العدد (557) - اصدار (4-2005)

ذلك العنف الأعمى.. محاولة لتحديد المفهوم سليمان إبراهيم العسكري

تكاثرت أعمال العنف الدامية التي وصلت في معظم الأحوال إلى حدود اللامنطق واللامعقول, وباتت تشكل ظاهرة خطيرة تلتهم أمن وطمأنينة الناس العاديين, وتعطل أي استثمار عقلاني لجهود النماء الإنساني, كما أنها تمنح كثيرًا من الذرائع للمتربصين الراغبين في التدخل والقهر, وبالرغم من أن الظاهرة أبعد ما تكون عن الثقافة ببنيتها المتطلعة إلى الإرهاف والجمال, فإن النظر إلى هذه الظاهرة بأدوات الثقافة, بات مما لا بد منه

الوسطية العربية المفتقدة.. اعتدال أم تخاذل? سليمان إبراهيم العسكري

تبدو كلمة (الوسطية) على بساطتها ملتبسة تبعًا لاختلاف القائلين بها والمواقف التي تتردد أثناءها, فهي لا تحمل معنى مباشرًا, بقدر ما يحيط بهذا المعنى من ظلال. فبعضهم يضعها بديلاً للاعتدال أو التوازن, والتواضع والاستقامة, وبعضهم الآخر يراها نهجًا للحياة, وأسلوبًا في ممارسة السياسة, وحلاً مثاليًا لمشكلات الحكم العربي العسيرة الحل. وأجد نفسي متحفظًا على كل هذه المعاني, فهي لا تصف الوسطية, بقدر ما تستبدل بها كلمات وتعبيرات أخرى تخص أهداف من يرددونها في مواقف بعينها ويتناسونها في مواقف أخرى