العدد (542) - اصدار (1-2004)

الآثار العربية المهاجرة المحرر

الآثار سر الإنسان في الأرض, بها نقرأ سيرته, وفيها يوثق تاريخه, ومعها ندرك عقيدته. وفي أرضنا العربية الممتدة من المحيط إلى الخليج عبرت حضارات تليدة أنبتت أشجار الحياة المتجددة. وحين امتدت يد الكشف الغربية إلى آثارنا العربية, تركت ما تركت, وأخذت ما أخذت, حتى صار لدينا من الآثار العربية المهاجرة خارج أوطانها مثل ما لدينا داخل الحدود

تاريخ سرقات الآثار المصرية إيهاب الحضري إيهاب الحضري

كان نسق الحياة مختلفا, ورغم ذلك مضى كل شيء على المنوال نفسه. عندما أخذت الشمس تخطو خطواتها الأخيرة لتنهي يوما شاقا من العمل, كان مركب صغير يتجه ناحية الضفة الغربية لنيل الأقصر. الزمان كان صبيا والمكان أيضا, لكن الإنسان كان قد اخترع الشر منذ زمن بعيد. رسا المركب في لحظة ما اعتبرها ركابه أكثر أمنا من غيرها. هبطوا وتسللوا تجاه وادي الملوك, وبدأوا تنفيذ خطتهم التي لم يكن مكتوبا لها أن تكتمل بنجاح. كان يمكن أن تظل هذه القصة سرا لولا أن الظروف التي أحاطت بها جعلت البرديات تسجلها لتصبح واحدة من أقدم سرقات الآثار في التاريخ, وعلى سطح هذه البرديات تم تدوين اعترافات المتهمين

الحضارة اليمنية القديمة والمنقولات الأثرية للخارج محمد عبد الله باسلامة محمد عبد الله باسلامة

كان لليمن القديم دور حضاري, امتدت جذوره منذ الألف الثالثة قبل الميلاد, وظهر نشاطه التاريخي خلال الألف الأولى قبل الميلاد وبداية العصر الميلادي من خلال ممالك سبأ ومعين وحضرموت وقتبان وأوسان وأخيراً مملكة حمير(سبأ وذوريدان وحضرموت ويمانه...) ولا يعرف بالتحديد بداية كل منها أو كيف اختفت ومتى انتهى بعضها, إلا أن اسم سبأ استمر منذ ظهورها حتى انتهاء دورها بعد الاحتلال الحبشي لليمن في القرن السادس للميلاد وظهور الإسلام, وقد تعاصرت بعض الدول أو أدخلت في كيانات سياسية في بعض الفترات, وكان لها وجود سياسي وجغرافي ومراكز حكمها

التنقيب الأثري في سوريا تاريخ من الاستيلاء والنهب والتهريب أيضاً سعاد مكرم سعاد مكرم

محض مصادفة قادت أحد المزارعين إلى نزع حجر من سقف مقبرة قديمة عند قرية (رأس شمرا) الواقعة شمال مدينة اللاذقية في سوريا, ليكون عام 1929 بداية الطريق إلى كشف قبر قرب ميناء كان مجهولاً, تبين لاحقاً أنه مرفأ مدينة أوغاريت, التي كانت مزدهرة بالحياة في القرنين الرابع عشر والثالث عشر قبل الميلاد. سرعان ما أرسلت سلطات الانتداب الفرنسي نبأ الاكتشاف إلى متحف اللوفر وأكاديمية المخطوطات والآداب في فرنسا, أعقبه إرسال حملة أثرية بقيادة كلود شوفريه لتحفر في مكان تغطيه الأشواك الكثيفة وتغزوه الأفاعي والعقارب. خلال شهر من البحث والتنقيب ظهر الكثير من الأنفاق

لماذا نطالب بعودة آثارنا.. وبقاؤها في متاحف العالم ضرورة? أحمد عثمان أحمد عثمان

تحتوي غالبية المتاحف العالمية في أوربا وأمريكا على آلاف القطع الأثرية, التي جاءت من بلدان الشرق الأوسط وحضاراتها القديمة. خرجت معظم هذه الآثار من بلادنا أيام خضوعها للاحتلال البريطاني والفرنسي, في القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين. هل نطالب باسترداد تراث أجدادنا المعروض في المتاحف العالمية? أم نتركه في الخارج? من بين هذه الآثار رأس نفرتيتي في متحف برلين وحجر رشيد في المتحف البريطاني, ومسلة حمورابي في متحف اللوفر ومكتبة أشوربنيبال في المتحف البريطاني