العدد (513) - اصدار (8-2001)

النهوض من الهزيمة في مساءلة التخلف سليمان العسكري

قرأت رواية الكاتب اللبناني المعاصر أمين معلوف الوثائقية (الحروب الصلييية كما رآها العرب) في زمن الغزو العراقي للكويت, وكانت قراءتها ثقيلة الوطأة, لا بسبب عيب فني فيها, لأنها عمل رائع بكل المقاييس, وإنما لأنها كانت تنكأ الجراح وتدمي القلب. فالصليبيون, أو كما أطلق عليهم المؤرخون المسلمون (جيوش الفرنجة) اجتاحوا العالم العربي ليس بسبب قوتهم العسكرية الخارقة, أو أعدادهم الكبيرة, بل لأنهم وجدوا الأرض مشرعة أبوابها أمامهم وممهدة تماماً لهم. كانت الحملات الصليبية قليلة العدد وينقصها الكثير من التنظيم والانضباط

تركيا.. والاتـجـاه غـرباً محمد نور الدين

قدمت (الكمالية) مجموعة الأفكار التي بلورها مصطفى كمال أتاتورك, نفسها على أنها المنظومة, التي ستتيح لتركيا الخروج من مرحلة اتسمت بالتخلف والتشرذم, والدخول في عالم الحضارة الغربية, التي مثلت لمصطفى كمال مثال الحداثة والتقدم. وكانت بعض أحاديثه (متطرفة) لجهة الاستلاب بالغرب, وأوربا تحديداً. يقول: (الحضارة التي يجب أن ينشئها الجيل التركي الجديد هي حضارة أوربا, مضموناً وشكلاً

الإنترنت: مقبرة اللغات أم بستانها؟!! نبيل علي

الحديث عن اللغة في عصر المعلومات تسوده نبرة التشاؤم, وتوالى ظهور المصطلحات التي تعكس مدى القلق على مصير اللغة في هذا العصر, من قبيل: الهوة اللغوية والفاصل اللغوي وانقراض اللغات, والعنصرية اللغوية والتوحد اللغوي والتحالف اللغوي والحروب اللغوية, وتمادى البعض في تشاؤمه ليدرج اللغة ضمن قائمة موتى عصر المعلومات كضحية جديدة تضاف إلى ضحاياه الأخرى ذات الصلة اللغوية,

الـتـاجـر { ولا تخـسـروا المـيـزان } نقولا زيادة

لما فتح العرب هذه الرقعة الواسعة الممتدة من أواسط آسيا إلى شمال إسبانيا, وأقاموا فيها دولتهم, كانت التجارة قد عرفها العالم لمدة لا تقل عن أربعين قرناً. ومن ثم فقد كانت أكثر الطرق معروفة وأكثر السبل مطروقة. كما كانت السلع المتنوعة تنقل من مصادرها الأصلية إلى الأسواق التي تتطلبها شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً. إلا أن قيام الدولة العربية الإسلامية في هذه الرقعة الواسعة كان له في التجارة أثران مهمان: الأول أن خضوع هذه المنطقة الشاسعة الواسعة لمركز واحد

محاولة لاستعادة تاريخ فلسطين الحقيقي أحمد عيسى الأحمد

ان احتلال فلسطين عبر التاريخ من قبل الغزاة لفترات طالت أم قصرت, كان مكتوبا عليه الاضمحلال والزوال, لأنه لم يكن في الأساس احتلالا استيطانيا على المدى البعيد.. بعكس ذلك الغزو الذي تعرضت له فلسطين من قبل اليهود في العصر الحديث, فهو يمثل هجمة استيطانية مركزة, مدفوعة بعبق التراث التوراتي الذي يجعل من هذه البلاد (أرض الميعاد), ويغذيها فكر صهيوني عنصري ينكر وجود أي شعب آخر غير (الشعب المختار).. كما ينكر وجود أي حضارة أخرى على أرضها غير حضارتهم