العدد (756) - اصدار (11-2021)

جمال السجيني ثلاثية النّحت والنحاس المطروق والتصوير صلاح بيصار

إذا كانت الشرارة الأولى للإبداع التشكيلي المجسم، التي أطلقها مثّال مصر محمود مختار، قد امتدت من البحث في جذور مصر القديمة واستلهام البيئة المصرية مع المؤثرات الغربية من الفن الأوربي، فإن الشرارة الثانية تمثّلت في إبداع جمال السجيني، الذي استلهم الطراز الإسلامي والعمارة الريفية الفطرية والفن الشعبي. أعاد مختار الحياة إلى النحت المصري بعد فترة انقطاع دامت أكثر من 4000 سنة، وكان ريفيًا تميمته الفلاحة المصرية، التي شكّل من جلبابها وملاءتها خطوطًا منغّمة تمثلت في تماثيله، ومن بينها «العودة من السوق»، و«حاملة الجرة»، و«الحزن»، و«الراحة»، و«كاتمة الأسرار»، و«القيلولة»، وكانت منحوتته «الخماسين» امرأة تواجه الرياح العاتية، رسم فيها ملامح مصر من القوة وعنف المقاومة ومحاولة الانطلاق.

سينما روي آندرشون و«رُباعية الحياة» محمد الفقي

محور أفلام المخرج السويدي الكبير روي آندرشون وعمودها الحامل هو حال الإنسانية التي باتت تفتقد الإنسانية، وحال الإنسان الذي صار بعيدًا عن الآخرين، وعن نفسه أيضًا. ورباعيته، التي تسمى أحيانًا «رباعية الحياة»، هي 4 أفلام متتالية، صنعها بين عامي 2000 و2019، وتصوّر الوضع الروحي والقيمي الذي وصل إليه إنسان اليوم. مشاهدة هذه الرباعية تمنح المتفرج فرصة فريدة لخوض تجربة بصرية وفكرية غير مسبوقة في تاريخ صناعة السينما، مع استثناءات قليلة، بالطبع، لقلّة من كبار صناع السينما العالميين، وإن اختلفت أساليبهم.