العدد (545) - اصدار (4-2004)
تتسابق الأمم الناطقة باللغات الأوربية في مدى الترجمة, بل يصل الأمر إلى درجة أن تصدر الترجمة الإنجليزية أو الفرنسية أو الإسبانية أو الألمانية لكتاب من الكتب التي تصدر في أقطار هذه اللغات مع صدور الكتاب نفسه في لغته الأصلية. وقد حرصت الأمم الآسيوية المتقدمة, وعلى رأسها اليابان, على أن تترجم إلى لغتها كل ما تصدره الأقطار الأوربية - وغير الأوربية - من منجزات التقدم والحضارة في كل أنواع المعرفة والإبداعات المختلفة. وقد أدهشني - وأنا أتابع الكتابات المترجمة للفيلسوف الفرنسي جاك ديريدا
ثلاثة شعراء ماتوا في ريعان الشباب. ارتفعوا في عقد الثلاثينيات من القرن الماضي كنجوم مضيئة ثم هووا كشهب محترقة, هم: أبو القاسم الشابي وفوزي المعلوف وإبراهيم طوقان الذين عاشوا في حياتهم القصيرة شهودًا على الحق الذي لا يموت. في التاسع من أكتوبر 1934, توفّي الشاعر التونسي النابغة أبو القاسم بن محمد الشابي الذي انتقل إلى الملأ الأعلى وهو في شرخ الشباب وأوج العطاء, لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمر قضاه بين سراب الأمل وحراب الألم
الدكتورة رضوى عاشور, أستاذة الأدب الإنجليزي بجامعة عين شمس, بدأت مسيرتها الروائية مبكرة, عندما نشرت منذ عقدين (1983م) سيرتها الأولى: (الرحلة! أيام طالبة مصرية في أمريكا). ثم تابعت إبداعاتها الأكاديمية والفنية, حتى توّجتها بثلاثية غرناطة التي تعتبر من أهم ما كتب عن الرؤية المعاصرة للأندلس
أنا وأنت والسيف بيننا
لا أحد يعرف كيف تجمّعت خيوط الأشياء في عقله, لا هو ولا أحد غيره يعرف ذلك. فالأمور كانت بسيطة, بسيطة وواضحة إلى حد أنه لا أحد لاحظ حدوث الأشياء. لا أحد, حتى أقرب الأقرباء لم يلاحظوا كيف بدأت الأمور, فهم كغيرهم لا ينتبهون للأشياء إلا فقط حينما تكبر وتتعاظم وتمد لهم لسانها وتقول لهم: يا ناس, يا عالم, أنا هنا
على ضفاف الحب والحرية