العدد (559) - اصدار (6-2005)

أربع رباعيات حسن طلب

يا أيَّها القومُ اتَّقُوا تَوْقِي.. وَقُوا: وقفَتْ على طَللِ البلادِ الأَيْنُقُ وبكتْ وأبكَتْ.. فالحُداةُ تَفرقُوا فَلْتسْقِ خدَّيَّ الدموعُ.. فإنني غرَّبتُ.. لكنَّ الأحبَّةَ شرَّقُوا

إيكاروس عبدالغفار مكاوي

رأيتك يا إيكاروس عندما سقطت في الماء, رأيت رأسك الصغير كحجر بلا ملامح, أو كوجه فأر عجوز يحتضر. وسمعت - نعم سمعت - شهقة الموجة التي جاشت على سطح البحر الإيجي بعد أن ارتطم جسدك الشاب بسطح العنصر الأبدي السيّال. سألت نفسي إن كنت قد شهقت أيضًا أو تأوّهت. وتفحصت لوحة الفنان لعلي أتبيَّن دموعًا تسقط من عينيك اللتين بللهما الرذاذ المتناثر حولك

(نار العودة).. للشاعر عبده وازن شوقي بزيع

الشعر عند عبده وازن لا يتغذى من الحدث السياسي المباشر, ولا من الأيديولوجيا والالتزام العقائدي, ولا يقع فريسة للحماس القومي والوطني العابر, بل هو ثمرة مكاشفة داخلية, وإصغاء تام إلى الأصوات التي تمور في قرارة الذات وقرارة العالم. والشاعر عنده ليس صناجة القوم أو مطربهم أو داعيتهم السياسي, بل هو الحادس والرائي الذي يستكشف الطريق ويتنكب الصعاب ويسبر الأعماق

عَبَث جودت فخر الدين

أجعل أوقاتي نصفيْن: أحاول أن أغنم نِصْفًا, وأجازف بالثاني, فأُضيِّعُهُ. لا أغنمُ إذّاك سوى النصْفِ الضائع!

الرواية والمدينة محمود الربيعي

تشتبك الرواية بالمدينة اشتباك وصف, واشتباك رؤية, واشتباك جدل. وحين تغادرها تكون قد تخلقت بصفتها عملا إبداعيا, تأخذ مادتها الخام من مدينتها, ولكنها تستقل عنها, فتنهض كيانا جديدا محكوما بشروط النوع الفني, وإن بدا في القشرة الخارجية, والملامح الظاهرية, موسوما بالسمات ذاتها التي تحملها المدينة الخارجية. فكيف ينشأ هذا الالتباس?

نورا علياء الداية

السماء مكفهرة ملبّدة بالغيوم, ولكنني مع ذلك مضيت إلى كشك الهاتف وسط المدينة, هذا الطقس لن يشجّع الكثيرين على الازدحام أمامه. أخيرًا جاء صوتها: آآلو...مَن يتكلّم?!

أحلام فراشات.. مختارات من الأدب الخيالي العالمي محمد إبراهيم مبروك

حلم شوانج تسو بأنه فراشة, وحينما استيقظ لم يعد يعرف إذا ما كان تسو هو الذي حلم بأنه فراشة, أم أن فراشة هي التي كانت تحلم بأنها تسو

سلام الراسي.. أديب تفتحت موهبته بعد الستين وجيه فانوس

وُلد سلام الراسي سنة 1911, في أبل السقي, وهي قرية في جنوب لبنان قريبة من الحدود اللبنانية مع المناطق الشمالية من فلسطين. كان والده, يواكيم الراسي, مبشرا بروتستانتيا, يسعى إلى خدمة الناس من خلال كنيسته, ومدرسا لأبناء المنطقة, على اختلاف طوائفهم الدينية وتوجهاتهم السياسية. ولقد تمكّن هذا الوالد من أن يَبُثَّ في نفوس أبنائه حب العلم وعشق الثقافة, فنشأ هؤلاء على التعلق بجمال المعرفة والتمسك بخيراتها