العدد (539) - اصدار (10-2003)

صَمْتُ القُبَّرَات محمد إبراهيم أبوسنة

تلك بيداءُ يصهرُها الوقتُ.. تركض فيها تباريحُ ريحٍ.. تناوحُ في شجرٍ من خيالْ تلك أقدامُ بعض السعالي..

رسالةُ المريضِ الأَخيرِ إلى غيره محمد القيسي

منْ عَديدِ الأَسَابيعِ, لا تَطلعُ الشمسُ من شُرفتي. وأُوزّعُني في المسَافةِ مَا بينَ مِقعَدِ نَفسي

الحرب في الزمنين التاريخي والشعري ريتا عوض

تثير العلاقة بين الشعر والواقع إشكالية نقدية مزمنة وتطرح عديدا من الأسئلة النقدية والجمالية الدقيقة. بل لعل تحوّل طبيعة هذه العلاقة هو العنصر الفيصل في الانتقال من مسار إبداعي إلى مسار آخر في مجال الشعر, ومن مذهب فكري وتوجه نظري إلى سواهما في مجال النقد

ذكريات مدينة بلا قلب جابر عصفور

عندما التحقت بالجامعة في مطلع الستينيات, وقادتني قراءتي القديمة لطه حسين إلى قسم اللغة العربية, تحقق حلم القراءة الذي صاغه طه حسين عندما زرع في وجداني وعقلي صورة المثقف الذي لا يخشى في الحق لومة لائم, وينهض مندفعا كالعاصفة من بين الفقراء لينثر غبار الطلع على ما حوله, داعيا إلى زمن جديد من الحرية والعدل والجمال والعلم, مادّا ذراعيه إلى الفقراء من أمثاله نتيجة إيمانه أن العلم والثقافة كالماء والهواء حق طبيعي لكل إنسان على أرض الوطن

أدب ساخر.. الحفيد... وأنا! سليمان الفهد

حينما كنت أسمع مقولة (ما أعز من الولد إلا ولد الولد). كنت ألوكها وأجترها وأرددها مع القائلين دون أن أحيط بمعناها. وأسأل نفسي - نافيا مستنكراً - كيف بالله عليك يكون الحفيد أغلى من الوليد?! ودارت الأيام - بالإذن من أم كلثوم - وجاءنا الحفيد في يوم ربيعي بهيّ رائق خال من (الطوز) ولله الحمد! أعرف أني فرحت بإطلالته, لكني لم أشعر تجاهه بالمشاعر التي تجسدها المقولة السالف ذكرها في أول المقالة! قلت لنفسي مؤنبا (قلبي صخر جلمود) بسبب (جيناتي) النجدية الوراثية التي تعتبر إشهار العواطف عيبا يثلم الرجولة, ويشين الفحولة

كان لي حلاق...! صبري موسى

مثل خلق الله جميعا كان لي حلاق, لكنني فجأة, ودون سابق إنذار, فقدته. فإذا رأيتموني هائما على وجهي في الطرقات, في ساعات الظهيرة أو القيلولة, فاعلموا أنني أبحث عن حلاقي الذي ربما يكون قد أضاع نفسه, أو ربما يكون قد وجد نفسه!

قاتل بلا وجه ياسر شعبان

أنت تجلس هناك, وعندما يتمايل القطار تنحني للأمام لتسمع. ولكنني لا أتكلم. لو كنت قادراً على العثور عليهم, كنت سأطلب منهم النصف المتبقي من النقود التي وعِدتُ بالحصول عليها عند التنفيذ, لكنهم رحلوا. ولا أعرف إلى أين أتوجه. ولا أظن أنهم ما زالوا موجودين هنا, لابد أنهم ذهبوا إلى بلد آخر, إنهم يتنقلون طوال الوقت وهكذا يعثرون على رجال مثلي