العدد (535) - اصدار (6-2003)
نحن نعيش عصراً تتحدد فيه أهمية الأمم بقدر ما تنجزه في مجال العلوم وتطبيقاتها التقنية, ولكي نجد مكاناً تحت شمس هذا العصر لابد أن تتوجه خطوتنا الأولى - بجدية وتخطيط علمي - نحو ترجمة العلوم
حين ننظر إليها من هنا, تبدو مجرة (الدرب اللبنية) وادعة كثيراً.. نراها شريطاً لبنياً طويلاً مرصعا بالنجوم, حتى لنحسبه نهراً من الضوء ينساب بلا نهاية في ليل الفضاء الهادئ والأبدي. تبدو مجرتنا بذلك مثيرة للأحلام على نحو رائع. ولكن, مع ذلك! هناك في مكان ما من كوكبة الرامي (القوس), في قلب الدرب اللبنية نفسها, يختبئ... غول, ينتظر متخفيا كعنكبوت وسط نسيجه, أن يقترب منه نجم أو سحابة غازية ليتلقفه في لولب زمكاني (زماني مكاني) جهنمي, لا خروج منه بعد ذلك أبداً
منذ عقود قليلة, كان الأطباء عندما يكتبون شهادة وفاة لمتوفى مسن, يستخدمون تعبير (شيخوخة من دون جنون), لأن خَرَف أو عته الشيخوخة كان يمثل خطراً يهدد معظم كبار السن, ولا يزال. لكن أملاً طبياً جديداً, وفلسفة طبية حديثة, يبشران بمواجهة حاسمة تزيح هذا التهديد