العدد (550) - اصدار (9-2004)
ابتُلي الفن المصري خلال العقود الثلاثة الأخيرة بأصوليتين متعارضتين: الأصولية الانطوائية النكوصية الغيبيّة المتعثّرة في غياهب الاختلاط بين الحلال والحرام بخصوص الصورة, والأصولية الحداثية أو التقريبية, التي تدين بتطرف أعمى أدنى بصمة عرفانيّة في التقاليد الفنية, بحيث تخلط بين حدود المعرفة العقلية الخاصة بالعلوم والمعرفة الحدسية الخاصة بالفنون
في عام 1987 كتب رولاند رايس اليهودي الجزائري ابن الأديبة إليسا رايس أن الانتشار الكبير الذي عرفته الموسيقى الأندلسية في أوربا الغربية, عندما كانت الأندلس في قمة حضارتها يعبّر عن (قوتها العالمية البعد), ويؤكد بكل ثقة وافتخار أن (الأندلس الإسلامية هي الأم - الملكة الأصيلة للموسيقى الحديثة, حتى في هذا الغرب النسّاي, وهذا شرف كبير للإسلام الذي افتتح عهد الحداثة...).