العدد (544) - اصدار (3-2004)
في شهر مارس تبدأ الطبيعة دورة من البعث والتجدد, فالجليد لا يبدأ ذوبانه فقط في البلاد الباردة, ولا تخرج الحيوانات من بياتها الشتوي الطويل, ولكن حتى البذور الكامنة في جوف أرضنا العربية الصامتة تبدأ هي الأخرى في التفتق, لتخرج لنا عشرات من النباتات والزهور. وإذا كنا لا نشعر بتوالي الفصول, مثلما لا نشعر بتوالي العديد من الأحداث الجسام, فإن الطبيعة سوف ترغمنا على الانتباه
(العصفور عندما يهرب من القفص فإنه لا يمارس سياسة بل يسعى إلى نيل حريته.. إن الحب فعل وطني أيضا, كما أن الفن الوطني ليس جملة هادرة.. فحتى الخباز عندما يبيع خبزا غير مغشوش فإن هذا فعل وطني)
لا تخجل إذا قال لك الطبيب: (أنت مريض بالإيدز), فربما يكون المرض قد تسرب لك عبر جرعة دم أو شفرة حلاقة أو حقنة ملوثة
منذ صدور ديوانه الأول (أغاني إفريقيا) عام 1955, والشاعر السوداني - المصري - الليبي محمد الفيتوري, جمر مشتعل في حركة الشعر الحديث, وعطاء شعري عبر دواوينه المتتابعة الصدور حتى اليوم, له مذاقه الخاص وسَمْتُه الخاص, ولغة شعرية لا تختلط بغيرها, تتميز بمعجمها الشديد الخصوصية, ونبضها الحار المتدفق, وإيقاعها القوي الأَسْر والحدّة والتأثير
ظللت الأحقاب الطويلة - الأولى - من عمري المديد - رعاكم الله - أحظى بلقب (قلب أمي), ولاسيما في لحظات عنفوان استرحامها الساخن, ضاربة صدرها بكف يدها, كلما حاق بي أذى السقوط بين الطوب والحصا والأعشاب وجذوع النخيل, لتصرخ: يا قلبي, وهو تعبير يعلو - حتي على أفخم الألقاب, استطعنا استغلال ما يثمره من تدليل, بالذات نحن طائفة الذكور الذين وفدوا إلى الدنيا بعد عدد من البنات, هذا التدليل الذي أود أن يقوم واحد من الباحثين في علم الاجتماع بدراسة نتائجه المعهودة - والمنتشرة - في بلادنا
على مدى أسابيع ثلاثة, عاشت الكويت أفراح عيدها الثقافي السنوي, مهرجان القرين العاشر والذي أصبح معلما لها, ومهرجانًا عربيًا ذائع الصيت ينتظره المثقفون الكويتيون والعرب عاما بعد الآخر. ويعد هذا المهرجان الذي أسسه د.سليمان العسكري عام 1993 متنفسًا ثقافيًا حقيقيًا يستطيع فيه الجمهور الكويتي المحب للثقافة والفنون كل ما يستطيع أن يطمح إليه من ندوات ثقافية إلى معارض فنية إلى حفلات موسيقية ومسرحية
طالعت وبكل اهتمام ما جاء في مقالة الدكتور سليمان العسكري في العدد المنشور بشهر يوليو 2003م تحت عنوان (قهر الثقافة وهيمنة الجلافة.. أسئلة مهمة لرواية عراقية كبيرة)
هناك مَن يقول إن الفيلسوف اليوناني سقراط صار فيلسوفًا بسبب غباء زوجته, أو بسبب زواجه. ولكن الزواج ليس السبب الوحيد لبلوغ المرء رتبة الفلسفة, فقد يبلغها لأسباب أخرى