العدد (541) - اصدار (12-2003)
إن حوارا جادا ومعمقا, وهادفا إلى مصالحة الذات, بمناقشة أزمة الثقافة وإشكالية اللغة, ووضع العربية والأمايزيغية والفرنسية في المجتمع, والصراع اللغوي المفتعل والمغرض, والبناء الفكري بتعزيز القيم والمعايير الوطنية الاجتماعية الروحية, وإحياء الفضاء الثقافي وتفعيل شروط الحياة الثقافية والفكرية, وإحلال الشرط الثقافي المكانة اللائقة به في سلم الأولويات والمناصب والمسئوليات, إن حوارا كهذا كفيل بإعادة الثقة إلى النفوس وإشاعة روح الاطمئنان والأمل في التخلص من العقد والانكسارات, وردم الهوة بين الواقع الكئيب والممكن المنشود, والتشوف إلى مرتجيات عهد جديد, بكثير من الأمل والثقة والعمل المنتج
لعل دهشتنا لا تنقضي حين نسمع ونقرأ شواهد وأمثلة لإهمال متعمد أو غير متعمد يحدث للغتنا العربية, سواء من خلال أجهزتنا الإعلامية والثقافية, مقروءة كانت أو مسموعة أو مرئية. أو من خلال أجهزتنا التعليمية والعلمية التي تعمل - بقصد أو بغير قصد - على التقليل من شأن هذه اللغة سواء في مدارسنا أو جامعاتنا وذلك من حيث تخفيض درجات هذه اللغة العربية عن غيرها من المواد في المدارس, أو تقليل الساعات المخصصة لمحاضرات اللغة العربية في الجامعات حتى في الكليات المعنية أصلا باللغة العربية وآدابها بما أدى في النهاية إلى غربة لغتنا العربية في بلادها