العدد (534) - اصدار (5-2003)
يلقي هذا المقال الضوء على نص مهم وغير معروف لرفاعة رافع الطهطاوي أحد رواد عصر التنوير العربي. يمثل النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي مرحلة مهمة من تطور الفكر العربي, فخلال هذه السنوات بدأ تعرف عدد من شوامخ المفكرين العرب على واقع وتراث النهضة الأوربية, وسعوا إلى الاستفادة منها وتحديد أسبابها وبواعثها وكتبوا إلى بني أوطانهم ينبهّونهم إلى ذلك العالم الجديد الذي كان يبزغ في أوربا وضرورة تطوير المؤسسات والنظم والعلاقات الاجتماعية في بلادنا حتى تساير هذا التطور وتشارك في صنعه.
إن المنتديات الفكرية و(الصالونات) الأدبية والثقافية, المنتشرة في أيامنا هذه, ليست ظاهرة جديدة في تاريخ الثقافة العربية, وإنما هي تجديد, أو بالأحرى, استمرار لتقليد ثقافي عريق في حضارتنا. بل يمكن القول, باطمئنان, بأنها من الظواهر القليلة التي ظلت قائمة وفاعلة في تاريخ الحضارة العربية الإسلامية, حتى عندما كانت تجتاز, هذه الحضارة, أكثر مراحلها ضعفاً وانحطاطاً. وعلى الرغم من اختلاف الموضوعات, التي تتناولها (صالونات) ومنتديات اليوم, بشكل أو بآخر, عن تلك التي كانت تتناولها مجالس الأمس, فإنها تحمل الرسالة نفسها, رسالة العلم والمعرفة والتقدم.