العدد (535) - اصدار (6-2003)

انهيار جمهورية الخوف سليمان إبراهيم العسكري

سوف يبقى هذا المشهد عالقاً في أذهاننا جميعا لمدة طويلة, فقد كان رمزاً لسقوط مروع, وإن كان خاليا من الجلال. كان التمثال يقف شامخا رافعاً يده كأنه يأمر الجميع. وعندما جذبته الدبابة بواسطة حبل من الصلب مالت اليد إلى أسفل كأنها تستجدي, تحاول أن توقف طوفان الأحذية والأحجار. ثم هوى التمثال على الأرض وصعد الجميع فوقه وهم يرقصون ويهللون. وظلت اليد مرفوعة إلى أعلى كأنها تتوسل. كانت هذه هي لحظة النهاية لنظام طال عمره وظلمه أكثر مما ينبغي. وتراكمت تحت ظله كمية من الفظائع والجرائم أكثر من طاقة أي شعب أو أمة, ومع ذلك فإن تمثال صدام حسين كان أجوف من الداخل