العدد (547) - اصدار (6-2004)

مَا عَادَ للنّهْرَينِ مَاءٌ علي عبداللّه خليفة علي عبدالله خليفة

منْ على الرّدْمِ ومن بين رَماد الناسِ في تِلكَ المَدائِنْ

الأندلسيون يعشقون سلمى الحفار الكزبري سلمى الحفار الكزبري

تجلى اهتمام الكتّاب والشعراء الأندلسيين - وحتى رجال الفقه منهم - بالحب في أعمالهم, وقد عالجوا موضوعه بكل صراحة ووضوح مما لم نلحظ مثله في أدبنا العربي المشرقي إلا نادراً. كما أننا لم نلحظ عند الأندلسيين أي أثر للحب العذري الذي تغنى به شعراؤنا العرب القدامى المتمثلين بكل من جميل بثينة وكثير عزة على أن أسماء محبوباتهم ظهرت في قصائدهم المترجمة مشاعرهم المتسمة بالخفر

عكاظ أحمد شوقي جابر عصفور جابر عصفور

كنت أبحث في مكتبتي عن كتاب أحتاج إليه لتدقيق معلومة في الركن المخصص لشعراء الإحياء في العالم العربي, وهم الشعراء الذين حملوا راية النهضة الشعرية منذ الربع الأخير من القرن الثامن عشر إلى مطلع ثلاثينيات القرن الماضي, خصوصا سنة 1932. وهي السنة التي توفي فيها كل من أحمد شوقي (1868 - 1932) وحافظ إبراهيم (1872 - 1932) فانتهى بوفاتهما زمن الإحياء الذي تخلى عن دوره لزمن جديد من شعر الوجدان

النهر يعود إلى المنبع شوقي بغدادي شوقي بغدادي

إلى مدرستي القديمة وقد زرتُها متأخرًا على غير ميعاد....

الترجمة وجنايتها على الشعر محمد علي شمس الدين محمد علي شمس الدين

خلال زيارتي لإيران, منذ خمس سنوات خلت, بدعوة من وزارة ثقافتها, لفت انتباهي ظاهرة ثقافية تتمثل بالهيمنة الكلية لشاعرهم العرفاني الأكبر حافظ الشيرازي (شمس الدين محمد) على المزاج الثقافي الرسمي والشعبي للإيرانيين, على الرغم من مرور ستة قرون ونيّف على وفاته, ودفنه في شيراز مسقط رأسه الذي نادرا ما غادره. هو الذي ولد في أواسط النصف الأول من القرن الرابع عشر للميلاد/ النصف الأوّل من القرن السادس للهجرة, ومات في العام 1389 للميلاد/ 792 للهجرة

شمس الليل أمين الباشا أمين الباشا

يستيقظ صباحًا, ويغادر فراشه بعد تردد, ثم ينتصب على أرض غرفته الملساء ذات المربّعات الملوّنة أشكالها الهندسية بألوان حمراء وزرقاء وخطوط سوداء وبيضاء. استيقظ?.. لا.. فهو لم ينم ليستيقظ من نومه. لم ينم لأنه كان مسكونا بالأرق.. جرّب أن ينام.. ولكن.. لا.. النوم لم يزره ولو لدقيقة واحدة, عيناه كالنافذتين الزجاجيتين, مفتوحتان ولكن بلا حياة.. كالأبواب التي رأت كثيرين من المارّة, والداخلين والخارجين, وأصبحت مع مرور السنين لا تبالي بمن يدخل وبمن يخرج, هكذا عيناه

الاختيار فؤاد التكرلي فؤاد التكرلي

ما كان لي أن أتصور عودتي إلى محلتنا القديمة (باب الشيخ) بعد أكثر من عشر سنوات, لكن تلك العودة تحققت حين فتحتُ لي مكتبا للمحاماة مطلا على شارع (الكفاح) فوق أحد المقاهي المجاورة لمخزن (عبد الله الشيخلي). كانت في الأساس فكرة أبي, الذي ذكّرني بأن أهالي (باب الشيخ) هم أهلنا وهم الذين قد يلجأون إلينا في محنهم ومشاكلهم الحياتية, فاذهب إليهم وكن بجوارهم لتنفعهم وينفعوك.. وهكذا كان

عليّ بأنواع الهموم ليبتلي فتحي فرغلي فتحي فرغلي

صحا امرؤ القيس في ليلة رأس السنة الميلادية 2004, فتطلع في وجوهنا, ثم قرأ صحفنا وشاهد تلفازنا, وطاف بشوارعنا, فلما تعرف إلى أحوالنا, غادرنا عائدا إلى قبره, وهو ينشد هذه الأبيات

(ب.وردز ورث) قصة مترجمة ف.س.نايبول ترجمة: د. أحمد هلال يس ف.س.نايبول

ثمة ثلاثة شحاذين كانوا يطرقون أبواب المنازل التي تتسم بالكرم وحسن الضيافة, في شارع ميجل في توقيت دقيق كل يوم. ففي حوالي العاشرة كان يأتي شحاذ هندي يرتدي وزرة قصيرة في خاصرته, وسترة بيضاء, وكنا ندلق ملء علبة صفيح من الأرز في الجوال الذي كان يحمله على ظهره. وفي الثانية عشرة كانت تهل علينا امرأة عجوز وهي تأخذ أنفاسا عميقة من غليون من الفخار ثم تزفره سحابة من الدخان كثيفة, وكنا ننفحها بسنت

موسيقى الصامتين.. قصة x صفحة أحمد رضا خطاب أحمد رضا خطاب

حين اضطررت للمجيء إلى هذا المقهى أول مرة مع أحد أصدقائي - بالرغم من علمه برفضي ارتياد المقاهي - كنت قد استسلمت لرغبات التجربة داخلي خاصة عند وصفه لي مقهى يمتص منك الشجون ويمنحك من الخيال ما يعطشك للمزيد منه, وعلمه كم أعشق كل ما يذيبني مع مكنوناتي, فدخلنا ذلك المقهى. كان يبدو مقهى عاديا, إلا أنني لاحظت وجود آلة (بيانو) أثرية في أحد الأركان, وسمعت صوت (كمان) ظننته أول ما سمعته شدوا بشريا حزينا, كان عازفا بارعا حقًا