العدد (515) - اصدار (10-2001)
إن انعقاد القمة الفرنكوفونية التاسعة في بيروت تحت عنوان ( حوار الثقافات ) يعني الكثير لاسيما أن لبنان أكثر من غيره من الدول والمجتمعات الفرنكوفونية لديه ما يغني النقاش في هذه القضية المحورية في عالمنا المعاصر , وله رسالة في هذا الشأن يوصلها إلى العالم
تستضيف عاصمة لبنان, بيروت, قمة رؤساء الدول الناطقة كليا أو جزئيا باللغة الفرنسية, وهي مجموعة تشمل 49 دولة لها صفة العضوية في المجموعة, أربع دول لها صفة المراقب, ودولتان تشاركان في اجتماعات القمة التي تنعقد كل سنتين بشكل دوري
لا يمكن فهم الأزمة الجزائرية خارج إطار الدراسة المعمقة لقضية اللغة, لأن الشرخ اللغوي هو أخطر أسباب الأزمة الجزائرية. ورغم كل الادعاءات فقد كان تجهيل الجزائريين هو أهم أهداف الاستعمار الفرنسي, رغم أن كثيرين يعتقدون أن فرنسا عملت على طمس العربية لتُحل محلها الفرنسية
يقول فهمي هويدي, في مقال تحت عنوان حين تصبح السياسة لغزا: لم نفهم أيضا (ويشير الكاتب هنا إلى كل ما يحدث في مصر الآن والذي لا نفهمه) لماذا دخلت مصر في فلك الدول الفرنكوفونية, رغم أنها لم تكن يوما ما من الدول الناطقة بالفرنسية (للعلم: الجزائر ليست عضوا في المنظمة), الوفد, 27/7/2001
أي موقع هذا الذي تتبوأه, أو يجب أن تتبوأه, الثقافة العربية إزاء الحركة الفرنكوفونية التي لا تزال تَنْضُر وتستعلي في الأرض? وما تلك العلل التي كانت وراء نشوب هذا الصراع الحضاري المرير بين الثقافة العربية من حيث هي هوية وأصالة وقيمة حضارية
تطرح الفرنكوفونية في الوقت الحالي مجموعة من الأسئلة على مواطني بلدان المغرب العربي. بعض هذه الأسئلة يتعلق بالسياسة, وبعضها الآخر بالمجتمع, إلا أن معظمها يتعلق بالثقافة في الأساس. لقد ظهرت كلمة (فرنكوفونية) لأول مرة عام 1880, في كتاب ألفة الجغرافي الفرنسي أونسيم ريكلو Onesime reclus (1837-1916) قصد الإشارة إلى (الفضاءات الجغرافية التي يجري الحديث فيها باللغة الفرنسية)
من المعروف عن اللبنانيين أَنهم ينتصرون للّغة العربية أيّما انتصار, ويعدّونها من مفاخر انتمائهم الوطني والقومي, ومن مسارح إبداعاتهم. ولهم فيها تراثُ نهضويّ ثَرّ أَغنى كنوزها فوق ما هي غنيّة, في الشعر والفكر واللغة وسائر ضروب الأدب وألوان الكتابة
تزايدت في عالمنا المعاصر الأعمال الأدبية المكتوبة باللغة الفرنسية والإنجليزية والألمانية وغيرها, من قبل كتّاب عرب, وترجع هذه الظاهرة بجذورها إلى أواخر القرن التاسع عشر والقرن العشرين, مع الاستعمار الغربي للبلاد العربية, وفرضه للغته وثقافته فيها