العدد (520) - اصدار (3-2002)
نشرت العربي في العدد (510) شهر مايو 2001 مقالاً تحت عنوان (الصهيونية بذور سوداء داخل ديانة قديمة) بقلم الكاتب طلعت رضوان. وقد نشرنا في العدد الماضي رداً على هذا المقال ونواصل في هذا العدد نشر ردين آخرين حوله.
كانت بيروت مولداً شرعياً للنهضة العربية. حملت بذورها الأولى واكتسبت هويتها كمدينة من التأثيرات الخلاقة بين لبنان وجيرانها العرب.
يتجدد الألم كل يوم, وينزف الجسد الحي دمه الذكي, حينما يختفي العدل عن العالم ويدمر المحتل كل وجود إنساني ومادي واقع تحت نيّر احتلاله, وينتفض الفن صارخاً في وجه الغاصب, لحظة تعبيره الصادق عما يحدث, والمتأمل للوحة الفنان الإسباني (فرانثيسكو دي جويا) (1746 ـ 1828) والمعروفة باسم (الإعدام رمياً بالرصاص في ميدان مونكلوا), وهو أحد الميادين المهمة بالعاصمة الإسبانية (مدريد), سيتوقف طويلاً أمام تلك الاستجابة الفنية البارعة لفنان غير مسار الفن التشكيلي تاريخياً, حينما نقله في زمنه من مرحلة تمجيد لحظة انتصار وطنه على أعدائه, لصياغة لحظة انكسار وألم عظيم يمر به هذا الوطن, ومتسامياً بإنتاجه الفني على اللحظة الزمنية التي يصوغ داخلها فنه, وفوق الواقعة المحلية التي يجسدها جمالياً داخل لوحته, ليقدم لنا فناً يلمس الوجدان الإنساني, ويهز الضمير البشري في كل زمان ومكان.
بدأ العرب نهضتهم الأولى منذ القرن التاسع عشر لكنهم فشلوا في تحقيق وحدتهم القومية, ودرء المخاطر الكبرى عن الأمة العربية, وبشكل خاص المشروع الاستيطاني الصهيوني. وتبخّرت نسبة كبيرة من الأموال النفطية والموارد الطبيعية العربية في تنمية قطريّة لم تؤد إلى بناء تنمية مستدامة على امتداد الوطن العربي بل قادت إلى هجرة كثيفة للأدمغة العربية, كما أن الكثير من الطاقات المالية العربية ما زالت توظف خارج الوطن العربي الذي تتهدده مشكلات الفقر, والبطالة, والأمية, والهجرة, والتصحر, والتلوث وغيرها. لذا, سارع غالبية المثقفين العرب إلى قرع ناقوس الخطر, والعمل على رسم أفضل السّبل لبناء مشروع نهضوي جديد يحفظ للعرب موقعاً فاعلاً في عصر العولمة والتكتلات الكبيرة.
ليس المقصود هنا خداع القلب في مضمار العواطف, بل خداع القلب المريض في إبداء أعراض وعلامات يظن كثيرون أنها لا ترتبط بأمراض القلب, فتفوتهم فرص النجاة.
ليس المقصود هنا خداع القلب في مضمار العواطف, بل خداع القلب المريض في إبداء أعراض وعلامات يظن كثيرون أنها لا ترتبط بأمراض القلب, فتفوتهم فرص النجاة.