العدد (756) - اصدار (11-2021)

«شفشاون» للتاريخ ظِلال زرقاء وئام المددي

إشراقتها كصباح عيد، في سمائها اللامعة تحوم عصافير الفرح.. صحيح لأنك قد تكتفي بها، لكن كن على يقينٍ بأنك لن تكتفي منها.. لن تدري كم ستكون شاسعة غابات الانبهار والجذل التي ستضرمها فيك شفشاون حين تقتحم بوابة ذاكرتها القديمة. وحين تقصدها كي ترتوي من لهفتك سرعان ما تكتشف أنك قد ازددتَ بذلك الرّواء ظمًأ.

إرهاصاتُ الخيال العلمي رجب سعد السيد

تفتقرُ قصصُ الخيال العلمي، كفرع من الأدب، إلى تعريف يُجمعُ عليه الدارسون والمتحمسون له؛ كما أن نشأته لا تزال مثارَ جدلٍ، حتى إن البعض يعودُ بها إلى الملحمة السومرية المشهورة (جلجامش)، التي وُضعتْ في الفترة بين عامي 2150 و2000 ق. م، ويرى البعض فيها نصَّ خيالٍ علمي بدائيًا؛ بينما يذهبُ نفرٌ آخرون إلى أن بداية الخيال العلمي كانت أواخر العصور الوسطى؛ ويرى فريقٌ ثالثٌ أن أدبَ الخيال العلمي لم يكن لينشأ إلا مصاحبًا للانقلاب العلمي الذي مهدت له اكتشافات جاليليو ونيوتن في مجالات الفلك والفيزياء والرياضيات.

باريس... بين رحلتي محمد جلبي ورفاعة الطهطاوي د. خالد زيادة

نشر رفاعة الطهطاوي وقائع رحلته وإقامته في باريس، في كتاب بعنوان: « تخليص الإبريز في تلخيص باريز»، وقد سجّل في الكتاب انطباعاته عن المدنية الأوربية كما خبرها في العاصمة الفرنسية. ومن المعلوم أن رفاعة الطهطاوي (1801-1873) هو شيخ أزهري كان في الخامسة والعشرين من العمر حين تقرر إرساله كإمام للبعثة العلمية المتوجهة إلى باريس، وكان أستاذه الشيخ حسن العطّار قد نصح الوالي محمد علي باشا باختيار الطهطاوي لهذه المهمة، في الوقت الذي طلب من تلميذه أن يسجّل كل مشاهداته في باريس.

محمد الماغوط بين الريادة وحريَّة الإبداع عزيز العرباوي

تبدو قصيدة محمد الماغوط مكتملة وكافية، بحيث إنها لم تحتجْ إلى مبرر لكي تبرز في أفق الحداثة الشعرية العربية، ولم تحارب للدفاع عن نفسها أمام عتاة الشعر التقليديين والتراثيين، ولم يتذكر كثيرون في حينها أنها بلا وزن أو حتى قافية، فقد شغفتهم بواسطة الصور الانفجارية المشتقة والسيرة الصعلوكية والخارجة عن المألوف التي كان الماغوط يقدّمها في قصيدته، إضافة إلى الاحتجاج الذي يقود الشعر إلى الاتصاف بملكوت البراءة والتعبير الغامض، ثم الريفي المقتلع من جذوره الجوال في شوارع المدينة يروي الحقيقة المرّة بكل صدق وثقة بالنفس دون موجب نقص.

«حَسَّان الهند» غلام علي آزاد البلغرامي د. عبدالله القتم

تيمنًا بالصحابي حسان بن ثابت رضي الله عنه، أطلق الهنود على الشاعر والأديب الهندي غلام علي آزاد البلغرامي هذا اللقب لكثرة ما نظم من قصائد في مدح رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام، فهذا الأديب الشاعر ولد في قرية بلغرام عام 1116هـ/ 1704م، تلك القرية التي أنجبت مجموعة من علماء الهند وأدبائها. وقد تربى في أسرة من العلماء؛ فأبوه وجده من أمه وخاله وبعض أقاربه من العلماء المعروفين في الهند.

السينمائي المغربي الرائد محمد عصفور شغفٌ غريزي بالحداثة ورهانٌ عليها عبداللطيف البازي

ما عرف عن محمد عصفور، المغربي البسيط، أنه كان رائدًا، دون غرور أو سابق ترتيب، في التعريف بالسينما المغربية والتأسيس للأنشطة التي تدور بفلكها في بلده. لقد كان عصفور شخصًا سخيًّا، تملّكته دومًا الرغبة في تجاوز نفسه، والتحليق بعيدًا، رغم ضعف إمكاناته المادية، وضعف تكوينه، وضعف الإمكانات التي كان يوفرها له بلده المغرب، الخاضع آنذاك لسيطرة الاستعمار الفرنسي.