العدد (549) - اصدار (8-2004)

شهادات من زمن الرعب العربي

هذه الشهادات ليست تصفية لحسابات قديمة, فجرائم التعذيب والقتل وامتهان كرامة الإنسان - مهما كان المتهم بارتكابها - لا تتقادم, ولكنها تذكرة لتجربة عربية مريرة عاشها أشقاؤنا في العراق إبان حكم صدام حسين, وهي تقدم صورة من الداخل لكل الذين يتباكون على هذا النظام, ويعتقدون أن زعيمه الذي وجد مختبئًا في إحدى الحفر هو بطل مغدور به, وقد كان الأجدى به أن يختبئ في إحدى المقابر الجماعية التي نشرها على وجه العراق كالطاعون, قبل أن يجيء بالاحتلال

جدار بين ظلمتين.. والمنافي العراقية جابر عصفور جابر عصفور

كتبت منذ عامين أو أكثر عن المنافي العراقية, مؤكدا أنه لا يوجد مثقف عربي عانى, ولايزال يعاني, مرارة المنفى مثل المثقف العراقي الذي كتب عليه أن ينتقل من منفى إلى منفى, هاربا من وحشية القمع, كما لو كان مقدورًا عليه ممارسة شعائر الاغتراب القسري, تكفيرا عن جريمة التفكير الحر والإبداع الجسور والمخالفة التي تؤكد الحضور. لقد تحول العراق منذ سنوات عديدة إلى وطن جمر, طارد للمثقف الحر الذي لم يأمن على نفسه

دخول الروح سحر سليمان سحر سليمان

لا...لم أكن نائمة أو حتى أشعر بالنعاس, لا أبدًا, فقد كنت في قمة نشاطي الصباحي: وأنا أكمل قراءة الرواية: (رواية شرف لصنع الله إبراهيم) رغم أن بعض صفحاتها جعلتني أشعر بالملل للاستفاضة الطويلة في تفاصيل مملة, وإسهاب في أحداث لا تقدم للقارئ شيئا, إلا أنني أتابعها بسبب الفضول كي أعرف ماذا سيحل ببطلها, ومع ذلك أقرأها الآن وأنا أشرب القهوة بعد أن أنهيت عملي المنزلي وتفرّغت للقهوة ولشرف...وقتها فقدت الوعي