العدد (553) - اصدار (12-2004)
في هذا العام انتزع الشعر جائزة نوبل, إذ فازت بجائزة الآداب الشاعرة النمساوية المتمردة ألفريدا ييلنك التي لا تمارس كتابة الشعر فقط, ولكنها تمتلك إنتاجًا غزيرًا من مختلف الأشكال الأدبية مثل المسرح والرواية والسيرة الذاتية.
إذا كانت (الأيام) الشهيرة لطه حسين تفجّرت إبداعيا مع تصاعد أزمة كتاب (في الشعر الجاهلي) سنة 1926, حين ثار الثائرون على طه حسين, واتهموه بالكفر, وصادروا كتابه, وعملوا على طرده من الجامعة, وتقديمه للمحاكمة, وآذوه في مشاعره, كما آذوا أفراد أسرته على نحو ما تحكي زوجه في كتابها الذي كتبته بالفرنسية بعنوان (معك) وترجمه محيي الدين عرودكي - أقول إذا كانت (الأيام) الشهيرة تفجر الدافع إلى كتابتها في سياق أزمة حادة
الطفل يمسح دمعة طفرت عن الأقصى, ويمنح ظلّه للقبة الشهباء, ينزل باتجاه مراقد الشهداءِ, ما شبع التراب من الدماءِ, وماتزال معارج الأقصى مفتحة, على باب القبولْ. والقدس تدرك ما تقولْ
في الساعة العاشرة قبل منتصف الليل من كل أربعاء, يأتيه من يأخذ الجثة ويعطيه ألف دينار, بشرط أن تكون الجثة لرجل وغير مبتور منها أيّ عضو مهما صغر حجمه. كان يبيع الجثث التي يدفنها بيديه, منذ سنوات وهو يحفر في أرض المقبرة, لا أحد يعرف عنه أي شيء سوى أنه رجل مؤمن وعفيف لا يأخذ أكثر من حقه في الحفر وتأمين تربة صالحة طرية (للمرحوم) دون أن ينتبه إليه أحد من أهل الميت وهو يواري الجثة التراب بطريقة يكون من السهل إخراجها ليلة الأربعاء ليقبض عنها ثمنًا آخر أكبر!
في حديقة واسعة بديعة رمقها من بعيد, هي الفتاة ذات الوجه الطفولي الملامح والتعبيرات, شعرها الأسود القصير ملموم برباط صغير, كانت ترتدي (تي شيرت) أخضر وبنطالا أسود وحذاء صغيرا تطل منه أظفارها الملوّنة. حتى هذه اللحظة لم يكن قد اقترب منها حتى يعرف إن كانت تضع أحمر الشفاه أم هل ترسم عينيها ذات النظرة التي انعكست لمعتها على جذع نخلة كان يستند إليها