العدد (521) - اصدار (4-2002)
ماذا يفعل الأطفال في عالمنا العربي والسماء فوقهم بهذا الانخفاض? كيف يمكن أن يرفعوا رءوسهم بكامل قاماتها? وكيف يمكن أن يتأملوا الآفاق البعيدة دون فضاء رحب يتيح لهم الانطلاق? الأطفال العرب ـ وليس أطفال فلسطين وحدهم ـ محاصرون, ولأنهم مادة المستقبل فإن هذا يعني أن المستقبل العربي كله محاصر, مساحة الإبداع فيه ضيقة, والقدر المتاح للابتكار معدوم تقريبا, فمن المسئول عن كل هذا?
كتب الغرب تاريخ البحر الأبيض المتوسط من وجهة نظره, فمتى يكتب مؤرخونا تاريخ هذا البحر وفق رؤية عربية?
تواجه الدول النامية تحديات تتمثل في تهديد الذاتيات الثقافية والفقر والتفاوت الكبير بين دول الشمال ودول الجنوب في مناحي الحياة جميعا, والشعور بالعجز والتصاغر والانسحاق, تلك التحديات تهدّد بإشعال الحروب والعنف والانتقام. لهذا, فإن الخطر سيف ذو حدّين, مصلت على العالم بأسره في وقت واحد.
في أعلى مرتفعات هايدلبرج بألمانيا يقطن الفيلسوف الألماني المعاصر هانس جورج غادامير الذي جاوز عمره المائة سنة (ولد سنة 1900), ورغم تقدمه في السن فإنه لايزال متابعاً لقضايا الفكر الفلسفي, وقارئاً جيداً لجديد الدراسات الفلسفية, خاصة في مجال النظريات التأويلية التي كان من أبرز منظريها والمجددين في أدواتها المنهجية والعلمية من خلال كتابه (الحقيقة والمنهج) الصادر سنة 1960