العدد (515) - اصدار (10-2001)
البنفسجُ غادرَ صهوته وانتهى للميادينِ بين يديْ صبيةٍ جائعينَ يبيعونهُ فوق جسر الصبابات للعاشقينَ, وبينَ إشارات جُندِ المرورِ, البنفسجُ لم يرتدعْ حين غادرَ أشجارهُ النائحاتِ, ولم يتعظْ بعذاباتهِ واكتفى بالدموع التي أغرقَتْ جَفْنهُ
وانتصبت شواهد الموتى مشعة مجدولةً
نظر بعضهم إلى بعض, يقرأون عيونهم وشفاههم وخوفهم, حقيبة زرقاء يرجى من صاحبها الحضور قبل تحرك الأتوبيس, في مقاعدهم يتسللون إلى الشارع من نوافذها, أين وضعها الملعون, كارثة أن يكون مصاباً بعمى الألوان والأزرق عند السائق يساوي الأسود عندي, ربما, أوراقك بالكامل
هناك مدن ومواقع عربية دخلت التاريخ بكفاحها المتواصل ضد الاحتلال, وأصبحت طائرة الصيت في أرجاء الوطن العربي مشرقاً ومغرباً, مثل ريف المغرب, وميسلون سوريا, وبورسعيد مصر, وبنزرت تونس, وأهراس الجزائر.. وهناك مدن ومواقع كثيرة كافحت وناضلت وقدمت الشهداء
سقطت على قلبي كقنديلٍ توشوشه وتفتح سجنَ غربته تفكُّ طلاسم الأسر المزيَّن
ربما لا يعرف بعض الناس أن زوجتي تعمل مدرّسة لمادة الفيزياء في المدرسة الثانوية, وكما تعلمون, فالفيزياء ليست بلقمة سائغة, وإنما هي (عظم) لا يمكن ابتلاعه, وعلى أي حال, هذا ما تقوله زوجتي, ومن المؤكد أنه قول صحيح, فهناك في الفيزياء عدد كبير من القوانين القمينة تجعلك تتعثّر بأحدها