العدد (548) - اصدار (7-2004)
يا شاعري الصغيرْ... أنتَ كبِرْتَ...وأنا كبِرتْ لكنني سأكتُبُ الرسالةَ القصيرَةُ
مِخْلاة ٌ فوقَ الكتفِ الواهن دربٌ يتوزَّع بين الشمس وظلك يملأ القيظ ساحة القلب سرابًا: حولك صورٌ وحكايات سقطتْ من غربال الوقت مثل حصاةٍ تحتَ لسانِك!
مِخْلاة ٌ فوقَ الكتفِ الواهن دربٌ يتوزَّع بين الشمس وظلك يملأ القيظ ساحة القلب سرابًا: حولك صورٌ وحكايات سقطتْ من غربال الوقت مثل حصاةٍ تحتَ لسانِك!
توفي أمير الشعراء أحمد شوقي في فراشه بمنزله (كرمة ابن هانئ) المطل على النيل ما بعد منتصف الليل في الرابع عشر من أكتوبر سنة 1932, وقد أحزنت وفاته الحياة الثقافية العربية بأسرها, حتى أولئك الذين هاجموه بوصفه رمزًا إبداعيا للقديم الذي لابد أن يخلي الطريق للجديد الواعد. وانهمرت مئات المقالات والقصائد في تأبين الفقيد الكبير الذي استحق لقب أمير الشعراء بجدارة, وسارع الجميع إلى كتابة ذكرياتهم عن الفقيد, وإعداد الكتب عنه
توفي أمير الشعراء أحمد شوقي في فراشه بمنزله (كرمة ابن هانئ) المطل على النيل ما بعد منتصف الليل في الرابع عشر من أكتوبر سنة 1932, وقد أحزنت وفاته الحياة الثقافية العربية بأسرها, حتى أولئك الذين هاجموه بوصفه رمزًا إبداعيا للقديم الذي لابد أن يخلي الطريق للجديد الواعد. وانهمرت مئات المقالات والقصائد في تأبين الفقيد الكبير الذي استحق لقب أمير الشعراء بجدارة, وسارع الجميع إلى كتابة ذكرياتهم عن الفقيد, وإعداد الكتب عنه
دخلت نورسةٌ قلبي كي تسقيه - كعادتها - كل صباح فتحت صنبور الماء, وجلست
دخلت نورسةٌ قلبي كي تسقيه - كعادتها - كل صباح فتحت صنبور الماء, وجلست
تجمع الشابة الأوراق وتدفعها بأصابع مرتبكة في المغلف الأبيض. تمرّر لسانها فوق مثلثه قبل أن تطبقه وترميه في صندوق البريد الأصفر. تتابع سيرها إلى (السنترال), منخفضة البصر, تعدّ بلاطات الرصيف الرمادية, لم تعد تبتهل وتتمنى أن تفوز في المسابقة كما في السابق. لم تعد تعد نفسها بشيء, فقط تمضي من دون آمال إلى (السنترال)
تجمع الشابة الأوراق وتدفعها بأصابع مرتبكة في المغلف الأبيض. تمرّر لسانها فوق مثلثه قبل أن تطبقه وترميه في صندوق البريد الأصفر. تتابع سيرها إلى (السنترال), منخفضة البصر, تعدّ بلاطات الرصيف الرمادية, لم تعد تبتهل وتتمنى أن تفوز في المسابقة كما في السابق. لم تعد تعد نفسها بشيء, فقط تمضي من دون آمال إلى (السنترال)
ما بين الثالث عشر من يونيو عام 1950م والسادس والعشرين من يونيو عام 1952م تولى طه حسين مسئولية وزارة المعارف العمومية في وزارة حزب الوفد الأخيرة التي انتهت في ذلك اليوم المشئوم بحريق القاهرة الشهير. في يوم من أيام وزارته هذه أطلق طه حسين صيحته الشهيرة: التعليم حق لكل مواطن كالماء والهواء
