العدد (541) - اصدار (12-2003)
يجيء لها البحر ليلا ويمسكها بين أمواجهِ
ازدهرت الواقعية في الخمسينيات, شاملة في تدافعها أنواع الآداب والفنون المختلفة, وذلك على نحو غير مسبوق, وفي سياق تاريخي فرض هذا الازدهار وأنتجه في الوقت نفسه. ولذلك يمكن الحديث عن الخمسينيات بوصفها سنوات الصعود الواقعي بحق. وسواء تحدثنا عن النماذج الإبداعية للواقعية النقدية أو الواقعية الاشتراكية, في مدى الانحياز إلى الواقع والحرص على تصويره, فإن النتيجة واحدة من حيث غلبة الاتجاه الواقعي بوجه عام, وسيطرته على المشهد الثقافي, وما ترتب على ذلك من عملية إحلال وإبدال أزاحت الاتجاه الرومانسي الذي كان لا يزال متعلقا به أمثال يوسف السباعي ومحمد عبدالحليم عبدالله وأمين غراب وغيرهم
شهدت السنوات الأخيرة ظهور حركة نقدية نسائية قامت على أساس القول بأهمية النوع الجنسي, وتناولت بصورة خاصة, دراسة النتاج الشعري النسائي بغرض تأكيد الفوارق بين الإبداع الشعري لدى الجنسين وإبراز السيطرة الثقافية الذكرية في المجتمع
الوعي بالظاهرة الأدبية اليوم ينطلق من تصور يراعي تطور وتشكل القصيدة العربية الحديثة, خصوصا حين يكون التمرد صفة ملازمة لجسد القصيدة الشعرية (المغربية نموذج دراستنا), لكن ألا يطرح هذا الخطاب إشكال البحث عن هوية تميز القصيدة المغربية عن مثيلاتها?
بدأت رحلة هذا الكاتب حين نشر روايته الأولى (في قلب وطن) (1977), ثم توالت رواياته: (في انتظار البرابرة) (1980), (حياة وأزمنة مايكل ك) (1983), (أرض مظلمة) (1985), (عدو) (1987), (أرض منعزلة) (1990), (عصر الأغلال) (1992), (سيد بتسبرج) (1994), (خزي) (1999) وآخر رواياته التي أعلن عنها ولم تنشر بعد, وهي (اليزابيث كوستللو). وله كتابا مذكرات, هما: (طفولة: مشاهد من حياة محلية) (1997), و(شباب) (2002). كما أن له عددا من الكتب السياسية والأدبية, هي: (تصريح هجوم: مقالات عن الأسلاف) (1996), (حياة الحيوانات (1999), و(شواطئ غريبة: مقالات أدبية) (2001). وهو الكاتب الوحيد الذي فاز بجائزة البوكر مرتين عن روايتي: (حياة وأزمنة مايكل ك) (1983), (وخزي) (1999)
لِماذا المخيَّم? يظلّ السؤال يُلِحُّ,
أقسم القضاة اليمين, الواحد تلو الآخر, ثم أفسح رئيس محكمة الجنايات في المجال لكاتب المحكمة, لكي يقرأ قرار الإحالة وقرار الاتهام. كان كريستيان إيريل, الجالس بين شرطيين ضخمين, يكتفي بهزّ رأسه في أثناء سرد الوقائع القاسية التي أدّت به إلى قتل نعّومي فيريل. وعندما نودي بالشهود لسماع إفاداتهم, قام بحركات لا تخلو من التودّد والخفّة, بل سمح لنفسه بالتبسّم لبعض أصدقائه, مما حداهم على تحويل أبصارهم عنه مبدين انزعاجهم من حركاته غير اللائقة. لقد بدا غريبًا عن هذا الاجتماع, على الرغم من أن مصيره سوف يتقرّر فيه, ولقد أثار عبثُه حفيظة الجمهور الذي ما انفكّ يتساءل منذ عدة أشهر حول دوافع فعلته
يقوم مجتمع المعلومات على عنصرين محوريين: عنصر البنية التحتية وقوامها شبكة الاتصالات, وعنصر المحتوى, ولتوضيح المقصود بمصطلح (المحتوى) وأهميته نشير هنا إلى المناظرة التي تشبه شبكة الاتصالات بشبكة المواسير في حين تشبه المحتوى بالماء الساري خلال هذه الشبكة من حيث معدل تدفقه, ودرجة تفاوته, ومدى إتاحته للجميع, وفي مجاز آخر تشبه شبكة الاتصالات شبكة الأعصاب في حين يشبه المحتوى النبضات التي تسري خلالها, وفي اقتصاد المعرفة (المحتوى هو الملك), وإن كان التركيز قد انصبّ حتى الآن على إرساء البنى التحتية الأساسية لمجتمع المعلومات فقد أيقن الجميع أن المحتوى هو التحدي الحقيقي القادم