخذ النموذج الغربي مثالا يحتذى, ذلك أن مسائل الحداثة, وحقوق الإنسان قد انفصلت في الغرب عن الدين منذ حقب طويلة, ولكن الوضع يختلف اختلافا جذريا في المجتمع العربي الإسلامي. وعندما نعود إلى التجربة الغربية نفسها نجد الإصلاح الديني قد مهد للحداثة, وقد برزت ملامحها الأولى في عصر الأنوار في خضم الصراع ضد سلطة الكهنوت الكنيسي, وقد كان دعامة صلبة من دعائم الاستبداد السياسي يومئذ

أزمة التعليم العالي.. مقاومة الإصلاح والتطوير أمين محمود

إن المفارقة اللافتة للنظر هي أنه كلما تميزت الجامعات بمستواها العلمي ظهرت الحاجة إلى مزيد من التطوير والاستمرار في البحث عن الحقيقة والإنجاز الأفضل, ذلك لأن عدم الاهتمام بالجودة في الأداء والإنجاز يعتبر مؤشرًا أكيدًا على التراجع والتدهور, إذ إن أساس التطور في المجتمعات الديناميكية, ينبع أصلاً من صراع قوى الإنتاج المبنية على مبدأ المنافسة. والمنافسة تقوم أصلاً على تحقيق الأفضلية من خلال الجودة والابتكار وتحسين كفاءة الأداء

الهوية وثقافة العولمة د. عبدالله الجسمي

ازدادت حدة الاهتمام بموضوع الهوية منذ العقد الأخير من القرن الماضي بطريقة غير مسبوقة. فلا يختلف اثنان على أن هذا الموضوع أصبح يفرض نفسه فرضًا على واقع العديد من المجتمعات. فمع الانفتاح الكبير بين الشعوب وتطور وسائل الاتصالات, ونقل المعلومة, والتوسع الاقتصادي الكبير للشركات الغربية, على وجه الخصوص, في كل أنحاء المعمورة, دشّن العالم مرحلة جديدة تزامن الاهتمام بها وإشباعها بحثًا مع تناول موضوع الهوية ألا وهي مرحلة العولمة

من أسرار السياسة واللغة عبدالسلام المسدي

كانت اللغات الرسمية المعتمدة في المنظمات الدولية, هي الإنجليزية والفرنسية والروسية والصينية والإسبانية, وفي مطلع عام 1974, أضيفت إليها اللغة العربية, فأصبحت اللغات المتداولة رسميًا ست لغات, وهذا يعني أن اللغة العربية قد اتسع حضورها وانفسح إشعاعها. إن المسألة تعنينا هنا في سياقها الثقافي الإنساني, فالتحاق العربية برتل اللغات المعتمدة رسميًا يسبغ عليها سمة العالمية, ومن ثم يعيد إليها بعض الإنصاف التاريخي بعد حيف طويل سببته حقبة الاستعمار

الصمت .. رسالة إنصات للوجود رمضان بسطاويسي محمد

شاع استخدام كلمة (الصمت) في الفكر المعاصر وفي النقد الأدبي والفني, في التعبير عن المسكوت عنه في النص أو العمل الفني, أو ما قد يشير إليه النص بطرف خفي من خلال بلاغة جديدة مقابلة للبلاغة التقليدية التي يعرفها العسكري في كتابه الصناعتين: بأن البلاغة هي (إهداء المعنى إلى القلب في أحسن صورة من اللفظ), فالبلاغة إبلاغ ناطق, والصمت قد يصبح في النص علامة يوازي النطق بها, فيصمت الكاتب أو الشاعر عنها ليلفت الانتباه إلى حضور مدلولها