ما بين الثالث عشر من يونيو عام 1950م والسادس والعشرين من يونيو عام 1952م تولى طه حسين مسئولية وزارة المعارف العمومية في وزارة حزب الوفد الأخيرة التي انتهت في ذلك اليوم المشئوم بحريق القاهرة الشهير. في يوم من أيام وزارته هذه أطلق طه حسين صيحته الشهيرة: التعليم حق لكل مواطن كالماء والهواء
من المؤكد أن أي حديث عن الرواية, هو في الجوهر حديث عن مجتمع, ذلك أن الرواية تعكس حالات المجتمعات في تحولاتها سواء نحو الأرقى أو الأدنى في سلم القيم والمعايير. جنس الرواية, إذا ما نظرنا إليها كجنس, يخضع لقوة التجريب باستمرار, الشيء الذي يجعل الرواية مفتوحة على التجدد الدائم
طوال حياتي ما استطعت أن أقدم شهادة عن نفسي. بل أنا لا أعرف أصلاً ما معنى أن أقدّم شهادة عن نفسي! ويهوّنون الأمر عليّ... ويقولون: (- إذن حدّثينا عن تجربتك مع الكتابة!) وأقف مذهولة حائرة! وهل حكايتي مع الكتابة... تجربة? أكلّ هذه السنوات المطرّزة بالحروف, والمنسوجة بالأفكار والفيّاضة بالأحاسيس... والمتناثرة حكايات...أكلّ هذه السنوات التي هي عمري...تجربة? وهذه الدرب الصعبة الوعرة التي قطعتها...
كان على يقين من أنهم سيُلقون القبض عليه فور أن تطأ قدماه أرض المطار. ولكنهم - يا للغرابة - (لم يفعلوها)! ضربوا على الحاسوب, فارتسم على شاشته الصغيرة اسمه بالخط الثلث. ختموا أوراقه, وردّوها إليه باسمين. ودخل, دون أن يلتفت إلى حيث تجمّع القادمون حول (البساط الدائر), فمتاعه كلّه هو ما احتوته الحقيبة الصغيرة المعلّقة على كتفه. لم يفتحها رجل الجمارك, الذي بدا مهذّبًا جدّا, وأشار له بيده أن: عدت? فادخل مُرحّبا بك في وطنك الحبيب
قال تعالى: {وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثمّ لا ينصرون}(111 آل عمران). فسرّ (أبو الحسن الواحدي) هذه الآية قائلاً: يولوكم الأدبار, كناية عن انهزامهم, لأن المنهزم يحوّل ظهره إلى جهة الطالب, هربا إلى ملجأ وموئل يئل إليه, خوفًا على نفسه, والطالب في إثره. وقال - جلّت قدرته: {واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء}(22 طه)
كانت المدينة التي استيقظت لتوها تخطو خطواتها الأولى: رجال مازال النعاس يسيطر عليهم يدفعون عرباتهم البدائية, حمالون قذرون يغادرون مضاجعهم في مداخل العمارات, امرأة متدينة مستعجلة تصطدم بساهر متأخر. وكان الصغير فيليبه بارثيا يحتمي من البرد الذي ينفذ حتى العظام وهو ماض في طلب بضاعته: الجرائد التي مازالت دافئة بعد أن قذفتها المطابع الرجراجة للتو
إنهم ينتشرون في كل مكان... لا أحد يعرف من أين جاءوا, ولا من يتذكر متى بدأت أولى خطواتهم وسط البشر, العلماء ادّعوا أنهم زوّار قسريون من كوكب آخر, ورجال الأديان يقولون إنهم من فصيلة الجن والشياطين, المتفلسفون يعتقدون أنهم آثام البشر تجسدت أخيرًا في أشكال كائنات حية, ولكن الجميع الذين لم يعترفوا بيأسهم وفشلهم في تفسير ظاهرة وجود هؤلاء بينهم, أقرّوا بأنه لا نفع ولا ضرر منهم, فهم يتجولون في كل مكان وفي كل الأوقات, لا ينامون ولا يأكلون ولا يتكلمون